استمع إلى الملخص
- وزارة التعليم العالي السورية أصدرت قائمة بالجامعات المعترف بها، مستثنية العديد من جامعات الشمال الخاصة، مع وعد بدراسة ملفات الجامعات غير المعتمدة إذا حققت المعايير المطلوبة.
- الطلاب والأكاديميون يطالبون بالاعتراف بجامعاتهم، بينما حصلت بعض الجامعات على الاعتراف مثل جامعة قرطبة، واستثنيت أخرى مثل الشام والدولية للعلوم.
خلال السنوات الأخيرة، شهدت مناطق الشمال السوري التي كانت تسيطر عليها المعارضة قبل سقوط النظام، حاجة ملحة إلى إنشاء جامعات، نظراً لحرمان المنطقة من الجامعات الحكومية أو الخاصة، لتنطلق العديد من الجامعات الخاصة، وتعمل لسنوات من دون اعتراف رسمي. وسعت هذه الجامعات إلى تلبية حاجة ملحة للتعليم العالي في المناطق التي تعاني من انقطاع الخدمات وضعف البنية التحتية التعليمية.
قبل أيام، عممت حكومة تصريف الأعمال السورية، عبر وزارة التعليم العالي، قائمة بالجامعات الخاصة والمعاهد العليا المعترف بها من قبل الوزارة، ولم يكن من بينها عدد من جامعات الشمال الخاصة.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد المنعم عبد الحافظ، لوكالة الأنباء الرسمية "سانا": "نطمئن كوادر وطلاب الجامعات الخاصة التي لم تُعتمد أن الوزارة ستدرس ملفاتها، وفي حال تحقيق المعايير سيتم اعتمادها. نسعى إلى الحفاظ على معايير واضحة وشاملة لاعتماد الجامعات بهدف ضمان تعليم أكاديمي متميز، وأصدرنا تعميماً إلى الجامعات الخاصة التي لم يتم اعتمادها من أجل التقدم بملف اعتماد أكاديمي لدراسة وضع كل جامعة والوصول إلى نتيجة بناءً على الملف".
عملت جامعات خاصة في الشمال السوري لسنوات من دون اعتراف رسمي
من ريف حلب الشمالي، يقول الأكاديمي السوري محمد عبد الهادي، لـ"العربي الجديد"، إن "ملف جامعات الشمال السوري الخاصة شائك، وأحدث خيبة أمل وغضباً بين الطلاب والأكاديميين. هناك حالة من الانتقائية في التعامل مع الملف، والطلاب والأكاديميون نظموا تظاهرات واحتجاجات، وكان هناك تواصل مع الوزارة، لكن لم يحدث شيء. ينبغي اعتماد هذه الجامعات التي تضم أبناء الثوار ومعاقي الثورة، مثلما جرى اعتماد حكومة الإنقاذ. خلال الأيام الماضية، تواصل عدد كبير من رؤساء الجامعات الخاصة مع الحكومة المؤقتة لتقديم الملفات، لكن عدداً من الجامعات قدمت أوراقها، ولم يصدر فيها أي قرار، على عكس الجامعات التابعة للنظام. حكومة الإنقاذ ورثت حكومة النظام، واعتمدت كل ما فيها، وهذا خطأ. هناك جامعات قدمت ولم تُعتمد لأسباب غير معروفة".
ويوضح عبد الهادي أن "ملف الاعتماد يتضمن ملفات المدرسين، وملفات الطلاب، وملفات الدراسات العليا، وملف اللوجستيات، وملف الخطة الدراسية، والنظام الداخلي، واللائحة الداخلية لكل كلية ومعهد، والخطة التدريسية، والكادر التدريسي والإداري، ومواصفات البناء، وقرارات اعتماد الجامعة، والمخابر. لم تحدد الوزارة الأوراق المطلوبة، وهذا نوع من الضبابية. الجامعات الخاصة كلها جامعات وقفية وليست ربحية، وتمنح الطلاب فرصاً دراسة، ورواتب مدرسيها قليلة مقارنة بجامعة حلب، ويمكن ألا يتسلم مدرسوها الرواتب بشكل دوري".
ويقول محمد الريحاوي، وهو طالب في كلية الصيدلة بإحدى الجامعات الخاصة، لـ"العربي الجديد": "أشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم اعتراف الحكومة السورية الجديدة بالجامعات الخاصة التي افتُتحت في مناطق إدلب وريف حلب، رغم أنها نشأت لتلبية حاجة ملحّة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال فترة حكومة الإنقاذ. هذه الجامعات خرّجت أجيالاً من الطلاب الذين قضوا سنوات من الجهد والعمل لتحقيق حلمهم في بناء مستقبل علمي ومهني يخدم المجتمع، ومن غير المنطقي أن تُهدر هذه الجهود، خاصة وأن هذه الجامعات عملت وفق ضوابط ومعايير أكاديمية، وكانت بمثابة الأمل للكثير من الشباب الذين انقطعت بهم السبل".
ويلفت الريحاوي إلى أن "عدم الاعتراف بهذه الجامعات يُلحق ضرراً كبيراً بطلابها وخريجيها، والذين بات مستقبلهم المهني مجهولاً، ويُشعرنا بالتمييز مقارنة بخريجي الجامعات الحكومية. نطالب الحكومة الجديدة بالنظر في هذا الملف بعين المسؤولية والإنصاف، والاعتراف بهذه الجامعات على غرار الجامعات الحكومية، لأن مستقبلنا ومستقبل وطننا يعتمد على احتضان العلم والعلماء بعيداً عن التجاذبات السياسية".
بدوره، يتفهم الخريج الجامعي فراس عرباوي، أن الاعتراف بالجامعات يجب أن يكون وفق شروط، ويقول لـ"العربي الجديد": "بعض الجامعات أصبح همها جمع الطلاب، ولا تمتلك معايير مهنية وتعليمية صارمة، والاعتراف بها يتوجب دراسة معمقة، لكن في المقابل، هي وجدت فعلاً لحاجة في منطقة حوصرت لسنوات، ولم يكن فيها جامعات أو معاهد، لذلك يجب على الحكومة الأخذ بعين الاعتبار هذه الظروف".
يضيف عرباوي: "قد لا تكون كافة الجامعات تلبي المعايير المطلوبة، ويمكن منحها بعض الوقت لفعل ذلك كي لا يفقد الطلاب الثقة بها. تابعت تعليمي في جامعة إدلب بعد انقطاع دام أكثر من ثماني سنوات، وكانت الأمور جيدة بالنسبة لي، وحصلت على شهادتي الجامعية".
واستثنت وزارة التعليم العالي من الاعتراف جامعات الشام، والدولية للعلوم والنهضة، وباشاك شهير، وآرام للعلوم، والأمانوس، والسورية للعلوم والتكنولوجيا، والرواد للعلوم والتقانة، ومن بين الجامعات التي نالت اعترافاً جامعة قرطبة، والشمال، وماري، والمعارف، والجامعة الإسلامية.