الاحتلال الإسرائيلي يستهدف قرية "حارس" غرب سلفيت: اقتحامات واعتقالات

13 يناير 2025
مستوطنون إسرائيليون يعتدون على مسجد بئر الوالدين في سلفيت، 20 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد قرية "حارس" في الضفة الغربية تصعيدًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مع ثلاث حملات اقتحام خلال أقل من أسبوع، استهدفت عشرات المنازل واعتقلت نحو سبعين شخصًا، بينهم أطفال وكبار في السن.
- فرضت قوات الاحتلال حظرًا على التجول وأغلقت المدخل الرئيسي للقرية، محولة مدرسة حارس الثانوية إلى مركز تحقيق ميداني، بدعوى ملاحقة الشبان الذين يلقون الحجارة.
- تقع القرية في موقع استراتيجي محاط بمستوطنات إسرائيلية، مما يجعلها هدفًا متكررًا للاقتحامات، ويعاني سكانها من استنزاف الموارد المائية وتهديدات دائمة.

تشهد قرية "حارس" الواقعة غرب سلفيت شمال الضفة الغربية تصعيدًا متكررًا من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي شنت خلال أقل من أسبوع ثلاث حملات اقتحام واسعة النطاق، طاولت عشرات المنازل وأدت إلى اعتقال عشرات المواطنين، بينهم أطفال وكبار في السن، في إطار سياسة عقابية جماعية يرى الأهالي أنها محاولة لتكريس السيطرة والضغط عليهم في منطقة يهددها التوسع الاستيطاني.
وللمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع، اجتاحت آليات الاحتلال التي تقلّ مئات من الجنود قرية "حارس"، وشنّت حملة مداهمات واسعة النطاق لعشرات المنازل، واعتقلت نحو سبعين شخصًا تتراوح أعمارهم بين 12 و60 عامًا، ونقلتهم إلى جهات مجهولة.

بدأت العملية العسكرية نحو الساعة السابعة من مساء الأحد، حيث فرضت قوات الاحتلال حظرًا على التجول، وأجبرت المواطنين على إغلاق محلاتهم التجارية، ومنعت المركبات من التحرك بين شوارع القرية التي يبلغ عدد سكانها نحو 4500 نسمة. وشرعت القوات على الفور بمداهمة المنازل والتحقيق الميداني مع قاطنيها والتنكيل بهم، واعتقال الذكور، وتقييدهم، ونقلهم إلى جهة مجهولة.

يقول رئيس المجلس القروي في حارس، الشيخ عمر سمارة، إن الاحتلال الإسرائيلي أغلق المدخل الرئيسي للقرية ومنع الدخول والخروج منها، كما نصب حواجز عسكرية على الطرق الفرعية كافة الرابطة بالبلدات والقرى المجاورة، مما حوّل "حارس" إلى سجن كبير.

وعمدت قوات الاحتلال إلى خلع البوابة الحديدية لمدرسة حارس الثانوية للبنين في إطار تحويلها إلى مركز تحقيق ميداني للمعتقلين من أبناء القرية. كما اعتقلت عددًا من شبان القرية على مدخل مستوطنة "بركان" الصناعية الاستيطانية، لحظة خروجهم من عملهم فيها. ويدعي الاحتلال أن العملية تستهدف ملاحقة واعتقال الشبان من راشقي الحجارة باتجاه مركبات الجيش والمستوطنين الذين يمرون عبر الطريق الرئيسي الملاصق للقرية.

ويصف سمارة ادعاءات الاحتلال بأنها "حجة اعتدنا سماعها منذ سنوات طويلة، وهي لا تستند إلى أي معلومات موثقة. لذلك، ما يجري في حارس ومناطق أخرى، هو محاولات الاحتلال فرض أمر واقع على الفلسطينيين للتنغيص عليهم ومحاولة فاشلة لفرض الأمر الواقع"، مشيرا إلى أن الاحتلال يرغب في تأكيد قدرة في الوصول لأي مكان وملاحقة أي شخص يرشق جنوه ولو بحجر. مضيفا: "لكننا شعب لا يخاف ولا يعرف الاستسلام، ومع ذلك نحن أيضًا شعب يريد أن يعيش بأمان وهدوء، دون أن يفكر ألف مرة في الخروج من بيته أو حتى السفر، خشية على حياته وحياة من هو مسؤول عنهم".

من جهته، يلفت الناشط في مقاومة الاحتلال والاستيطان محمود صوف، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاقتحام الأول كان قبل أسبوع بالضبط لمنازل قيد الإنشاء، حيث تم توقيف البناء ومصادرة المعدات الثقيلة التي كانت في المكان. أما الاقتحام الثاني فكان يستهدف عددًا كبيرًا من المنازل والعبث بمحتوياتها، وحجز القاطنين فيها، ومصادرة أجهزتهم المحمولة بعد تفتيشها والتدقيق فيها. ومع ذلك، يُعد هذا الاقتحام الأضخم منذ سنوات.
ويشير صوف إلى أنه كان أحد المعتقلين في المرة الثانية، حيث جرى نقلهم إلى مدخل مستوطنة قريبة وإخضاعهم للتحقيق بعد إجبار بعضهم على خلع ملابسهم، رغم أن الوقت كان متأخرًا جدًا والبرد كان قارساً. وترافق ذلك مع التنكيل والضرب والشتائم. "لم تكن هناك قضية معينة، لكنه استجواب عام، مع التحريض ضد المقاومة، وردع الشبان الذين يرشقون المركبات الإسرائيلية، لأن العقاب سيكون جماعيًا".

وسبق أن داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الشهر الماضي، مدرسة الذكور الثانوية واعتقل مديرها والهيئة التدريسية، وأخضعهم بقوة السلاح لتحقيق ميداني، ومن ثم أطلق سراحهم. وكانت محكمة الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت قبل عدة سنوات حكمًا بالسجن 15 عامًا بحق خمسة أطفال من أبناء القرية بتهمة إلقاء الحجارة في آذار/مارس 2013 على مركبة تقودها مستوطنة، حيث تسببت -حسب زعم الاحتلال- في وقوع حادث سير. وبعد عام كامل، فارقت المستوطنة الحياة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

تقع قرية حارس إلى الغرب من مدينة سلفيت، وتحيط بها من الشمال بلدة دير استيا، ومن الشرق قرية "كفل حارس"، ومن الجنوب الغربي بلدتا بروقين وكفر الديك، ومن الغرب "قراوة بني حسان". هذا الموقع جعلها من أكثر القرى استهدافًا، كونها تقع على بحيرة مياه جوفية عملاقة يستنزفها الاحتلال لمصلحة مستوطناته، كما يلفها طوق استيطاني جعل الحياة فيها مرهونة بمزاجية جنود الاحتلال الذين يوفرون الأمن والسلامة للمستوطنين على حساب أصحاب الأرض الأصليين.

المساهمون