ليبيا: البعثة الأممية تطالب بالتحقيق في مشاهد تعذيب مسربة من سجون حفتر

15 يناير 2025
تعذيب وحشي في سجن قرنادة، 4 يونيو 2018 (أرشيف/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعربت البعثة الأممية في ليبيا عن قلقها إزاء مشاهد التعذيب في سجن "قرنادة" وطالبت بتحقيق عاجل، مؤكدة تعرض ليبيين وأجانب للتعذيب الوحشي.
- أكدت البعثة أن هذه الانتهاكات تتماشى مع أنماط موثقة لانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا، وتنسق مع قيادة حفتر لتأمين وصول مراقبين مستقلين للسجن.
- تداولت وسائل الإعلام مقاطع تعذيب في "قرنادة"، ولم تعلن الحكومة موقفها، بينما طالبت منظمات حقوقية بفتح تحقيق ووصفت السجن بأنه "صيدنايا" ليبيا.

عبرت البعثة الأممية في ليبيا عن انزعاجها البالغ إزاء مشاهد التعذيب المروع التي أظهرتها مقاطع مرئية من داخل سجن "قرنادة" التابع لقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وطالبت بضرورة فتح تحقيق عاجل فيها. فيما وصفت البعثة، في بيان لها، الأربعاء، ما أظهرته تلك المشاهد بــ"التعذيب الوحشي"، وأكدت وقوعها في سجن "قرنادة"، شرقي البلاد، وأن المحتجزين الذين ظهروا فيه هم ليبيون وأجانب، يتعرضون "للضرب المبرح، ويُجبرون على اتخاذ أوضاع مجهدة على يد الحراس الذين يرتدون الزي الرسمي".


كما أكدت البعثة أن هذه المشاهد تتسق "مع الأنماط المُوثَّقة لانتهاكات حقوق الإنسان في مرافق الاحتجاز في مختلف مناطق ليبيا". وطالبت البعثة بـ"تحقيق فوري وشفاف في هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها"، وقالت إنها تنسق مع قيادة حفتر "لتأمين وصول موظفي حقوق الإنسان التابعين للبعثة ومراقبين مستقلين آخرين إلى سجن قرنادة بشكل مستمر، وكذلك إلى مراكز الاحتجاز الأخرى".

وليل الاثنين الماضي، تداولت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام ليبية مقاطع مرئية تظهر أشخاصا يرتدون كمامات كي لا تظهر وجوههم وهم يقومون بعمليات تعذيب داخل سجن "قرنادة"، بعضها لأفراد يتعرضون للضرب المبرح بأجسامهم العارية، وبعضها لشبان وهم يتمددون على الأرض  في أوضاع ترهيب وتعذيب.

وفي الوقت الذي لم تعلن قيادة حفتر عن أي موقف لها بنفي هذه المشاهد أو التصريح بالتحقيق فيها، تداولت وسائل إعلام ليبية أنباء القبض على سبعة أشخاص يعملون داخل سجن "قرنادة" من المرجح أنهم على علاقة بتصوير هذه المشاهد وتسريبها.

ولم تعلن الحكومة التابعة لمجلس النواب عن أي موقف لها حيال هذه المشاهد، خاصة بعد أن نفت وزارة الداخلية بحكومة مجلس النواب، في تصريحات لمسؤوليها منتصف الشهر الماضي، وجود أي انتهاكات داخله، مؤكدة أن السجن جزء من مؤسسة الإصلاح والتأهيل التابعة لها.


وفي خضم متابعة عدد من المنظمات المحلية والنشطاء الحقوقيين لتلك المشاهد وإعلان استنكارها ومطالب مكتب النائب العام بفتح تحقيق فيها ووصف سجن قرنادة بأنه "صيدنايا" ليبيا.

من جانبها قالت منظمة رصد الجرائم في ليبيا (أهلية) أنها أثناء متابعتها عن كثب لتلك المشاهد والتحقق منها، تمكنت "من تحديد مكان وقوع التعذيب داخل السجن، وهو في الطابق الأرضي الذي يُعرف بعنبر إدارة السجن"، مضيفة أنها تعرفت على "هوية ثلاثة من الضحايا الظاهرين في الفيديوهات، وهم من الجنسية الليبية والمصرية والسورية"، وكذلك حددت "هوية أربعة من المشاركين في التعذيب الذين ظهروا في الفيديوهات وهم تابعون لإدارة الشرطة والسجون العسكرية". ونقلت المنظمة عن أحد المعتقلين السابقين في قرنادة قوله :"ما ظهر في الفيديوهات كان عقوبة عادية، التعذيب أسوأ من ذلك بكثير".

ويعد سجن "قرنادة" من أكثر السجون الليبية سوءا في السمعة والصيت، فقد أكد العديد من المنظمات الدولية والمحلية الحقوقية وقوع انتهاكات مروعة تحدث داخله، بالإضافة لغياب مصير الكثير ممن زجوا فيه منذ سنوات، وطالبت سلطات حفتر بضرورة وقفها.

المساهمون