الأمم المتحدة: خفض المساعدات الإنسانية قد يؤدي لوفاة مزيد من الأطفال

25 مارس 2025   |  آخر تحديث: 15:45 (توقيت القدس)
يؤثر نقص المساعدات على عمليات إنقاذ الأطفال الخدج، غزة، 15 مارس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذرت الأمم المتحدة من أن خفض المساعدات الدولية يهدد التقدم في مكافحة وفيات الأطفال، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا، بعد إلغاء الولايات المتحدة لبرامج المساعدات.

- رغم انخفاض وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى 4.8 ملايين في 2023، تباطأ التقدم منذ 2015 بسبب توجيه الأموال لمكافحة كوفيد-19، مما يهدد المكاسب المحققة بصعوبة.

- نقص التمويل يؤدي إلى نقص العاملين الصحيين وإغلاق العيادات، مما يزيد من خطر الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ويبرز الحاجة لدعم مستمر لتحسين الرعاية الصحية للأمهات والأطفال.

حذّرت الأمم المتحدة، الاثنين، من أن خفض المساعدات الدولية قد يضع حدا للتقدم المسجل على مدى عقود في مجال مكافحة وفيات الأطفال، بل أنه قد يؤدي إلى عكس الاتجاه. ومع أن التقرير السنوي الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي لم يذكر الولايات المتحدة تحديدا، إلا أنه يأتي في وقت ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معظم برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) التي كانت تخصص لها ميزانية سنوية تبلغ 42.8 مليار دولار.

وقالت المديرة المساعدة لقسم الصحة في يونيسف فوزية شفيق لـ"فرانس برس" إن "قلق أوساط الصحة العالمية في ذروته". بينما حذّر التقرير من أن تداعيات خفض المساعدات ستكون الأسوأ في البلدان حيث تعد معدلات الوفيات في أوساط الرضّع هي الأعلى راهنا، على غرار أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا. وأفاد التقرير "ببساطة، ما لم تتم المحافظة على دعم الخدمات المنقذة للأرواح، يمكن للكثير من البلدان أن تتوقع ازديادا في أعداد الوفيات لدى الأطفال وحديثي الولادة".

"في كل يوم، تمر أكثر من خمسة آلاف امرأة حول العالم بالتجربة المفجعة المتمثلة بولادة جنين ميت".

في عام 2023، واصل عدد الوفيات في أوساط الأطفال دون سن الخامسة انخفاضه مع تسجيل 4.8 ملايين وفاة، بينها 2.3 مليون طفل حديث الولادة دون سن الشهر، بحسب التقرير. وكان قد تراجع عدد هذه الوفيات إلى ما دون خمسة ملايين للمرة الأولى في العام 2022، ويمثّل العدد القياسي المنخفض الجديد تراجعا نسبته 52% منذ العام 2000. لكن شفيق شددت على أن "4.8 ملايين ليس عدداً قليلاً".

ومنذ العام 2015، تباطأ التقدّم الذي يسجل في مكافحة وفيات الأطفال مع إعادة توجيه أموال المساعدات لمكافحة كوفيد. وقد يكون ذلك بداية نمط خطير. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل في بيان إن "خفض وفيات الأطفال التي يمكن تجنّبها إلى مستوى قياسي هو إنجاز لافت. لكن في غياب خيارات السياسة الصحيحة والاستثمار المناسب، نواجه خطر تبديد هذه المكاسب التي تحققت بصعوبة". مضيفة: "لا يمكننا السماح بحدوث ذلك".

تداعيات نقص التمويل 

تظهر من الآن بعض التداعيات السلبية لخفض التمويل مثل نقص عدد العاملين في مجال الصحة وإغلاق عيادات وعرقلة في برامج التطعيم ونقص في الإمدادات الضرورية على غرار علاجات الملاريا. وعلى سبيل المثال، تعاني إثيوبيا من ازدياد كبير في أعداد الإصابات بالملاريا، بحسب شفيق. في الوقت ذاته، تعاني الدولة الأفريقية نقصا حادا في الفحوص التشخيصية والناموسيات المعالَجة بالمبيدات الحشرية للأسرّة وتمويل حملات الرش ضد البعوض الناقل للأمراض.

وخلص تقرير منفصل للمنظمات ذاتها إلى تسجيل عدد كبير من حالات وفاة متأخرة للأجنة أي بعد 28 أسبوعا من الحمل وقبل أو أثناء الولادة، إذ بلغ عدد هؤلاء حوالى 1.9 مليون حالة في 2023. وأفاد التقرير الثاني بأنه "في كل يوم، تمر أكثر من خمسة آلاف امرأة حول العالم بالتجربة المفجعة المتمثلة بولادة جنين ميت".

وبوجود الرعاية المناسبة أثناء الحمل والولادة، يمكن تجنّب الكثير من هذه الوفيات، كما يمكن تجنّب ولادة أطفال ضعفاء بشكل مبكر.

يمكن أيضا تجنّب وفاة الأطفال إلى حد كبير عبر مكافحة أمراض يمكن الوقاية منها مثل الالتهاب الرئوي والإسهال. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "من مواجهة الملاريا وصولا إلى منع الإملاص -وفاة الطفل بعد 28 أسبوعاً من الحمل وقبل الولادة أو أثناءها- والرعاية المدعومة بالأدلة لأصغر الأطفال حجما، يمكننا تغيير الوضع بالنسبة لملايين العائلات".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون