الأمل بالعثور على أحياء يتراجع بعد أعاصير الولايات المتحدة

الأمل بالعثور على أحياء يتراجع بعد أعاصير الولايات المتحدة

13 ديسمبر 2021
+ الخط -

بموازاة تواصل البحث عن ناجين محتملين، بدأت المساعدة تنتظم في محيط مصنع للشموع في وسط الولايات المتحدة، بات يجسّد الدمار الهائل الذي نجم عن أعاصير أدّت إلى مقتل 94 شخصاً في عدّة ولايات أميركية.

واجتاحت هذه الظاهرة المناخية الاستثنائية ستّ ولايات، مخلّفة دماراً شاسعاً على مئات الكيلومترات، إلّا أنّ مايفيلد في ولاية كانتاكي، كانت أكثرها تضرراً. واستحال مصنع "مايفيلد كونسيومر بروداكتس" لصناعة الشموع العطرية، كومة من الأعمدة والحديد الملتوي بارتفاع أمتار عدّة. وقد فتّشت فرق الإنقاذ المجهّزة برافعات وجرافات وآليات أخرى الأنقاض بدقّة الأحد. وكان نحو 110 موظفين في المصنع، مساء الجمعة، لتلبية الطلب المرتفع مع اقتراب أعياد نهاية السنة، عندما دمّر الإعصار كلّ شيء. وقال مسعف متطوع لوكالة فرانس برس، واصفاً الدمار في المكان: "يخونني الكلام. أمضيت ثماني ساعات، الأحد، في التفتيش بين الركام، وفي الليلة السابقة عملنا حتى الرابعة صباحاً. لم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا".

وهبّ القس ستيفن بويكن، من الكنيسة المحلية إلى المكان مع آخرين منذ مساء الجمعة، للمشاركة في العمليات و"تقديم المواساة". وأوضح: "كان ثمة أشخاص يصرخون وهم مرعوبون. أمسكت بأيدي أشخاص عالقين بين الركام، تحت جدار". وأشار حاكم الولاية، اندي بيشير، مساء الأحد، إلى أنّ مالك المصنع يظن أنه تمكّن من تحديد مكان العاملين، قائلاً إنه "سيكون رائعاً أن نخفض الحصيلة"، لكنه أكّد أنّ التحقق من هذه المعلومة غير ممكن حتى الساعة. وأضاف: "ما زلنا نعثر على جثث".

الحصيلة سترتفع 

في مناطق أخرى من كنتاكي، وفي ولايات ميزوري وإلينوي وتينيسي وأركنسو، تنتشر مشاهد الدمار نفسها مع منشآت سوّيت بالأرض، وأبنية فقدت واجهاتها وفولاذ ملتوٍ، فضلاً عن سيارات مقلوبة وأشجار مقتلعة وأحجار الآجر مبعثرة في الشوارع. وقد طاولت الأضرار ولاية ميسيسيبي أيضاً.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنّ هذه الولايات ضربتها "سلسلة من أسوأ الأعاصير" في تاريخ البلاد، واصفاً أضرارها بأنها "مأساة لا توصف". وبدأت وكالات الاستجابة لحالات الطوارئ في البلاد بالانتشار في المناطق المنكوبة. وقال وزير الأمن الداخلي، أليخندرو مايوركاس، الذي تفقّد المناطق المتضرّرة الأحد: "سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة. سنبقى حتى تنجز إعادة البناء". وتوالت من الخارج رسائل التضامن. وقدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "تعازيه الحارة"، فيما صلّى البابا فرنسيس لسكّان كنتاكي من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

وحصيلة الضحايا الموقتة مرتفعة، مع ما لا يقل عن ثمانين قتيلاً في ولاية كنتاكي وحدها، على ما أعلن الحاكم أندي بيشير. وشدّد بيشير على أنه "يجب علينا أولاً أن نحزن معاً (على الضحايا) قبل أن نبدأ معاً إعادة البناء". وأوضح أنّ الأعاصير أدت أيضاً إلى إصابة 80 شخصاً وتشريد آلاف آخرين. وطاولت هذه الظاهرة المناخية القصوى خصوصاً سهول الولايات المتحدة الشاسعة. وأظهرت لقطات صُوّرت، مساء الجمعة، أعمدة سوداء ضخمة تجتاح الأراضي مع برق متقطع.

219 ميلاً 

وضرب واحد من أطول الأعاصير في الولايات المتحدة، ولاية كنتاكي على امتداد أكثر من 200 ميل (320 كيلومتراً)، على ما قال الحاكم. وكان أطول إعصار رصد من الأرض على امتداد 219 ميلاً قد سُجل عام 1925 في ميزوري، وأدّى إلى مقتل 695 شخصاً. وقال ديفيد ورورذي (69 عاماً) أمام منزله في مايفيلد لوكالة فرانس برس: "وردنا إنذار عند الساعة 09,30 بأنّ الإعصار آتٍ. حلّ فجأة وغادر فجأة. لم يسبق لنا أن رأينا أمراً كهذا في المنطقة. أينما ضرب ألحق الدمار الشامل". وضربت حوالى ثلاثين عاصفة البلاد مساء الجمعة. ومن المواقع المتضرّرة جداً، مخزن لمجموعة أمازون انهار سقفه في إداوردزفيل، في ولاية إيلينوي، ما أوقع ستة قتلى. ويواصل عمّال الإغاثة عملهم في المكان. وسجّل وقوع أربعة قتلى في تينيسي واثنين في أركنسو واثنين آخرين على الأقل في ميزوري. وقالت المسؤولة عن الوكالة الأميركية لإدارة الكوارث، دين كريسويل، إنّ الولايات المتحدة تواجه "معطى جديداً" مع تكاثر الظواهر المناخية المدمّرة. وشدّدت خصوصاً على البعد "غير الاعتيادي وغير المسبوق" لهذه الأعاصير خلال الموسم الحالي. ولا تهبّ عادة أعاصير في ديسمبر/كانون الأول في الولايات المتحدة.

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
الصورة
جو بايدن/بنيامين نتنياهو (رويترز)

سياسة

يتصاعد التوتر بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي على خلفية الحرب على غزة، ويبدو أن بايدن ونتنياهو يتّجهان نحو التصادم بشأن أجندة ما بعد الحرب وحكم غزة.

المساهمون