استمع إلى الملخص
- تقرير المرصد الاجتماعي التونسي كشف أن 40% من ضحايا الانتحار في الربع الأخير من العام الماضي كانوا من الشباب، مما يعكس أزمة نفسية واجتماعية تتطلب اهتماماً عاجلاً.
- الباحث المولدي القسومي أشار إلى أن الانتحار حرقاً يُعَد تعبيراً اجتماعياً موجهاً للسلطة، ويعكس صعوبة الوضع الاجتماعي للفئات الفقيرة والمهمشة.
شهدت تونس، خلال أسبوع، 4 محاولات انتحار حرقاً لأشخاص من فئات عمرية ومحافظات مختلفة أضرموا النار في أجسامهم في واحد من أشكال الاحتجاج. والخميس والجمعة، شهدت سوسة (وسط شرق) والعاصمة تونس محاولتي الانتحار حرقاً بعدما أقدم شاب عشريني أمس على سكب بنزين وأضرم النار في جسمه أمام مقر أمني، وأشعل آخر جسمه بمادة حارقة أمام أحد المستشفيات الحكومية.
وفي واقعة إقدام الشاب العشريني على محاولة الانتحار حرقاً أمام المقر الأمني في سوسة، أوضح مصدر قضائي أن الشاب قدم طلباً لاسترجاع مبلغ مالي محتجز في إطار محضر عدلي حرر ضده في 3 فبراير/ شباط الجاري للاشتباه في استهلاكه مواد مخدرة. وقال المصدر القضائي إن الشاب استدعي لتتبع مآل المبلغ المحجوز ضمن محضر الاشتباه بحيازته مادة مخدرة واستهلاكها، لكنه عاد لاحقاً إلى المقر الأمني وأضرم في غفلة من العناصر النار في جسده قبل أن يُسعف ويُنقل إلى إحدى المؤسسات الصحية.
وقبل أيام حاولت تلميذة في سن الـ13 إحراق نفسها في إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة سبيطلة في محافظة القصرين (وسط غرب)، وسبقتها محاولة رابعة نفذتها امرأة من محافظة القيروان (وسط).
وأثارت الحالات المتواترة لمحاولات الانتحار حرقاً، جدلاً في وسائل التواصل الاجتماعي وسط دعوات إلى ضرورة الأخذ بالاعتبار الأسباب وطرق معالجتها. وكشف تقرير نشره المرصد الاجتماعي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن 40% من ضحايا الانتحار في تونس خلال الربع الأخير من العام الماضي، هم من الشباب، بينما مثل المسنون نحو النصف، إضافة إلى حالة انتحار لطفل. وسجل التقرير 22 حالة ومحاولة انتحار تضمنت 17 رجلاً و5 نساء.
وأكد التقرير أن الشبان يمثلون الفئة الأكثر عرضة للانتحار، ما يعكس أزمة نفسية واجتماعية تتطلب اهتماماً عاجلاً. وفي تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، قال الباحث في علم الاجتماع، المولدي القسومي، إن "ظاهرة الانتحار حرقاً في تونس تُعَد تعبيراً اجتماعياً يتوجه أساساً إلى السلطة من أجل لفت نظرها إلى صعوبة الوضع الاجتماعي أو حالة الضيم التي يتعرض لها من ينفذ العملية". تابع: "بخلاف محاولات الانتحار بأشكال أخرى، تكون الساحات العامة غالباً مسرحاً لتنفيذ محاولات الانتحار حرقاً التي تدرج في إطار الاحتجاج الاجتماعي عادة". وأشار إلى أن "ما يجمع كل الحالات غالباً، هو انتماء منفذيها إلى أوساط اجتماعية فقيرة ومهمشة".