الجزائر ترحّل مهاجرين أفارقة بعد أحداث شغب

03 ديسمبر 2024
الجزائر ترحل مهاجرين أفارقة إلى بلدانهم، 3 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قامت السلطات الجزائرية بترحيل مهاجرين أفارقة بعد تورطهم في أحداث شغب واستيلاء على سكنات قيد الإنشاء، حيث تم نقلهم جواً إلى مطار تمنراست ثم براً إلى الحدود بالتنسيق مع النيجر.

- لم يصدر بيان رسمي حول العملية، لكن تم توثيقها بصور وفيديوهات، وتزامنت مع زيارة مسؤول أممي، حيث أكدت الجزائر على أهمية التكفل الإنساني بالمهاجرين.

- الجزائر أعادت 80 ألف مهاجر سري إلى بلدانهم، معربة عن قلقها من المخاطر المرتبطة بالهجرة السرية، ودعت إلى تعاون دولي لمواجهتها.

رحلت السلطات الجزائرية عدداً من المهاجرين الأفارقة إلى بلدانهم، وأعادتهم إلى الحدود، بعد ارتكابهم أحداث شغب واستيلاء على سكنات طور الإنجاز بمنطقة الرحمانية في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية.

وجمعت السلطات منذ أيام المهاجرين ورحلتهم عبر طائرات إلى مطار تمنراست جنوبي الجزائر، قبل أن يُنقلوا بواسطة حافلات إلى الحدود بالتنسيق مع دولة النيجر، للسماح لهم بالعودة إلى بلدانهم، في أعقاب أعمال شغب ومواجهة مع قوات الدرك التي كانت بصدد إفراغ شقق سكنية طور البناء من المهاجرين، الذين شغلوها بطريقة فوضوية.

ولم يصدر بيان رسمي يسرد تفاصيل ومعطيات حول هذه العملية، لكن صوراً وفيديوهات تم التثبت منها، تظهر عمليات ترحيل جوية وبرية للمهاجرين، بعضهم كان يعمل في ورشات البناء بطرق غير قانونية. وتزامنت عمليات ترحيل المهاجرين مع زيارة المفوض السامي المساعد لشؤون العمليات بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مازو رؤوف، وقال الأمين العام لوزارة الداخلية الجزائرية العربي مرزوق، خلال استقباله مازو رؤوف إن "السلطات الجزائرية، تولي الأهمية القصوى لضمان التكفل الإنساني" بالمهاجرين واللاجئين.

وفي شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي، كان وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد قد أعلن في اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة السبع بإيطاليا، حول الهجرة، أن الجزائر نجحت في إعادة نحو 80 ألف مهاجر سري إلى بلدانهم، عبر تنفيذ خطط قانونية وإنسانية وتنموية، معرباً عن قلق جزائري رسمي من المخاطر المرتبطة بالهجرة السرية، ومحاولات استغلال بعض الأطراف هذه الظاهرة لضرب استقرار الجزائر، داعياً إلى تعاون دولي واقليمي للتصدي للهجرة السرية، مشيراً إلى أن الجزائر تبذل جهوداً كبيرة في مواجهة ظاهرة الهجرة السرية، عبر تفكيك شبكات إجرامية متعددة الجنسيات منذ بداية 2024، تعمل في مجال تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، بعضها مرتبطة بالجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة في منطقة الساحل الأفريقي.

وكانت عملية ترحيل مماثلة تمت في شهر إبريل الماضي، قد أثارت خلافاً سياسياً بين الجزائر والنيجر، دفعت الأخيرة إلى استدعاء سفير الجزائر من وزارة خارجية النيجر، للاحتجاج حينها على ما وصفته بـ"طريقة معاملة غير مقبولة من مصالح الأمن الجزائرية مع رعاياها خلال تجميعهم ونقلهم إلى ما وراء الحدود"، لكن تفاهمات جزائرية نيجرية سمحت في نفس الشهر لسلطات النيجر، القيام بعملية ترحيل طوعية للمهاجرين السريين من الجزائر بدعم أممي وبالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة.

ويتمركز آلاف المهاجرين من دولتي النيجر ومالي ودول أفريقية أخرى، في العاصمة الجزائرية وعدد من المدن في الشمال، بعدما تمكنوا من الوصول إليها انطلاقاً من منطقة تمنراست وعدد من المدن القريبة منها كعين قزام جنوبيّ الجزائر، والتي يصلون إليها عبر الحدود البرية بين البلدين، وبات تزايد أعدادهم وانتشارهم في الشوارع والفضاءات العامة في الفترة الأخيرة، يشكل قلقاً كبيراً بالنسبة للسلم المدني والأهلي في الجزائر، خاصة بسبب تورط أعداد منهم في قضايا الاتجار بالمخدرات والتزوير والتسول وغيرها، ما دفع الحكومة الجزائرية التي قررت قبل فترة إعادة تجميعهم في مراكز عبور منظمة، ونقلهم إلى الحدود لتسليمهم إلى سلطات بلادهم.

المساهمون