الاتحاد الأوروبي يدعو إلى الإبقاء على قيود صارمة بوجه متحورات كورونا

قادة الدول الأوروبية يدعون إلى الإبقاء على قيود "صارمة" في وجه متحورات فيروس كورونا

26 فبراير 2021
ما زالت مسألة اعتماد "شهادة التلقيح" تعتبر خلافية بين أعضاء الاتحاد (Getty)
+ الخط -

دعا القادة الأوروبيون خلال قمة الخميس إلى "الإبقاء على قيود صارمة" وتسريع التطعيم للجم انتشار متحورات فيروس كورونا من دون أن يتجاوزوا خلافاتهم حول "جواز السفر اللقاحي".

وقال قادة الاتحاد الأوروبي ورؤساء حكومات خلال قمة مرئية: "يبقى الوضع الوبائي خطراً والمتحورات الجديدة تطرح تحديات إضافية. عليناً تالياً المحافظة على قيود صارمة مع تعزيز جهودنا لتسريع وصول اللقاحات".

وفي حين يزيد انتشار المتحورين البريطاني والجنوب أفريقي الخشية من ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير؛ تبقى حملات التلقيح في الاتحاد الأوروبي بطيئة جداً، وتعاني من التأخير في تسليم جرعات اللقاح.

ووعدت المفوضية الأوروبية بزيادة كبيرة في الجرعات المتوافرة مع عمليات تسليم إضافية من مختبرات "فايزر/بيونتيك" و"موديرنا" و"جونسون أند جونسون".

وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن "تفاؤلها" حيال تحقيق الهدف المتمثل بتلقيح 70% من سكان الاتحاد الأوروبي البالغين، بحلول "نهاية الصيف" بفضل الزيادة المتوقعة في تسليم المختبرات للقاحات.

وحذر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من "صعوبات" ستواجه حملات التلقيح في "الأسابيع المقبلة"، مضيفاً: "الوضع الراهن صعب" في وقت تعاني فيه حملات التلقيح في أوروبا من البطء. لكنني أريد أن أوجه رسالة تفاؤل... نملك الوسائل لكي يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً رئيساً... للخروج من هذه الأزمة في الأشهر المقبلة".

ودعا إلى "تحسين القدرات في فك مجين (الشريط الوراثي) الفيروس لمراقبة التحورات، وهي عملية معقدة تتم بشكل متفاوت في دول الاتحاد. وقد خصصت لها المفوضية مبالغ محددة".

وفي حين وعدت الدول الأعضاء بداية بعدم اعتماد قيود "غير متناسبة وغير تمييزية"؛ غيرت المتحورات الوضع ما دفع نحو عشر دول إلى فرض قيود على عبور حدودها.

وحضت المفوضية الأوروبية ستاً منها إلى عرض تفسيرات حول القيود المفروضة على حركة التنقل التي تعتبرها مبالغاً بها، معربة عن خوفها من أنها قد تؤثر على سلاسل الإمداد.

وقال ميشال: "علينا اعتماد نهج مشترك، القيود على السفر غير الضروري، يجب أن تبقى إلا أن الإجراءات يجب أن تكون متناسبة وينبغي ضمان تنقل السلع والخدمات".

أما بشأن شهادة التلقيح الأوروبية؛ فاكتفى المجتمعون بالدعوة "إلى مواصلة نهج مشترك. وقالت فون دير لاين: "تبقى تساؤلات علمية، فمن غير المؤكد بعد أن الشخص الملقح يتوقف عن نقل العدوى بعد تلقيه اللقاح".

ومسألة الحقوق المرتبطة بهذا "الجواز" تعتبر "خلافية" و"خارجة عن السياق" بالنسبة لبعض الدول في وقت تلقى 4,2% من الأوروبيين جرعة على الأقل من اللقاح.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "وثيقة كهذه لا يمكن أن توفر حقوقاً خاصة للملقحين. لن أقبل بنظام حيث يكون دخول بلد ما مربوطاً بهذه الشهادة. فالشباب في مجتمعاتنا لن يكونوا قد تلقوا اللقاح".

إلا أن دولاً أخرى، خصوصاً تلك الأكثر اعتماداً على السياحة، تريد أن يتم سريعاً تبني شهادة التلقيح من أجل إنقاذ موسم الصيف، مثل اليونان وقبرص اللتين أبرمتا اتفاقاً سياحياً مع إسرائيل.

وقال المستشار النمساوي سيبستيان كورتس: "أنا سعيد جداً لحصول دعم واسع لفكرة جواز أخضر".

ودعا كورتز المدعوم من بلغاريا إلى اعتماد شهادة تسمح بالسفر ودخول المطاعم للملقحين أو الأشخاص الذين لديهم "مناعة" بعد إصابتهم بالفيروس.

وكلفت الدول الأعضاء المفوضية مهمة وضع الشروط الفنية لشهادة تلقيح بنسق رقمي على الأرجح، ما يتطلب ثلاثة أشهر على الأقل.

إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت أن "هذا لا يعني أن حاملي جواز السفر اللقاحي؛ وحدهم يمكنهم السفر".

وكالة الأدوية الأوروبية تصدر إرشادات لتعديل لقاحات كورونا

والخميس، أصدرت وكالة الأدوية الأوروبية، إرشادات لشركات الأدوية حول كيفية تعديل لقاحات فيروس كورونا المصرح بها بالفعل حتى يمكن استخدامها للتحصين ضد السلالات الجديدة.

وقالت الوكالة المنظمة للأدوية في دول الاتحاد الأوروبي، إنّ اللقاحات الثلاثة المصرح بها، والتي تنتجها شركات "فايزر" و"موديرنا" و"أسترازينيكا" تحمي من السلالات المتحورة السائدة حالياً في جميع أنحاء أوروبا.

ومع ذلك، ومع انتشار سلالات جديدة، قد تحتاج الجرعات إلى التكيف.

وذكرت الوكالة أنّ خبراءها عملوا على افتراض أن اللقاح المعدل سيعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها الجرعة الأصلية، باستثناء التغيير في الجزء الذي يحفز الاستجابة المناعية للجسم.

وأضافت "ليست هناك حاجة إلى دراسات السلامة والفعالية على نطاق واسع"، ولكن يوصى بتجربة سريرية واحدة على الأقل في الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم أو إصابتهم بفيروس كورونا.

واقترحت الوكالة أيضاً دراسة تشمل مجموعة صغيرة يتم اختيارها عشوائياً لتلقي اللقاح الأم أو اللقاح البديل للتأكد من أن كلاهما يثير استجابات مناعية مماثلة.

وأوضحت كذلك أنه ينبغي إجراء دراسات حول استخدام اللقاحات المعدلة كجرعة معززة للحماية من السلالات الجديدة، وتتوقع من الشركات المصنعة تقديم بيانات حول جودة إنتاج اللقاحات المعدلة.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون