مركز حقوقي: إسرائيل تستخدم التعطيش لجعل غزة غير قابلة للحياة

22 مارس 2025
إسرائيل تستخدم التعطيش لجعل غزة غير قابلة للحياة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كارثة إنسانية في غزة: حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من استخدام الاحتلال الإسرائيلي "التعطيش" كسلاح، مما يهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني في غزة، حيث يعانون من نقص حاد في المياه النظيفة بسبب تدمير البنية التحتية وقطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه.

- تدمير البنية التحتية: دمر الاحتلال 85% من مرافق المياه والصرف الصحي، مما أجبر السكان على استخدام مياه ملوثة وانتشار الأمراض، ودفع المركز للمطالبة بإعلان غزة منطقة منكوبة بيئياً.

- تصعيد عسكري: استشهد 634 فلسطينياً وأصيب 1172 آخرون جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي، مما يمثل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ويعكس ضغوط المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية.

قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم "التعطيش" سلاحاً لتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، وحذر من "كارثة إنسانية غير مسبوقة" تهدد حياة الفلسطينيين عبر حرمانهم من مصادر المياه النظيفة والآمنة. وحذر المركز في بيان صادر عنه، اليوم السبت، بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يوافق 22 مارس/ آذار من كل عام. من "كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني بغزة يعيشون واقعاً مروعاً يحكم عليهم فيه بالموت البطيء، عبر تعطيشهم وحرمانهم بشكل ممنهج من مصادر المياه النظيفة والآمنة".

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل "استخدام التعطيش وقطع المياه كجزء من جريمة الإبادة الجماعية، وذلك بالتزامن مع يوم المياه العالمي"، مشيراً إلى أن "البنى التحتية المائية بغزة ومرافق تحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي تعرضت لتدمير هائل نتيجة الهجوم العسكري الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023". وإلى جانب التدمير، قال المركز إن القرار الإسرائيلي بفصل الكهرباء المحدودة التي كانت تصل إلى محطة تحلية المياه المركزية وسط القطاع فاقم تردي الأوضاع الإنسانية وأزمة المياه.

وفي 9 مارس الجاري، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، قرر وقف تزويد غزة بالكهرباء "فورا"، حيث كانت إسرائيل تزود القطاع بقدرة محدودة من التيار لتشغيل محطة المياه وسط القطاع. وفي تعقيبه على ذلك، قال مدير الإعلام بشركة توزيع كهرباء غزة محمد ثابت، في تصريح سابق لـ"الأناضول"، إن إسرائيل زودت القطاع بخمسة ميغاواطات من الطاقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، استخدمت فقط لتشغيل محطة تحلية المياه، إثر تدخل مؤسسات دولية وأممية، وذلك حتى 9 مارس.

وشدد المركز الحقوقي على أن تلك الجرائم تندرج تحت "التمادي في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، التي تهدف إلى تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، واستئصال الوجود الفلسطيني منه". وأكد أن مناطق واسعة في قطاع غزة باتت "تخلو من المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي" بفعل الدمار الهائل جراء حرب الإبادة". وفي ظل أزمة المياه هذه، أشار المركز إلى أن الفلسطينيين باتوا يعتمدون على حصص "شحيحة جدا وملوثة من المياه"، لافتا إلى أن حصة الفرد الواحد انخفضت من 86 لترا يوميا قبل أكتوبر 2023، إلى 3-12 لترا فقط.

الاحتلال دمر 85% من مرافق المياه

ونقل المركز عن بيان مشترك لسلطة المياه والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قوله إن إسرائيل دمرت ما يزيد على 85 بالمائة من مرافق خدمات المياه والصرف الصحي بشكل كلي أو جزئي، وأخرجتها عن الخدمة. وأفاد نقلا عن تقييم أصدرته منظمة "أوكسفام"، بأن المرافق المتضررة شملت 1675 كيلومترا من شبكات المياه والصرف الصحي، و85 محطة لتحلية المياه، و246 بئرا، بالإضافة إلى تدمير 40 خزانا كبيرا للمياه.

وطالب المركز "المقرر الخاص المعني بالحق في المياه وخدمات الصرف الصحي بإعلان غزة منطقة منكوبة بيئيا بفعل انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي التي أدت لانتشار الأمراض المعدية والأوبئة". ودعا إلى ضرورة "تحميل دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة وإلزامها بضرورة إعمال الحق في المياه وخدمات الصرف الصحي لسكان قطاع غزة، وما يترتب على ذلك من التزامات تتعلق بحماية الهياكل المدنية الضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة".

ومنذ استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة في غزة، فجر الثلاثاء وحتى السبت، استشهد 634 فلسطينيا وأصيب 1172 آخرون معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري. رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
إسرائيل تغلق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين 15/4/2025 (مأمون وزوز/الأناضول)

سياسة

في عدوان يتكرر سنويًّا منتصف إبريل، وضمن سياسة التهويد الممنهجة، اقتحم آلاف المستوطنين ظهر اليوم الثلاثاء، الحرم الإبراهيمي وأحياء البلدة القديمة في الخليل.
الصورة
إجراءات إسرائيلية مشددة تجاه الذاهبين للمسجد الأقصى، 28 مارس 2025 (الأناضول)

سياسة

تزامنًا مع بدء عيد الفصح السبت، ورفع سلطات الاحتلال مستوى التأهب بالقدس المحتلّة، يواجه المقدسيون تصعيدًا خطيرًا في سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى
الصورة
حرب غزة | قصف المستشفى المعمداني 13/4/2025 (حمزة قريقع/الأناضول)

سياسة

قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد، مستشفى الأهلي العربي، المعروف بـ"المعمداني"، ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة.
الصورة
طفلان فلسطينيان يشاهدان الغارات على رفح / 13 مايو 2024 (Getty)

سياسة

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، إنه استكمل السيطرة على كامل "محور موراغ" وطوق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة "بالكامل"، وفق إعلام رسمي.
المساهمون