التربية على اللطف أساس عافية الطلاب

التربية على اللطف أساس عافية الطلاب

05 سبتمبر 2021
صف دراسي في كاليفورنيا (بول بيرسيباخ/ Getty)
+ الخط -

مثل ما يوجه حجر الزاوية، الأول في البناء، موضع كلّ ما يليه، تقود التربية على اللطف التعليم القائم على التواصل الإنساني والرعاية والرحمة، والتي يعتبر باحثون كُثر أن فوائدها جمّة في تحسين النتائج العلمية للطلاب.
ليست التربية على اللطف مرجعاً في منهج دراسي، لكن يجب أن تكون أساس تصميم الدورات التدريبية للمعلمين، وتتحوّل إلى ركيزة ممارستهم مهنتهم، في ظل تأكيد دراسات أن زيادة الشعور بالاتصال والاندماج تحسن تعلم الطلاب وعافيتهم.
وفي أصول تعليم اللطف، يورد تقرير نشره موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" أن المعلم يجب أن يكون لطيفاً مع نفسه أولاً، ويعطي أولوية للراحة والدعم، فالاقتراب من الإرهاق يجعل ردود الفعل قاسية وغير مناسبة. 
ومن الضروري أيضاً تعمّد إجراء اتصالات عبر تعلّم أسماء الطلاب وعقد ورش عمل معهم لتأكيد أن تجاربهم الشخصية ذات قيمة، وأنهم أكثر من مجرد رقم في فصول. وكذلك تشجيع الحوارات والتعليقات، وعدم التردد في طرح أسئلة محددة عليهم، مثل "ما الدعم الذي تحتاجونه والذي لا يتوافر لديكم؟"، أو "ما النقطة الأكثر تعكيراً الأسبوع الماضي؟"، فالحوار يظهر أن المدرسين يصغون جيداً للطلاب.
ويعتبر إظهار التعاطف مع تجارب الطلاب وسيلة تقارب تسمح بشرح أسباب اتخاذ قرارات تتعلق بتصميم منهج الدراسة، مع أخذ وجهات نظرهم في الاعتبار. وتقول مطوّرة منظومة التعليم المتخصصة في التوعية بالصدمات كارين كوستا: "ليس المدرسون خبراء في تقديم المشورة ومعالجة الصدمات، لكنهم يستطيعون التصرف بتعاطف".

ومن المفيد أيضاً استخدام المدرسين لغة شاملة وجماعية تؤكد تقديرهم الشعور بالانتماء، إلى جانب منح الطلاب حق اختيار بعض عناصر التعليم، مثل مواضيع أو مقالات أو تواريخ استحقاقات تسمح بتوليهم مسؤولية تعلمهم. 
ولا بدّ من دمج المرونة في منهج الدراسة، وتأكيد أهمية عقلية النمو التي تسمح للطلاب باحتضان الفشل والتعلم منه، وممارسة التعاطف مع الذات عند التفكير في الأخطاء، ما يجعل الطلاب أكثر استعداداً للمشاركة في مواد صعبة.
ويلعب تكثيف المهمات الفكرية دوراً مهماً في تطبيع التعلم من الأخطاء، كما يجب أن تكون ممارسات التعليم على دراية بالصدمات وتظهر تعاطفاً دائماً، وتتمسك بربط التصريحات عن التعاطف بالدعم البنيوي والجوهري، أي الرعاية الحقيقية.
وكخلاصة، من الضروري أن يفكر المدرسون بالعقيدة الأساسية التي يجب أن توجه قرارات التعليم. وإذا كان الهدف هو زيادة التعلم والعافية، فهناك حاجة ماسة إلى البناء على أساس اللطف.

المساهمون