الترقب والقلق يسودان مزيريب بريف درعا بعد محاولة اقتحامها من النظام

الترقب والقلق يسودان مزيريب بريف درعا بعد محاولة اقتحامها من قبل النظام السوري

17 مارس 2021
بدت الحركة خفيفة جداً في مزيريب بعد محاولة الاقتحام الفاشلة (محمد أبازيد/ فرانس برس)
+ الخط -

يعيش سكّان بلدة مزيريب حالة من الترقب والقلق، عقب خسارة النظام لأكثر من 20 عنصراً من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام، بشار الأسد، بعد محاولة فاشلة لاقتحام البلدة، ليلة أمس، بهدف اعتقال قيادي سابق في الفصائل المسلّحة المعارضة.  

تبدو الحركة اليوم خفيفة جداً في مزيريب، فلم يغادرها تقريباً أيّ من سكانها، بحسب أبو صالح السعدي، الذي قال لـ"العربي الجديد"، "مثّل يوم أمس صدمة. صوت الرصاص والقذائف دوّى في أرجاء البلدة، ولم نكن نتوقّع أن يقتحم النظام البلدة، خاصة عقب الإعلان في وقت سابق، عن توصّل اللجنة المركزية والنظام إلى تفاهم يوقف التصعيد، لكن كالعادة، لا يمكن الوثوق بالنظام والالتزامات التي يعد بها".  

وأضاف: "أيام الاشتباكات كنّا نعيش في وضع أفضل. نعلم أنّ هناك حرباً وقصفاً ونأخذ احتياطاتنا، أمّا منذ دخلت القوات النظامية مناطقنا عام 2018، برعاية روسية، وضمانات بعدم قيامها باعتقالات وأعمال انتقامية، كانت النتيجة مئات الاعتقالات والتصفيات، وراح النظام يقضم المنطقة بمساندة المليشيات الموالية، عبر افتعال حوادث أمنية يليها تدخّل روسي وعقد مفاوضات مع النظام، تنتج تسليم مزيد من السلاح وتهجير أعداد من عناصر الفصائل المسلّحة المعارضة".  

من جانبها، تشعر الخمسينية خديجة الصبيحي بالقلق على أسرتها، وليس بيدها حيلة سوى الدعاء لله أن يحمي عائلتها ويعمي أبصار النظام عن بلدتها، مضيفة لـ"العربي الجديد"، "لا نشعر بالأمان في المزيريب. نحن مهدّدون يومياً بأن يقوم النظام باقتحام البلدة أو أن يعتقل أيّ من أبنائها في حال مغادرته البلدة. ينتابني القلق إذا ما اضطر زوجي للخروج من البلدة". 

وأضافت: "لا يلتزم النظام بتسوية أو اتفاق، وكلّ شخص في المنطقة مهدّد بالاعتقال أو التصفية. فكثير من الشباب تمّ اعتقالهم بالرغم من أنهم قدموا للتسوية، وفي المقابل تزداد المعاناة المعيشية مع ارتفاع الأسعار اليومية وتفشي البطالة والفقر المدقع".  

وأضافت الصبيحي: "نريد العيش بسلام وطمأنينة، في درعا، لكن ليس تحت هيمنة الأمن وابتزازه اليومي على الحواجز، مقابل إنجاز أبسط المعاملات الرسمية".  

من جانبه، رأى المتحدث باسم "تجمع أحرار حوران"، أبو محمود الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "مخاوف الناس الرئيسية تدور حول خطر عودة سيطرة النظام، لما يجلب ذلك من ممارسات مثل الاعتقال والقصف والحصار، وذلك عبر مواصلة افتعال الحوادث الأمنية لتكون ذريعة لهم".  

تصعيد عسكري

وشهدت محافظة درعا، خلال الساعات الأخيرة، مزيداً من التصعيد العسكري إثر استمرار عمليات الاغتيال، وتفجير قوات النظام السوري منزلاً لأحد المطلوبين الستة الذين طالبت بخروجهم من المحافظة خلال المفاوضات الأخيرة مع وجهاء المحافظة.

وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" أن عنصراً في مخابرات النظام السوري ينحدر من ريف اللاذقية قُتل الأربعاء، وجرح أربعة آخرون إثر استهداف آليتهم العسكرية بعبوة ناسفة في مدينة جاسم شمالي درعا.

كما اغتال مجهولون بالرصاص قيادياً في "الأمن العسكري" التابع لقوات النظام وسط بلدة الطيبة شرقي درعا.

وعلى صعيد متصل، فجرت قوات من" الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام منزل محمد الصبيحي في بلدة المزيريب غربي درعا، وهو أحد المطلوبين الستة من قبل النظام للتهجير نحو الشمال السوري.

وكانت "الفرقة الرابعة" قد اشتبكت أمس مع مجموعة مسلحة تتبع لقيادي سابق في فصائل المعارضة السورية المسلحة، وذلك إثر محاولة اقتحام منزله في بلدة المزيريب، حيث لجأت مجموعة القيادي إلى نصب كمين للفرقة على طريق اليادودة الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 22 من عناصر الفرقة من بينهم ضباط.

وفي شرق البلاد، قال الناشط الإعلامي في دير الزور صياح أبو الوليد، لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من المليشيات الإيرانية قتلا الأربعاء جراء انفجار لغم أرضي في بادية التبني غرب دير الزور.

كما قتل مدرس يبلغ من العمر 70 عاماً برصاص مسلحين يركبون دراجة نارية في بلدة الشحيل شرق دير الزور.

المساهمون