الأمم المتحدة تطلق نداءً إنسانياً لجمع 47 مليار دولار في 2025

04 ديسمبر 2024
تتزايد الحاجة إلى المساعدات في غزة وسط التجويع والحصار، في 2 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداء لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025، بسبب النزاعات والتغير المناخي، مع بقاء 115 مليون شخص دون مساعدة.
- في 2024، تلقت الأمم المتحدة 43% فقط من المبلغ المطلوب، مما أثر على المساعدات في سوريا واليمن، ودعا توم فليتشر إلى تضامن عالمي لتمويل النداءات الإنسانية.
- ارتفع عدد النازحين إلى 123 مليون في 2024 بسبب النزاعات والكوارث المناخية، محذرًا من تدهور الأوضاع الإنسانية في 2025 إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقت تتنامى الحاجات بسبب النزاعات والتغيّر المناخي. وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير "اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025"، إنّ "مزيجاً من النزاع وأزمة المناخ وعدم المساواة تتسبّب في كارثة تامة". وأضاف "نتعامل حاليا مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفا هم الذين يدفعون الثمن" في "عالم مشتعل".

الأمم المتحدة: تزايد الاحتياجات في عالم مشتعل

وقدّمت الأمم المتحدة مساعدات لـ116 مليون شخص في العالم خلال العام الماضي. وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم، خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تقدّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية العام المقبل.

وأقر المسؤول الأممي الذي تولى منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين. ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024، لمساعدة 190 مليون شخص منهم. وأوضح فليتشر "ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم" بحسب هذه الخطة، مؤكدا أنه يشعر "بالعار والخوف والأمل" مع إطلاق التقرير للمرة الأولى منذ توليه منصبه.

عواقب نقص التمويل

وحتى نوفمبر/تشرين الثاني، كانت الأمم المتحدة قد تلقت 43% فقط من المبلغ الذي طلبته لعام 2024 والبالغ 50 مليار دولار تقريبا. وأكد فليتشر ضرورة "التركيز على الوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة للمساعدة، وأن نكون حازمين حقا... فيما يتعلق بتخصيص الأموال والمجالات التي يمكننا تحقيق أكبر قدر من التأثير فيها".

وأشارت المنظمة إلى أن عواقب نقص تمويل النداءات الإنسانية "وخيمة"، ففي عام 2024، تم تخفيض المساعدات الغذائية بنسبة 80% في سورية، في حين تعيّن تقليص المساعدات المخصصة للمياه والصرف الصحي في اليمن، بينما تواجه البلاد خطر تفشي وباء الكوليرا مجددا. وأوضح فليتشر "أن النظام الإنساني اليوم يعاني من الضغط ومن نقص التمويل ويتعرض للهجوم حرفيا"، مبرزا الحاجة "إلى مستوى جديد من التضامن العالمي لتمويل هذه النداءات بشكل كامل" في مواجهة "سأم المانحين".

وبينما يخشى العديد من المراقبين أن يقوم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بتقليص دعمه المالي للمنظمات الدولية بعد توليه الرئاسة في يناير/كانون الثاني المقبل، أعلن فليتشر أنه سيزور واشنطن في الأشهر المقبلة "للتباحث مع الإدارة الجديدة". وأضاف أن سأم المانحين لا يقتصر على الولايات المتحدة، مؤكدا أنه سيتوجه أيضا إلى عواصم أخرى "لطرق أبواب" من أجل إقناع المانحين التقليديين والبحث عن "حلفاء جدد".

وحذّرت الأمم المتحدة من أن العقبة الأبرز أمام مساعدة وحماية الأشخاص في النزاعات المسلحة هي الانتهاك الواسع للقانون الإنساني الدولي. وحتى قبل أسابيع من نهايته، يعتبر 2024 العام الأكثر دموية بالنسبة لعمال الإغاثة، مع حصيلة تجاوزت عدد القتلى في 2023 والبالغ 280 شخصا.

 "عام وحشي" 

وأشار فليتشر إلى أن عام 2024 كان "كارثيا" أيضا بالنسبة للناس الذين تدعمهم الأمم المتحدة. ونظرا إلى النزاعات والحروب في غزة وأوكرانيا مروراً بالسودان ولبنان وسورية، اعتبرت الأمم المتحدة أن 2024 كان "أحد أكثر الأعوام وحشية في التاريخ الحديث" بالنسبة للمدنيين المحاصرين في الصراعات، وحذّرت من أن سنة 2025 قد تكون "أسوأ" إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

وحتى منتصف عام 2024، بلغ عدد النازحين قسراً بسبب النزاعات وأعمال العنف 123 مليون شخص، في زيادة للعام الثاني عشر على التوالي. كما تسببت الكوارث المرتبطة بالمناخ في نزوح أعداد كبيرة من السكان. وأوضح فليتشر أنه "في ما يتعلق بالنزاعات، فإن المشكلة لا تكمن فقط في وجود العديد منها في الوقت عينه"، بل لأنها تستمر لأكثر من "عشر سنوات كمعدل وسطي". وأضاف "كلما طال أمد الأزمات، أصبحت الاحتمالات أكثر قتامة: ينخفض متوسط العمر المتوقع وتنهار معدلات التطعيم ويعاني التعليم وترتفع معدلات وفيات الأمهات بشكل حاد ويتزايد شبح المجاعة".

(فرانس برس)

المساهمون