استمع إلى الملخص
- أكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة معاناة النساء والفتيات من العنف الجسدي والنفسي والاجتماعي، داعية إلى وقف الحرب وإنهاء العنف ضد النساء.
- وصفت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة مستويات الاعتداء الجنسي بأنها "صاعقة"، مع صعوبة الإبلاغ عن الجرائم في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
منذ بدايات حرب السودان، راحت الأمم المتحدة ومنظمات دولية تُطلَق مناشدات وتحذيرات ذات صلة بالاعتداءات الجنسية التي تُرتكَب خلالها، بمناطق مختلفة من البلاد. وفي الذكرى الثانية لاندلاع هذه الحرب التي تسبّبت في أزمة إنسانية غير مسبوقة، حذّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أنّ الاغتصاب في السودان يُستخدَم بصورة ممنهجة سلاحاً في الصراع.
وأفادت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق أفريقيا وجنوبها آنا موتافاتي، أمام الصحافيين في جنيف، عبر رابط فيديو من بورتسودان شمال شرقي البلاد، "شهدنا زيادة بنسبة 288% في الطلب على الدعم المنقذ للحياة لضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي". وأكدت: "بدأنا نشهد استخداماً ممنهجاً للاغتصاب والعنف الجنسي بوصفهما سلاح حرب". أضافت موتافاتي أنّ "أجساد النساء تحوّلت إلى ساحة حرب"، من دون أن تُحدّد الطرف المسؤول عن ذلك في حرب السودان.
The war in #Sudan has been raging for two years.
— United Nations Geneva (@UNGeneva) April 15, 2025
"Thousands of civilians are trapped in #Darfur with very little access or no access to critical humanitarian lifesaving services." - @UN_Women
"People are fleeing the Zamzam camp, trying to reach El Fasher." - @UNmigration pic.twitter.com/AnPJOdJQwb
في سياق متصل، أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان إلى أنّ "بعد عامَين من الحرب في البلاد، ما زالت معاناة النساء والفتيات مستمرّة ومتفاقمة"، موضحةً أنّهنّ "تعرّضنَ فيها لكلّ أنواع العنف؛ الجسدي والنفسي والاجتماعي والحرمان من الحقوق الإنسانية". ودعت الهيئة، في تدوينة نشرتها على موقع إكس اليوم الثلاثاء، إلى "وقف الحرب وإحلال السلام وإنهاء كلّ أنواع العنف ضدّ النساء والفتيات لضمان حياة كريمة".
وكانت الحرب في السودان قد اندلعت في 15 إبريل/نيسان 2023 وأدّت إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير نحو 13 مليوناً، وذلك في أزمة إنسانية تُعَدّ من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ويُتّهم طرفا الحرب، الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بارتكاب انتهاكات كبيرة بحقّ المدنيين.
وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا إنّ "ما خفي كان أعظم"، في إشارة إلى ما تتعرّض له النساء والفتيات في السودان وسط الحرب المتواصلة. وشرحت موتافاتي أنّ "كثيرات لا يبلّغنَ (عمّا أصابهنّ من اعتداءات جنسية) خوفاً من العار وكذلك تحميل المسؤولية للضحايا اللذَين يُلازمان كلّ امرأة تتعرّض للاغتصاب والاغتصاب الجماعي".
يُذكر أنّ بعثة لتقصّي الحقائق في السودان تابعة للأمم المتحدة وصفت، في العام الماضي، مستويات الاعتداء الجنسي، بما في ذلك اغتصاب الأطفال، بأنّها "صاعقة". وأوضحت البعثة أنّ الحالات المعروفة بغالبيتها ارتكبها أفراد من قوات الدعم السريع وحلفاء لها، مشيرةً إلى صعوبة الإبلاغ عن مثل هذه الجرائم في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني.
في الإطار نفسه، أفاد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت، اليوم الثلاثاء، بأنّه التقى نساء في الخرطوم أخبرنَه بتعرّضهنّ لاعتداءات جنسية أمام أزواجهنّ المصابين وأطفالهنّ الذين كانوا يصرخون. وقال رفعت إنّ "هذه المرّة الأولى في حياتي التي أرى فيها نساءً يتعرّضنَ لاعتداءات إلى هذا الحدّ".
(رويترز، العربي الجديد)