التعليم ضحية حرب الإبادة في غزة

13 فبراير 2025
دمار هائل في مدارس غزة. 23 يناير 2025 (عمر القطاع/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتهم الفلسطينيون إسرائيل باستهداف القطاع التعليمي في غزة، حيث تعرضت المدارس للقصف المتكرر، مما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا من المعلمين والطلاب، وتحولت ساحات المدارس إلى مقابر جماعية.

- تجاوز عدد الضحايا من الطلاب 11,500، مع إصابات بعاهات دائمة، وفقدان 625 ألف طالب عامين دراسيين، مما أثر سلباً على مستقبلهم التعليمي، في ظل حصار الاحتلال وصعوبة التنقل.

- دمرت الحرب مؤسسات التعليم، حيث فقدت "أونروا" 85% من مبانيها، وتعذر استئناف التدريس فوراً بسبب الدمار الواسع الذي يحتاج لسنوات لإزالته.

يتهم الفلسطينيون في قطاع غزة إسرائيل بتركيز قصفها على القطاع التعليمي، وهذا القصف ليس عشوائياً، بل هو مقصود باعتبار أن التعليم عند الفلسطيني هو حبل النجاة من التشريد والإفقار ومحو الشخصية الوطنية الذي يتعرض له منذ قيام الكيان الإسرائيلي. لذا كانت المدارس أهدافاً مفضلة لآلة الحرب، وكان المئات من المعلمين والعاملين في قطاع التعليم ضحايا.
العدد المقدر للمعلمين والإداريين الشهداء يتجاوز الألف. لكن ماذا عن الطلاب؟
بداية لا بد من القول إنه خلال موجات القصف المجنونة، غادر عشرات الآلاف من الفلسطينيين بيوتهم، وقصدوا المدارس ظناً منهم أنها أماكن آمنة، خاصة ما يرفع منها علم الأمم المتحدة، لكن هذا لم يحمهم من القصف. استهدف القصف المدارس مراراً وتكراراً، فسقط الأهالي وأبناؤهم التلاميذ ضحايا، وتحولت الكثير من ساحات وملاعب المدارس إلى مقابر جماعية نظراً إلى تعذر نقلهم إلى المقابر. 
تطرقت الأرقام إلى أعداد الضحايا من التلاميذ التي تجاوزت 11,500 تلميذ ينتمون إلى سائر المراحل الدراسية، وهو رقم مهول، خصوصاً إذا ما أضيف إليه أعداد المصابين بعاهات دائمة، وباتوا من ذوي الحاجات الخاصة.

موقف
التحديثات الحية

لكن ماذا عن الخسائر الإجمالية. المعروف أن عدد الطلبة في القطاع يقارب 625 ألف طالب وطالبة، وهؤلاء خسروا عامي 2023 و2024 من أعمارهم الدراسية، ما يقود إلى انعكاسات سلبية على مستقبلهم. بالطبع هناك من أرسل أبناءه إلى مصر أو الضفة الغربية لإنقاذ مستقبلهم. لكن عددهم قليل، واقتصر هذا على الميسورين، وحدث قبل أن يطبق الاحتلال الحصار على القطاع. 
وكانت سياسة إرغام الأهالي على الانتقال من الشمال إلى الوسط، ومن الوسط إلى الجنوب، ثم بالعكس، تمثل عملية ترحال دائمة كفيلة بتعذر متابعة الدراسة، فأقصى ما استطاعه الأهل هو نقل بعض الأشياء المنقذة لحياة أسرهم.
الأفدح هو ما خلفته الحرب من تدمير لمؤسسات التعليم، وتعليق التدريس منذ عام 2023.  وكالة "أونروا" تدير أكثر من 288 مدرسة، أي 40% من أصل 737 مدرسة في قطاع غزة، ويعمل لديها ما لا يقل عن 9367 معلماً. وهنا يجب أن نتحدث عن المعلمين والإداريين والعاملين في المدارس، إذ يقدر عدد المعلمين الإجمالي بما يزيد عن 22,500 معلم ومعلمة. وتكتمل معالم الكارثة حين نتحدث عن عدد المدارس المدمرة. فـ"أونروا" باعتبارها مثالاً خسرت أكثر من 85% من مبانيها وتجهيزاتها، والبقية تحتاج إلى ترميم وإصلاحات.
ومن دون مبالغة، يمكن القول إن المدارس الباقية التي تديرها السلطة الفلسطينية أو جمعيات أهلية تعرضت لنسبة التدمير نفسها، ما يعني أنه في حال توقفت الحرب على نحو كامل، لن يكون بالإمكان معاودتها التدريس فوراً نظراً إلى أن إزالة الأنقاض تحتاج إلى سنوات كما تشير التقديرات.
(باحث وأكاديمي)

المساهمون