الإسرائيليون يسافرون هرباً من الإغلاق الرسمي خلال فترة الأعياد

الإسرائيليون يسافرون هرباً من الإغلاق الرسمي خلال فترة الأعياد

24 سبتمبر 2020
سارع الإسرائيليون لحجز تذاكر سفر ومغادرة البلاد قبل بدء الإغلاق الرسمي (فرانس برس)
+ الخط -

مع قرب بدء الإغلاق الشامل والمحكم الذي أقرّته حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، يشهد مطار بن غوريون حركة نشطة، إذ يكتظ بعشرات آلاف الإسرائيليين الذين سارعوا إلى المطار، لحجز تذاكر سفر لمغادرة البلاد، قبل بدء الإغلاق الرسمي، غداً الجمعة.

ونقلت شركات السياحة المختلفة، أنّ  آلاف الإسرائيليين  قاموا بحجز تذاكر ورحلات سفر لأسبوعين على الأقل، خاصة إلى الدول المفتوحة أمام دخول الإسرائيليين دون حاجة للحجر الصحي، مثل اليونان، بريطانيا، ألمانيا وكندا، المصنّفة كدول خضراء، ودول أخرى مصنّفة على أنّها حمراء، مثل تركيا ومولدافيا. ويحاول هؤلاء استغلال ما تبقى من ساعات لمغادرة إسرائيل، كي لا يبقوا عالقين فيها خلال فترة الأعياد اليهودية، الأسبوع المقبل، خاصة في ظروف القيود الجديدة التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية، ابتداءً من الليلة.

ومع أنّ الهدف المعلن لهذه الرحلات هو التوجّه لدول تسمح بدخول الإسرائيليين دون شروط، بسبب تفشي فيروس كورونا، إلاّ أنّ مصادر  في شركات  السفر الإسرائيلية، أكّدت أنّ عدداً كبيراً من هؤلاء الذين غادروا إسرائيل في الأيام الأخيرة، يعتزمون مواصلة سفرهم إلى دول أخرى، غير الدول المعلنة، تمنع دخول الإسرائيليين إليها، بسبب تصنيف إسرائيل كدولة حمراء، وذلك عبر استغلال حملهم لجنسية ثانية غير الإسرائيلية، وجوازات سفر أوروبية. 
إلى ذلك، قال موقع يديعوت أحرونوت، إنّ "من يسافرون للخارج في فترة الأعياد يفضلون البقاء في الحجر الصحي في الفنادق، على البقاء داخل إسرائيل، في ظروف قيود الإغلاق المشدّدة". وأضاف الموقع أنّ أكثر من 5 آلاف إسرائيلي ينتظرون مغادرة مطار بن غوريون، اليوم.

وسبق أن أثار قرار الحكومة الإسرائيلية  السابق، الجمعة الماضية، بالإبقاء على مطار بن غوريون الدولي مفتوحاً أمام الرحلات المغادرة، نقداً شديداً من منظمة أصحاب الفنادق وشركات السياحة الداخلية، التي اعتبرت ذلك ضوءاً أخضر للإسرائيليين بالسفر، ما يعني القضاء على حركة السياحة الداخلية في إسرائيل، ولا سيما في مدينة إيلات. 

وتشهد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً مطرداً في عدد الإصابات بفيروس كورونا، فيما فقدت الحكومة السيطرة على مواجهة الجائحة، وسجّلت الإصابات الجديدة بالفيروس، في الأيام الماضية، أرقاماً عالية، وصلت اليوم إلى 6808 إصابات، ونحو 5900 إصابة أمس الأول، بما يوازي 11 في المائة من مجمل الفحوصات. فيما ارتفع عدد الوفيات بسبب الجائحة إلى 1335 حالة وفاة.

وعادة ما يشكّل شهرا سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، موسماً للسياحة الداخلية في إسرائيل، بفعل الأعياد اليهودية المتتابعة، لكن السفر إلى الخارج يُعتبر الخيار الأول للإسرائيليين، خاصة إلى بلدان مثل تركيا واليونان وقبرص وبلغاريا، ودول أوروبا الشرقية، بما فيها صربيا وألبانيا ومولدافيا، بفضل التكلفة المنخفضة لرزمات السياحة في هذه الدول، والتي تصل تكلفتها إلى نحو نصف كلفة إجازة مماثلة، في مدينة إيلات أو في مناطق الاستجمام في الجليل مثلاً. 

عدا عن أنّ السفر للخارج في الأعياد الدينية، يُعتبر عادة أساسية لدى الإسرائيليين، خصوصاً أنّ العيد الأول الذي يتيح إجازة تصل إلى أسبوعين،  هو عيد الفصح اليهودي الذي يحلّ عادة بين أواخر مارس/آذار وأوائل إبريل/نيسان وفقاً للتقويم العبري، والمناسبة الثانية هي أعياد رأس السنة ويوم الغفران وعيد العرش، التي تحلّ بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول، وتتيح الحصول على إجازة متواصلة، يمكن أن تمتد لثلاثة أسابيع. 

ويعتبر السياح الإسرائيليون سياحاً غير مرغوب فيهم في بعض الدول الأوروبية، بفعل سلوكهم السيئ، من حيث الضجيج الذي يرافق تجمّعاتهم في الفنادق، وطلباتهم الكثيرة، وعدم حفاظهم على النظافة والنظام في الفنادق التي ينزلون فيها، ناهيك عن  تسجيل حالات كثيرة لسرقات يقدم عليها سيّاح إسرائيليون، تبدأ بسرقة فوط وبشاكير، وتنتهي أحيانا باقتلاع الحنفيات،كما حدث قبل سنوات في تركيا. 
واللّافت بحسب تقرير ليديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، أنّ كثيراً من الشبان الإسرائيليين الذين غادروا إسرائيل، الأسبوع الماضي، وحتى عائلات شابة تعتزم السفر اليوم، اشتروا تذاكر سفر باتجاه واحد، وقال بعض هؤلاء إنهم قد يمدّدون إقامتهم خارج إسرائيل، في حال زادت الحكومة من قيود الإغلاق ومدّدت الفترة المعلن عنها. 
وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرّت عند منتصف الليلة الماضية، تشديد إجراءات الإغلاق، وأقرّت إغلاقا محكما لكافة المصالح التجارية والشركات والنشاط الاقتصادي الذي صنّف بأنه غير حيوي، كما أقرّت منع مغادرة المواطنين لبيوتهم إلا لحالات التزوّد بالغذاء أو الطعام، أو للفحوصات الطبية، إلا من يبرز تصريحاً بأنه يعمل في موقع تمّ اعتباره حيوياً.

كما قررت الحكومة المصادقة على تقييد التظاهرات، لغاية ألفي متظاهر فقط في شروط محددة، وإغلاق الكنس اليهودية، الأحد المقبل، ومنع الصلوات الحاشدة فيها، بمناسبة يوم الغفران. وتقرر إغلاق كافة المطاعم والمقاهي ومواقع الترفيه، واستمرار تعليق الدراسة إلا عن بعد. وذكر تقرير للهيئة العامة، أنّ مندوبة وزارة المالية في كابينيت الكورونا، قدرت بأن تصل كلفة هذا الإغلاق الذي يستمر 16 يوماً إلى 10 مليارات دولار.

المساهمون