الأمم المتحدة تحذّر: الجوع يتفاقم في 13 منطقة ساخنة والمجاعة تهدّد 5 منها

16 يونيو 2025
في نقطة لتوزيع الطعام بوسط قطاع غزة، 11 يونيو 2025 (إياد البابا/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تقرير مشترك للأمم المتحدة يحذر من اشتداد الجوع في 13 منطقة، مع خطر المجاعة في خمس منها: السودان، قطاع غزة، جنوب السودان، هايتي، ومالي، بسبب النزاعات والصدمات الاقتصادية والمخاطر المناخية.
- الأمين العام أنطونيو غوتيريس ينتقد تقلص المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن إعلان المجاعة يتطلب معاناة 20% من السكان من نقص حاد في الغذاء و30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد.
- التقرير يدعو إلى الاستثمار والمساعدة لضمان إيصال المساعدات، مشيراً إلى أن التمويل والوصول إلى المناطق المهددة ضروريان، مع تحسن في بعض البلدان مثل إثيوبيا وكينيا ولبنان.

حذّر تقرير مشترك للأمم المتحدة، صدر اليوم الاثنين، من اشتداد الجوع في 13 منطقة في العالم، مشيراً إلى أنّ خطر المجاعة يحدق بخمس من تلك المناطق، هي السودان وقطاع غزة الفلسطيني وجنوب السودان وهايتي ومالي، ما لم تقم تدخّلات إنسانية عاجلة. ووجّه تقرير "بؤر الجوع الساخنة" الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي أصابع الاتهام إلى النزاعات وكذلك الصدمات الاقتصادية والمخاطر المرتبطة بالمناخ في تفاقم الأوضاع بالمناطق الأكثر تضرّراً.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد شدّد على أنّ "الجوع غير مبرّر في القرن الحادي والعشرين"، وعلى أنّه "لا يمكننا أن نتعامل مع الأمعاء الخاوية بفراغ الأيدي وإدارة الظهور"، في انتقاد واضح لتقلّص المساعدات الإنسانية الذي ينذر بآفاق "قاتمة" هذا العام، بحسب تقرير شامل عن الأزمات الغذائية في العالم صدر في منتصف مايو/ أيار الماضي.

ولا يُصار إلى إعلان حالة المجاعة إلا عندما يعاني ما لا يقلّ عن 20% من سكان منطقة ما من نقص حاد في الغذاء، مع معاناة 30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد، ووفاة شخصَين من بين كلّ 10 آلاف شخص يومياً بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.

وفي تقريرهما الصادر اليوم في 16 يونيو/ حزيران 2025، توقّعت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي أزمات غذائية خلال الأشهر الخمسة المقبلة، ودعتا إلى الاستثمار والمساعدة لضمان إيصال المساعدات إلى من يحتاجها في المناطق المهدّدة، مشيرتَين إلى أنّ المساعدات تُقوَّض بسبب انعدام الأمن وفجوات التمويل.

ووصفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين هذا التقرير الأممي الأخير بأنّه "إنذار خطر". أضافت: "نعرف أين يتفاقم الجوع، ونعرف من هم المعرّضون للخطر"، مشدّدةً على أنّ "من دون التمويل والوصول (إلى المناطق والمهدّدين)، لا يمكننا إنقاذ الأرواح".

خطر المجاعة يهدّد 5 مناطق ينهكها الجوع

  • في السودان، حيث جرى تأكيد المجاعة في عام 2024، تحديداً في مناطق من إقليم دارفور، من المتوقّع أن تستمرّ الأزمة بسبب النزاع المتواصل منذ إبريل/ نيسان 2023 والنزوح، مع تعرّض ما يقرب من 25 مليون شخص للخطر، بحسب معطيات تقرير "بؤر الجوع الساخنة".
  • وفي دولة جنوب السودان التي تضرّرت من الفيضانات والاضطرابات السياسية، أفاد التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي بأنّ الدولة قد تشهد أزمة تطاول ما يصل إلى 7.7 ملايين شخص، من بينهم 63 ألفاً في ظروف تشبه المجاعة.
  • وفي قطاع غزة الفلسطيني المحاصر الذي يتعرّض لحرب مدمّرة منذ أكثر من 20 شهراً، أفاد التقرير بأنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرّة والحصار تركت جميع سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، مع تعرّض ما يقرب من نصف مليون شخص لخطر المجاعة بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول 2025.
  • وفي هايتي، أدّى تصاعد عنف العصابات إلى نزوح آلاف السكان، علماً أنّ نحو 8 آلاف و400 شخص يواجهون بالفعل جوعاً كارثياً، وفقاً لما بيّنه التقرير الأممي نفسه.
  • وفي مالي، بيّن التقرير نفسه أنّ ظروف الصراع وارتفاع أسعار الحبوب تعرّض نحو 2600 شخص لخطر المجاعة بحلول نهاية أغسطس/ آب 2025.

إلى جانب البلدان الخمسة المهدّدة بخطر المجاعة، فإنّ ثمّة أخرى تثير قلق الأمم المتحدة هي اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ونيجيريا، وفقاً للتقرير المذكور.

في سياق إصدار تقرير "بؤر الجوع الساخنة"، شدّد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو على أنّ "حماية مزارع الناس وحيواناتهم لضمان استمرارهم في إنتاج الغذاء أينما كانوا، حتى في أصعب الظروف وأكثرها قسوة، ليست أمراً ملحاً فحسب إنّما هي ضرورة".

تجدر الإشارة إلى أنّ عدداً من البلدان، مثل إثيوبيا وكينيا ولبنان، سجّلت تحسّناً، بحسب ما ورد في التقرير الأممي المذكور، وقد جرى رفعها من قائمة بؤر الجوع الساخنة لمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون