الإخفاء القسري... أوجاع وغصات في منازل اليمنيين

الإخفاء القسري... أوجاع وغصات في منازل اليمنيين

30 اغسطس 2021
جرائم الإخفاء القسري انعكست على النساء اللاتي بتن يتحملن وطأة الصعوبات الاقتصادية (Getty)
+ الخط -

أعربت لجان تحقيق ومنظمات يمنية عن قلقها من تزايد أعداد حالات الإخفاء القسري، واستمرار أطراف النزاع اليمني في استخدام هذه الجريمة كأداة من أدوات الحرب، كما دعت إلى الإفراج الفوري عن المخفيين دون قيد أوشرط.  

ولا يُعرف على وجه الدقة عدد ضحايا الإخفاء القسري في اليمن، بسبب غياب آلية وطنية والقبضة الأمنية التي تثير الرعب لدى أهالي المخفيين قسرياً، لكن منظمات حقوقية كشفت أنها حققت في عشرات الانتهاكات التي ارتكبتها جميع أطراف الصراع وأدت إلى تصدير الأوجاع إلى منازل اليمنيين.   

وأعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات الحرب في عدن، الاثنين، أنها عقدت جلسات استماع مغلقة لضحايا الإخفاء القسري وذويهم من الأمهات والزوجات والأبناء، وذلك بالتزامن مع اليوم الدولي لضحايا الاخفاء القسري، الذي يصادف الـ30 من أغسطس/آب. 

وقالت عضو اللجنة إشراق المقطري إنه جرى الاستماع لـ12 ضحية من ضحايا الإخفاء القسري في عدد من المحافظات اليمنية إما بشكل مباشر أو غير مباشر، والذين قدّموا شهاداتهم عن أشكال الحرمان من الحقوق التي عانى منها المخفيين وممارسة الجناة بحقهم أشكال التعذيب والمعاملة غير الإنسانية والتهديد اليومي بالحرمان من الحياة. 

وذكرت المقطري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن جرائم الإخفاء القسري انعكست بشكل كبير على النساء اللاتي بتن يتحملن وطأة الصعوبات الاقتصادية لأسرهن، في ظل غياب المعيل الوحيد، فضلاً عن المضايقات، مع رفض الجهات المرتكبة للانتهاكات الاعتراف بمكان المخفيين وظروف احتجازهم وحالتهم الصحية. 

منظمة "سام" للحقوق والحريات أصدرت هي الأخرى، الاثنين، تقريراً يوثق وقائع الإخفاء القسري منذ 2015 إلى 2021، وقالت إن التقرير الذي حمل اسم "الغيبة الطويلة" كان محصلة 3 سنوات من البحث والتحقيق، وجرى فيه الاستماع إلى 80 إفادة وشهادة لأهالي الضحايا والشهود وبعض الضحايا. 

ووفقاً للتقرير، احتلت جماعة الحوثيين المرتبة الأولى بين أطراف الصراع في حجم جرائم الإخفاء القسري، بواقع 904 حالات من الاحتجازات التعسفية و353 من ممارسات الإخفاء القسري و138 من ممارسات التعذيب، منها 27 واقعة وفاة في مكان الاحتجاز. 

وذكر التقرير أن الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، تتحمل المسؤولية عن 282 من الاحتجازات التعسفية أو المسيئة و90 من ممارسات الإخفاء القسري و65 من ممارسات التعذيب، منها 14 واقعة وفاة في مكان الاحتجاز، فيما تتحمل القوات الإماراتية وجماعات مسلحة تابعة لها المسؤولية عن 419 حالة من ممارسة الاحتجاز التعسفي و327 من وقائع الاختفاء القسري و141 من وقائع التعذيب، منها 25 واقعة وفاة في مكان الاحتجاز. 

ولم يتسن لـ"العربي الجديد" الحصول على تعليق من الأطراف اليمنية التي اتهمها تقرير سام بارتكاب تلك الانتهاكات.  

وبالتزامن مع اليوم الدولي للمخفيين قسرياً، أطلق ناشطون يمنيون، مساء الاثنين، حملة إلكترونية، بهدف إيصال معاناة المخفيين قسرياً وأهاليهم إلى المجتمع الدولي والضمير الإنساني للضغط على جميع الأطراف للكشف عن مصير المخفيين قسرياً وإطلاق سراحهم.

المساهمون