التحكم في الإنفاق مهمة شخصية

التحكم في الإنفاق مهمة شخصية

03 اغسطس 2021
الاستراتيجية الشخصية تحدد إنفاق المال (أوران كوزيه/ فرانس برس)
+ الخط -

تتعدد الآراء حول الاستراتيجيات الناجحة التي تساعد في تحكم الأشخاص بإنفاقهم للمال، وصولاً إلى النجاح في تفادي ما يعرف بالتبذير، والحفاظ بالتالي على الميزانيات التي تتلاءم مع القدرات المتوافرة، وتلبي الاحتياجات الضرورية المطلوبة لتوفير نمط حياة عادي ومثالي. 
يورد تقرير نشره موقع "سايكولوجي توداي" أنّ "بعض هذه الآراء تشمل إنشاء ميزانيات مفصّلة ودقيقة، أو تجاهل كلّ المشتريات المغرية والبقاء في حدود الميزانية المحددة شهرياً، أو حتى ترك كلّ النقود في المنزل".
وفي ملاحظة لافتة جداً، يشير التقرير إلى أنّ "الدراسات الأكثر حداثة تثبت أنّ استراتيجيات ضبط النفس التي يستخدمها الأشخاص نفسهم هي الفضلى في تقليل الإنفاق، وتتفوق على مشورة الخبراء التي تستند إلى اختبارات وتجارب تنشرها مجلات متخصصة".
وفي إحدى التجارب التي أجريت في جامعة "كارلتون" في كندا، خُيّر المشاركون بين تطبيق استراتيجيات خاصة بضبط النفس المالي أخضعت لتجارب أكدت فاعليتها أكاديمياً، أو اعتماد استراتيجيات يستخدمونها شخصياً في ضبط النفس المالي. وجرى تتبع إنفاق المشاركين على مدى شهر، ومقارنته بين هاتين المجموعتين وأخرى لم تحدد أيّ استراتيجيات مالية للمشاركين سواء مثبتة أكاديمياً أو شخصية.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأظهرت التجربة أنّ المشاركين الذين اعتمدوا استراتيجياتهم الشخصية في ضبط النفس المالي أنفقوا مبالغ أقل من المجموعتين الأخريين، ما قد يعني أنّها الأكثر فاعلية.
وكان لافتاً أنّ أكثر من نصف هذه الاستراتيجيات المرتبطة بقرارات الناس شابهت استراتيجيات الخبراء، لكنّها كانت أكثر تحديداً من النصائح العامة، باعتبار أن أشخاصاً تحدثوا عن تطبيقهم ميزانية معيّنة تعمل جيداً بالنسبة إليهم، أو عن وضعهم خطط إنفاق يومية وأسبوعية. كما اعتبرت بعض الاستراتيجيات شديدة الخصوصية مثل تحويل كل دولار ينفق إلى دقائق تحتسب في أجر العمل لزيادة فكرة المعاناة في الدفع.
ويربط خبراء واقع كون الاستراتيجيات الشخصية أكثر فاعلية من مشورة الخبراء بتوافقها مع القيم والسمات الشخصية. ويعطون مثالاً بأنّ "الشخص الذي يتعامل مع الإنفاق بنظرة تنشد تحقيق أهداف مستقبلية، قد يحقق إفادة أقل من شخص يشعر بعواطف قوية قد تجعله يندم على تنفيذ عمليات شراء غير ضرورية". 
من هنا، يرى هؤلاء أنّ "الاستراتيجية نفسها قد لا تكون نتائجها جيدة بالنسبة إلى جميع الأشخاص، وبالتالي إذا كان الشخص المعني يكافح من أجل خفض الإنفاق فإنّ الطريقة الأكثر فاعلية قد لا تتمثل في البحث عن نصائح يمنحها آخرون، بل التفكير في استراتيجيات نجحت بالنسبة إليه في الماضي. والمهم الاستمرار في وضع استراتيجيات ضبط النفس المالي، واستخدامها".

المساهمون