"الجبنة"... قهوة تناقلتها الأجيال في ملتقيات السودان

"الجبنة"... قهوة تناقلتها الأجيال في ملتقيات السودان

القضارف (السودان)

ياسر هارون

avata
ياسر هارون
ياسر هارون صحافي سوداني
05 ديسمبر 2020
+ الخط -

تمثل القهوة التي تعرف باسم "الجبنة" في مدن شرق العاصمة السودانية الخرطوم أحد طقوس اللقاء لمعالجة المشكلات القبلية والاجتماعية، وهناك عادات خاصة في إعدادها وشربها.

رصدت كاميرا "العربي الجديد" مدى حرص المواطنين في مدن شرق السودان على تناول "الجبنة" بشكل يومي في تجمعات، حتى إنها باتت موروثاً اجتماعياً وتقليداً تحرص الأجيال على التمسك به.

يعد مقهى "عجين" منتدى جامعاً لأهالي مدينة القضارف، ويقبل الشباب والكبار فيه على تناول "الجبنة"، وتنطلق منه المبادرات الاجتماعية، وفقاً لقول أحد مرتاديه إبراهيم عثمان، والذي يشير إلى أنه يشرب يومياً نحو 4 أكواب من قهوة "الجبنة".

انتقلت "الجبنة" من قبائل البجة في الريف، والتي اشتهرت بشربها بكثرة، إلى سكان مدن شرق السودان، والتي لا يكاد يخلو شارع فيها من المقاهي التي تقدمها.

ويشرح إبراهيم عثمان طريقة صنع "الجبنة" عند قبائل البجة، والتي تبدأ بتحميص حبوب البن في مقلاة من نحاس، ثم ينقل البن إلى إناء آخر لتبريده، وفي أثناء التحميص يستمتع الحاضرون باستنشاق دخان البن، ثم يوضع البن على مدق من الخشب المنحوت، ويدق بقضيب من حديد لطحنه، ثم يضاف إليه الزنجبيل، ثم يغلى البن مع الماء في إناء من الفخار يسمى "الجبنة" على نار هادئة، وبمجرد فوران البن تسكب القهوة للمجتمعين.

ويقول السوداني حسن شاشو إنّ "الجبنة" تعد ملازمة للحراك الفكري والثقافي والسياسي في مدينة القضارف، والجميع يشاركون في مناقشة كافة مشاكل الولاية بصورة خاصة، ومشاكل السودان بصورة عامة، أثناء احتسائها.

ذات صلة

الصورة

سياسة

كوارث هائلة لا تزال حرب السودان تتسبب بها بعد مرور عام على اندلاعها. مقدار المآسي وغياب آفاق الحل والحسم يفاقمان هشاشة أحوال هذا البلد.
الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة

منوعات

تنتج البرازيل أحد أنواع القهوة الأغلى في العالم من حبوب مُستخرجة من روث الجاكو، وهو نوع من طيور الدراج يعيش في الغابات الاستوائية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.

المساهمون