استمع إلى الملخص
- دعت الأمم المتحدة إلى الاستثمار في "الحلول القائمة على الطبيعة" مثل إعادة التحريج وإدارة الرعي والمياه، لتقليل تكلفة الجفاف وتحقيق الاستفادة القصوى من البيئة.
- يؤثر الجفاف على سلاسل التوريد والناتج المحلي الإجمالي وسبل العيش، مما يؤدي إلى مشكلات مثل الجوع والبطالة والهجرة، مؤكدة على أهمية الإدارة المستدامة للأراضي والمياه.
أفادت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بأنّ الجفاف يُكلّف العالم أكثر من 300 مليار دولار أميركي سنوياً، في تقرير نشر بالتزامن مع اليوم الثاني من قمة التصحر (كوب 16) التي تُعقَد في العاصمة السعودية الرياض. وقد حذّر معدّو التقرير الأممي من أنّ الجفاف الذي يدفع به "التدمير البشري للبيئة" قد يؤثّر على 75% من سكان العالم بحلول عام 2050، وأشاروا إلى أنّ تكلفة الأزمة تجاوزت بالفعل 307 مليارات دولار سنوياً في كلّ أنحاء العالم.
ويأتي التحذير الذي أطلقته الأمم المتحدة في حين تُعقَد الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) على مدى 12 يوماً أي حتى 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بهدف حماية الأراضي واستصلاحها ومكافحة الجفاف في ظلّ تغيّر المناخ المستمرّ. يُذكر أنّ المشاركة في "كوب 16" تشمل 196 دولة والاتحاد الأوروبي إلى جانب خبراء والمجتمع المدني، وذلك من أجل "تعزيز العمل العاجل".
The world needs $1 billion daily to restore over 1 billion hectares of degraded land and build resilience to drought by 2030
— UN Land and Drought (@UNCCD) December 3, 2024
Our latest report, Investing in Land's Future, launched at #COP16Riyadh, highlights the urgency of closing a $278 billion annual funding gap. #UNited4Land
وقد دعت الأمم المتحدة، في التقرير المشار إليه آنفاً، إلى الاستثمار في "الحلول القائمة على الطبيعة" من قبيل "إعادة التحريج وإدارة الرعي وإدارة تجمعات المياه واستعادتها وحفظها" من أجل تخفيض تكلفة الجفاف وتحقيق الاستفادة القصوى من البيئة. يُذكر أنّ عام 2024 اتّسم بالجفاف، لا سيّما في الإكوادور والبرازيل وناميبيا وملاوي والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، علماً أنّ ذلك تسبّب في حرائق وأدّى إلى نقص في المياه والغذاء. ومن المتوقّع أن يكون 2024 العام الأكثر سخونة في العالم منذ بدء تسجيل البيانات المتّصلة بهذا الشأن.
في هذا الإطار، قال كافيه ماداني، أحد المشاركين في صياغة التقرير الأممي، إنّ "التكلفة الاقتصادية للجفاف تتجاوز الخسائر الزراعية الفورية"، وشرح أنّه "يؤثّر على سلاسل التوريد بأكملها، ويقلّل الناتج المحلي الإجمالي، ويؤثّر على سبل العيش، ويؤدّي إلى مشكلات على المدى البعيد مثل الجوع والبطالة والهجرة".
من جهتها، قالت نائبة السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أندريا ميزا موريلو إنّ "إدارة أراضينا ومواردنا من المياه بطريقة مستدامة أمر ضروري، وذلك من أجل تحفيز النموّ الاقتصادي وتعزيز قدرة المجتمعات المقيّدة من ضمن دورات الجفاف على الصمود". أضافت أنّه "بينما تجري محادثات لاتّخاذ قرار تاريخي من مؤتمر الأطراف بشأن الجفاف، يدعو التقرير (الأممي) زعماء العالم إلى الاعتراف بالتكاليف الباهظة للجفاف التي يمكن تفاديها، والاستفادة من الحلول الاستباقية القائمة على الطبيعة لتأمين التنمية البشرية داخل حدود الكوكب".
تجدر الإشارة إلى أنّ الأمم المتحدة كانت قد أطلقت أطلس الجفاف العالمي، أمس الاثنين، وحذّرت من أنّ موجات الجفاف القياسية التي يشهدها كوكب الأرض تحوّلت إلى "قاعدة جديدة"، الأمر الذي يُلزِم المسؤولين "إعادة النظر جذرياً" في طريقة إدارتها. وقد نُشر هذا الأطلس من قبل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بالشراكة مع مركز البحث العلمي التابع للمفوضية الأوروبية.
(فرانس برس، العربي الجديد)