الأمن المصري يصدر تعليمات بإغلاق المقاهي منعاً للتجمع والاحتجاج

الأمن المصري يصدر تعليمات بإغلاق المقاهي منعاً للتجمع والاحتجاج

28 أكتوبر 2022
لن تستقبل المقاهي الناس (زياد أحمد/ Getty)
+ الخط -

أصدرت وزارة الداخلية المصرية تعليمات مشددة لكل المقاهي في نطاق محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية)، بشأن إغلاق أبوابها اعتباراً من الساعة الثالثة من عصر اليوم الجمعة، بحجة عدم استغلال مباراة السوبر المحلي المصري المقررة إقامتها في الإمارات العربية المتحدة بين فريقي الأهلي والزمالك لكرة القدم في السابعة مساءً، في التجمع أو الاحتجاج على قرارات الحكومة الأخيرة.

وتراجع الجنيه المصري في مقابل الدولار الأميركي من 19.70 جنيهاً إلى 23.20 جنيهاً، عقب قرار البنك المركزي أمس الخميس، رفع سعر الفائدة بنسبة 2 في المائة على الإيداع والإقراض، بالتزامن مع إعلان الحكومة التوصل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي، تحصل بموجبه على حزمة تمويلية جديدة (9 مليارات دولار)، ما أثار حالة من السخط الشعبي من جراء تآكل مدخرات المصريين، وتراجع مدخولهم، في ظل التضخم وارتفاع الأسعار.

وكثفت مدرعات الشرطة من تواجدها في مناطق وسط العاصمة القاهرة، وتحديداً بالقرب من ميادين عبد المنعم رياض والتحرير وطلعت حرب ورمسيس، الجمعة، خشية استغلال مباراة السوبر بين الأهلي والزمالك في خروج احتجاجات مناوئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، لا سيما في ظل دعوات إلى التظاهر أطلقها ناشطون عبر مواقع التواصل احتجاجاً على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وشهدت مصر أكبر موجة احتجاجات منذ تولّي السيسي السلطة في 20 سبتمبر/أيلول 2019، فور الانتهاء من مباراة الأهلي والزمالك في كأس السوبر المحلي، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية والمحلية في المحافظات إلى إصدار تعليمات شفهية (غير رسمية) بإغلاق جميع المقاهي والكافيهات في الشوارع والميادين الرئيسية، في توقيت أي مباراة بين الأهلي والزمالك بدعوى منع التجمعات بين المواطنين.

وكان السيسي قد حذر من تداعيات التظاهر على استقرار بلاده في الوقت الراهن، وذلك في كلمته في المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد في العاصمة الإدارية أخيراً، قائلاً: "المواطن الغلبان (البسيط) سيكون الضحية في حالة حدوث أي شيء". واستشهد بتردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية في دولة مجاورة (في إشارة إلى لبنان)، على خلفية التظاهرات التي شهدتها خلال الفترة الماضية.

ويترافق إطلاق دعوات 11/11 للتظاهر ضد السيسي مع عودة تسريبات صوتية أو مرئية لشخصيات نافذة داخل أجهزة الدولة، بما يزيد من الشكوك حول الداعم الحقيقي الذي يقف خلف هذه الدعوات. وقال السيسي في مداخلة هاتفية مطولة مع التلفزيون المصري ليلة الثلاثاء الماضي: "مسار ثورة 2011 يخوفني، وأنا مش خائف على نفسي، ولكنني خائف على الناس".

المساهمون