الأمطار تقلل نشاط حرائق لوس أنجليس وترفع خطر انتشار الرماد السام

28 يناير 2025
ثلوج متراكمة على مبنى دمره حريق إيتون بكاليفورنيا، 26 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت جنوب كاليفورنيا أمطارًا غزيرة ساعدت في تقليل نشاط حرائق الغابات ومنحت رجال الإطفاء استراحة، لكنها أثارت مخاوف صحية بسبب انتشار الرماد السام.
- الأمطار تسببت في تدفقات طينية وفيضانات مفاجئة، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرق وتحذيرات من المخاطر المحتملة، لكنها ساعدت في احتواء الحرائق بنسبة تزيد عن 90%.
- حرائق الغابات في لوس أنجليس، الأكبر في تاريخ الولاية، أسفرت عن مقتل 29 شخصًا وتدمير آلاف المباني، مع استمرار التحقيقات في الوفيات والمخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.

أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت نهاية الأسبوع على أجزاء من جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى تقليل نشاط حرائق الغابات، ومنحت رجال الإطفاء استراحة بعد موجة من الطقس الحار ومكافحة النيران التي اجتاحت لوس أنجليس هذا الشهر. لكنها جلبت معها تهديداً جديداً من خطر انتشار الرماد السام في المناطق التي تضررت من حرائق الغابات في المنطقة.

وبعد مكافحة حرائق متعددة وسط طقس جاف وعاصف، جلبت الأمطار تهديدًا جديدًا للمنطقة وسط تدفقات الحطام والفيضانات المفاجئة، ما دفع العلماء إلى دق ناقوس الخطر. وقال جو سيرارد، وهو عالم أرصاد جوية بهيئة الأرصاد الجوية الوطنية في مدينة أوكسنارد بولاية كاليفورنيا، إن عملية مراقبة الفيضانات استمرت في مناطق الحرائق الأخيرة التي اندلعت حول حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجليس وضاحية ألتادينا وبحيرة كاستايك. وأضاف سيرارد: "كل هذه الحرائق الجديدة معرضة جدا للانتشار السريع"، وحذر من هطول كميات من الأمطار." وقال إن هذا يعني أن أمامنا خطرا بالغا من حدوث تدفقات للطين والحطام بمجرد أن نتجاوز هذه العتبات".

وفي السياق، أفاد تقرير لـ "إندبندت البريطانية"، الاثنين، أن التساقطات المطرية ساهمت في تقليل نشاط حرائق الغابات، مشيرة إلى أنه تم احتواء غالبية الحرائق الأكثر تدميراً بنسبة تزيد عن 90 في المائة بحلول يوم الاثنين. كما تطرقت أيضا إلى الخطر الصحي الذي يشكله انتشار الرماد السام.

وقال "بالطبع، هناك مخاوف صحية أخرى مرتبطة بالحرائق بالنسبة للسكان العائدين إلى منازلهم، بما في ذلك الرماد السام". ويشمل الرماد السام، مزيجًا من مواد محترقة مثل السيارات، الأجهزة الإلكترونية، البطاريات، ومواد البناء، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية والرصاص، مما يشكل خطرًا إضافيًا على صحة الإنسان. وحذر مسؤولون من أن "الكثير منها عبارة عن منتجات بترولية ومواد مركبة مختلفة تشكل مخاطر شديدة عند احتراقها".

وأمس الاثنين أفادت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، بأن مطار لوس أنجليس الدولي أبلغ عن هطول أمطار أقل بقليل من بوصة واحدة (5.2 سنتيمتر) في غضون 24 ساعة انتهت في تمام الساعة الثالثة من صباح يوم الاثنين. وأبلغت المناطق المحيطة بهطول كميات أقل.

وتم إغلاق جزء من طريق باسيفيك كوست هاي واي السريع في مقاطعة لوس أنجليس اعتبارا من بعد ظهر يوم الأحد، بسبب تدفقات الطين في توبانجا كانيون، وذلك حسبما أفادت وزارة النقل في كاليفورنيا. وشهدت مناطق في الجبال في مقاطعتي سان برناردينو وريفرسايد، تساقط كميات كبيرة من الثلوج.

يشار إلى أن إحدى الفوائد التي قد تسببها الأمطار، هي مساعدة رجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق الغابات المتعددة بعد أسابيع من الطقس العاصف والجاف. وارتفعت حصيلة قتلى الحرائق المستمرة منذ أيام في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية من 25 إلى 28. جاء ذلك بحسب بيان  سابق صادر عن مكتب الطب الشرعي في مدينة لوس أنجليس.

من جهتها، أكدت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن سلسلة حرائق الغابات التي اندلعت في السابع من يناير/كانون الثاني، مدفوعة بالرياح القوية والظروف الجافة، وانتشرت في جميع أنحاء منطقة لوس أنجليس، أسفرت عن مقتل 29 شخصًا على الأقل، بما في ذلك بعض الذين ماتوا وهم يحاولون منع الحرائق من التهام منازلهم، وتدمير آلاف المباني، وفقًا لمسؤولي مقاطعة لوس أنجليس.

وأوضحت أن مكتب الفحص الطبي بالمقاطعة يحقق في العديد من الوفيات. ووفقًا لمكتب الطبيب الشرعي، فإن 17 شخصًا على الأقل من القتلى كانوا في حريق إيتون و12 في حريق باليساديس. وقال مكتب الطب الشرعي إن الأمر قد يستغرق أسابيع لتأكيد هويات القتلى. فيما حذر المسؤولون من أن عدد القتلى قد يرتفع. وأفاد رئيس إطفاء مقاطعة لوس أنجليس أنتوني مارون، أن عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين لم يلتزموا بأوامر الإخلاء أصيبوا في حريق باليساديس. مشيراً إلى تسجيل إصابات خطيرة في حريق إيتون. وفقاً للمصدر نفسه.

وتعد حرائق الغابات التي بدأت في مقاطعة لوس أنجليس في 7 يناير/كانون الثاني هي الأكبر في تاريخ الولاية. وتسبب حريق باسيفيك باليساديس، الذي امتد إلى 23448 فدانًا، بنسبة 95 بالمائة، في إتلاف أو تدمير أكثر من 6800 مبنى. وفقاً لـ "إن بي سي نيوز". أما حريق إيتون الذي انتشر إلى 14021 فدانًا وتم احتواؤه بنسبة 99 بالمائة، وفقًا لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا، فإنه تسبب في تضرر وتدمير 9418 مبنى. أما حريق هيوز بالقرب من بحيرة كاستايك في شمال المقاطعة فقد انتشر بسرعة إلى أكثر من 10000 فدان. وقد غطى 10425 فدانًا وتم احتواؤه بنسبة 98 بالمائة، وفقاً لتقرير "إن بي سي نيوز".

(أسوشييتد برس، الأناضول، رويترز، العربي الجديد، وكالات)

المساهمون