الإفراج عن 7 طلاب من السويداء بعد اعتقالهم لأيام في اللاذقية

25 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 16:12 (توقيت القدس)
طلاب سوريون ينشدون الوحدة الوطنية، جامعة دمشق، 12 مارس 2025 (حسام حاج عمر/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم الإفراج عن سبعة طلاب من أبناء السويداء بعد اعتقالهم في جامعة اللاذقية، بينما لا يزال مصير ثلاثة طلاب في جامعة دمشق مجهولًا، وذلك على خلفية توترات طائفية بعد مشاجرة بين طلاب من درعا والسويداء.
- تضاربت المعلومات حول عدد المعتقلين، حيث شملت الاعتقالات الطالب تيم الرحال الذي تعرض لهجوم طائفي، ونواف غزالي الذي انتقد الوضع عبر فيسبوك.
- تقارير محلية حذرت من حملات اعتقال وتخوين ضد طلاب السويداء، مع انتشار خطاب الكراهية والاعتداءات الجسدية، مما أثار الرعب بين الطلاب ودفعهم لمغادرة المدينة الجامعية.

بعد نحو تسعة أيام على اعتقالهم من جامعة اللاذقية، أُفرج عن 7 طلاب من أبناء محافظة السويداء بينما مصير 3 آخرين في جامعة دمشق مجهول.

تضاربت المعطيات لأيام بشأن قضية تعرض طلاب جامعيين من أبناء محافظة السويداء لعمليات إخفاء واعتقالات تعسفية في عدد من الجامعات السورية، ولا سيما في اللاذقية ودمشق، قبل إعلان إطلاق سراح معظمهم، في حين لا يزال مصير آخرين مجهولاً.

وأكد المحامي السوري أيمن شيب الدين لـ"العربي الجديد"، أن "سبعة طلاب من السويداء تم الإفراج عنهم الجمعة، بعدما اعتُقلوا من جامعة اللاذقية قبل نحو تسعة أيام، وقد رافقتهم سيارة الهلال الأحمر السوري في طريق عودتهم إلى السويداء. الطلاب السبعة هم عمّار الدعبل، ومجيد البنّي، وتيم الرحّال، وقيس غرز الدين، وعُدي جغامي، وغدير الكفيري، ونواف غزالي، في حين لا يزال ثلاثة طلاب في جامعة دمشق معتقلين، وهم حازم بلان، وسيف القلعاني، وعبادة خداج، ولم يتأكد اعتقال أو اختطاف ثلاثة آخرين في جامعة اللاذقية".

وأوضح شيب الدين، الذي تطوع لمتابعة شؤون الطلاب: "الاعتقال جاء على خلفية طائفية إثر مشاجرة بين طلاب من درعا والسويداء، بعدما غذّت السلطات هذا الجنون الطائفي، وأدى التحريض إلى انتهاكات بحق طلاب السويداء. بدأ التحريض بعد أحداث جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا، وتم تهديد الطلاب والاعتداء عليهم في الجامعة وفي السكن الجامعي. انقطاع الإنترنت والاتصالات في السويداء يعيقان الوصول إلى المعلومات الدقيقة بشأن المعتقلين، مع غياب الشفافية لمعرفة مكان المعتقل، أو السماح له بالتواصل مع ذويه، أو توكيل محامٍ. إنها إجراءات تعسفية مستمرة، وقد يكون عدد المعتقلين بالعشرات، لكننا نحاول تدقيق المعلومات".

وأكد طالب من السكن الجامعي باللاذقية، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "التضارب في أعداد المعتقلين لا ينفي حقيقة أن سبعة طلاب من السويداء اعتُقلوا من داخل المدينة الجامعية في اللاذقية. أربعة منهم اعتُقلوا بتهمة الاعتداء على مدير الأمن في السكن الجامعي، الشيخ أبو سومر، والذي كان قائد فصيل مسلح قبل أن يصدر قرار دمج الفصائل العسكرية بوزارة الداخلية، وقد بدأت المشكلة عندما اعترض الشيخ طالبة من السويداء كانت ترتدي لباساً غير مناسب في نظره، ما استدعى تدخل الشبان الأربعة والاعتداء على الشيخ، وبالتالي تم اعتقالهم قبل نحو تسعة أيام، ولم نعرف عنهم شيئاً رغم محاولاتنا الكثيفة".

وأوضح الشاب أن "الطالب تيم الرحال اعتُقل من داخل سكنه الجامعي، وتعرض لهجوم طائفي من قبل الجهاز الإداري والتعليمي داخل كلية التمريض، حتى أنه تلقى تهديدات بالقتل في حال عدم العودة إلى السويداء، لكننا فوجئنا باعتقاله بعد ساعتين. علمتُ أنهم سحبوه من غرفته، وحذفوا الأدلة التي توثق تهديداتهم على هاتفه. أما نواف غزالي، فكان يقيم في الوحدة 17 وينتقل بين الحين والآخر إلى الوحدة 15، باعتبار أنها تضم عدداً أكبر من أبناء السويداء، غير أن ذلك لم يشفع له، فقد داهم عناصر الأمن الوحدة 15 واعتقلوه بعدما غطوا وجهه وصادروا هاتفه، ولم نعرف حتى سبب اعتقاله. لكنهم لاحقاً برّروا الأمر بأنه قبل ثلاثة أشهر انتقد الوضع القائم في البلاد عبر موقع فيسبوك، ما استدعى حينها رد الشيخ أبو سومر".

الصورة
لم تعد الجامعة ملاذاً آمناً للبعض، جامعة اللاذقية، 24 يوليو 2025 (الصفحة الرسمية لجامعة اللاذقية على فيسبوك)
لم تعد الجامعة ملاذاً آمناً للبعض، جامعة اللاذقية، 24 يوليو 2025 (الصفحة الرسمية لجامعة اللاذقية على فيسبوك)

وأفاد الطالب بأن "الجهة التي تعتقل هي الشرطة العسكرية بالجامعة، غير أن القضية أثارت ضجة في السويداء، خصوصاً أن الجهات الأمنية في اللاذقية رفضت تزويدنا بأي معلومة. حوادث مماثلة سُجّلت في جامعة حلب، وفي كليات جامعة دمشق في المزّة، حيث تعرض طلاب السويداء لهجوم طائفي. هناك محاولات للتضييق على المساعدات الإنسانية والمالية، والمؤلم أنهم يراقبون الطلاب لدى خروجهم لاستلام المال من ذويهم أو أقاربهم المغتربين، وأخيراً لاحقت العناصر الأمنية طالبة من السويداء خرجت لاستلام المال من أحد أقربائها، وتعرضت لاستجواب".

وحذرت تقارير في وسائل إعلام محلية من أن "طلاب السويداء يتعرضون لحملات اعتقال وتخوين ومخاطر، ويواجهون حملة تحريض داخل الجامعات السورية، لا سيما في دمشق واللاذقية، وأن خطاب الكراهية بلغ حد الدعوة للخطف والقتل بذريعة تضامنهم مع أهاليهم بعد الاشتباكات الدامية".

وانتشر على تطبيق واتساب رابط بعنوان "افضحوا الخونة"، هدفه جمع بيانات طلاب السويداء داخل المدن الجامعية، بما في ذلك أرقام غرفهم، ما أدى إلى اقتحامات واعتداءات جسدية. وتؤكد مصادر محلية أنه تم اقتحام غرفة الطالب حازم بلان في سكن "الهمك" بدمشق، حيث ضُرب وسُرق منه حاسوبه ومبلغ مالي، قبل أن يُطلب منه الحضور لاسترجاع أغراضه، وحين ذهب انقطع الاتصال به. كما تعرض الطالب عبادة خداج لمحاولة اعتداء في سكن الهمك بدمشق، إثر منشور على موقع فيسبوك، قبل أن يعتقل وسط هتافات تحريض.

وكشف مصدر إداري أن جامعة اللاذقية تضم 558 طالباً وطالبة من أبناء السويداء، معظمهم يعيشون حالة رعب دفعت أعداداً كبيرة منهم إلى مغادرة المدينة الجامعية. ويقول المصدر إنه "حتى الآن، تم تسجيل تسع حالات اعتقال داخل الحرم الجامعي، وهناك سبع حالات أخرى نتحقق منها. طالب في كلية التمريض بالجامعة تعرض لتهديد مباشر من أعضاء الكادر التدريسي إذا ما شوهد مع طلبة السويداء داخل قاعات الجامعة، قبل أن يُعتقل في اليوم نفسه".

المساهمون