الاحتلال يعيد خيار التعليم عن بُعد

في العام الدراسي 2022/2023، بلغ عدد مدارس فلسطين 3,190 مدرسة، من بينها 2,338 مدرسة حكومية و380 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا"، و472 مدرسة خاصة. وبلغ عدد المدارس في الضفة الغربية 2,394 مدرسة.
وبلغ عدد طلبة المدارس الفلسطينية في العام نفسه نحو 1,38 مليون طالب وطالبة، موزعين إلى 899 ألفاً بالمدارس الحكومية، و339 ألفاً في مدارس "أونروا"، و144 ألف طالب وطالبة في المدارس الخاصة. من بينهم نحو 775 ألف طالب وطالبة في مدارس الضفة الغربية، ونحو 608 آلاف طالب وطالبة في مدارس قطاع غزة.

كل هذه الأرقام سبقت العاصفة التدميرية التي تعرضت لها مدارس قطاع غزة، ولم تنج منها مدارس الضفة الغربية التي تتعرض لهجوم غير مسبوق أيضاً، وإن كان في غالبيته يتركز على المخيمات، لكنه يستهدف أيضاً سائر قرى ومدن القطاع. وبينما الأوضاع كارثية في قطاع غزة، فإن الدخول في تفاصيل الوضع التعليمي في الضفة الغربية يكشف عن كوارث تطاول النظام والانتظام التربوي، خصوصا في ضوء التمزيق الإسرائيلي للجغرافيا عبر الحواجز الثابتة والمتنقلة، والجدار العازل، وحصار القرى والمدن والمحافظات عبر إجراءات تقطيع الأوصال، فضلاً عن الإصرار اليومي على مداهمة المخيمات والقرى والمدن، ومنع المواطنين من التنقل لمتابعة أعمالهم، ومنع التلامذة والطلاب من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم.

وجدت المؤسسات التعليمية الفلسطينية نفسها تضع طلابها وطالباتها أمام مخاطر فعلية في حال أصرت على حضورهم إلى مبانيها ومنشآتها. لذلك عمد الكثير منها إلى التعليم عن بُعد باعتباره ملاذاًَ آمناً في ظل انفلات غرائز القتل الإسرائيلية، إن لم يكن على الطرقات فعلى الحواجز. وبذلك استعادت ما قامت به خلال سنوات وباء كورونا (2020 – 2022)، عندما عمدت إلى إلغاء التعليم الحضوري لصالح التعليم عن بعد باستخدام الوسائط والتجهيزات الإلكترونية والهواتف والألواح الذكية.

موقف

التحديثات الحية

مواجهة الاحتلال في القدس

وعلى الرغم من عدم فتح كثير من مدارس الضفة الغربية أبوابها، فوفق تقرير أصدرته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، تبين أن 46 طالباً استشهدوا، و294 أصيبوا بجراح مختلفة استوجبت نقلهم إلى المستشفيات، و91 اعتقلوا، وذلك في الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و13 فبراير/شباط الجاري 2025، فيما جرح 6 معلمين واعتقل أكثر من 71، وتعرضت 46 مدرسة لاعتداءات من جيش الاحتلال والمستوطنين خلال الفترة نفسها.

تظل أوضاع مدارس الضفة الغربية أفضل كثيراً مما هي عليه أوضاع مدارس قطاع غزة لجهة الانتظام الدراسي، لكن ذلك لا ينفي أن الهجمات الإسرائيلية أعاقت وصول نحو 1,750 معلما ومعلمة إلى مدارسهم يومياً، وبالتالي خسارة الكثير من أيام التعليم.