الأمطار تتواصل في العراق والاستنفار لم يسيطر على السيول

09 مارس 2025
من موجة أمطار سابقة في الموصل شمالي العراق، 11 نوفمبر 2024 (زيد العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بغداد ومدن عراقية أخرى أمطارًا غزيرة تجاوزت سعة شبكات التصريف، مما أبرز ضعف البنية التحتية وأدى إلى غرق الشوارع وتعطيل المدارس وتضرر المنازل والمستشفيات.
- تعمل الجهات الخدمية على مدار الساعة لسحب المياه، لكن الجهود لم تكن كافية، حيث بلغت كميات الأمطار 72 ملم، متجاوزة قدرة الشبكة البالغة 24 ملم، مما أدى لاختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي.
- توقعت هيئة الأنواء الجوية استمرار الأمطار مع احتمالية العواصف الرعدية، وسط انتقادات لعدم تطوير شبكات الصرف الصحي.

غرقت شوارع بغداد ومدن أخرى في مختلف محافظات العراق بمياه الأمطار المتواصلة منذ صباح أوّل من أمس الجمعة، وذلك في موجة مطرية هي الأشدّ من نوعها هذا العام. وعلى الرغم من استنفار الدوائر الرسمية المختصّة لم ينجح ذلك في السيطرة على السيول التي اجتاحت الشوارع وأغرقت المباني السكنية وكذلك مقرّات مؤسسات حكومية.

ويؤشّر منسوب السيول الناجمة عن الأمطار في الشوارع، الذي قد يصل أحياناً إلى نحو متر، إلى أنّ خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطّلة، خصوصاً أنّه لم يجرِ تطويرها بما يتناسب مع ارتفاع عدد السكان في العاصمة بغداد.

وأفادت أمانة بغداد، المسؤولة عن ملفّ الخدمات في العاصمة، بأنّ "هطل أمطار غزيرة بلغت ذروتها بمعدّل 72 مليمتراً"، أدّى إلى تخطّي "أضعاف سعة شبكة التصريف التصميمية للعاصمة البالغة 24 مليمتراً فقط". أضافت أنّ "كلّ محطات الصرف الصحي والجهد الآلي والبشري تعمل بوتيرة عالية للإسراع في تصريف المياه".

وتعتمد الدوائر الخدمية في البلاد على السيارات الحوضية التي تعمل ليلاً نهاراً منذ يومَين على سحب المياه من الشوارع، إلا أنّها لا تكفي للسيطرة على كميات الأمطار التي هطلت واختلطت بمياه الصرف الصحي في معظم المناطق. وقد سبّبت موجة الأمطار تعطيل المدارس في محافظات بغداد وبابل وواسط وكربلاء وديالى والديوانية والأنبار وغيرها.

وعرض مواطنون، في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات مصوّرة للمياه التي اجتاحت منازلهم. ونشرت مواطنة من حيّ السيدية في بغداد تسجيلاً مصوّراً لمياه الأمطار وهي تجتاح منزلها كلياً، محمّلة الحكومة المسؤولية. كذلك نشر مدوّنون تسجيلات مصوّرة عن مستشفى الشعب في بغداد، وهو مستشفى جديد فُتح قبل أشهر قليلة، وقد غرقت بمياه الأمطار التي اجتاحت حتى ردهات المرضى.

وتوقّعت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي استمرار هطل الأمطار مع فرصة لحدوث عواصف رعدية. وذكرت في بيان، اليوم الأحد، أنّ طقس غدٍ الاثنين سيكون "غائماً جزئياً إلى غائم مع تساقط أمطار خفيفة الشدّة في أماكن متفرّقة من المنطقتَين الوسطى والشمالية مع فرصة لحدوث عواصف رعدية أحياناً".

أضافت الهيئة أنّ "يوم الثلاثاء (المقبل) سيكون الطقس على العموم غائماً جزئياً إلى غائم، يتحوّل تدريجياً إلى صحو ليلاً مع تساقط أمطار خفيفة في المنطقتَين الشمالية والجنوبية"، مشيرة إلى أنّ "طقس يوم الأربعاء سيكون صحواً في كلّ مناطق البلاد ودرجات الحرارة على العموم ترتفع قليلاً".

في سياق متصل، دعت مديرية المرور العامة، اليوم الأحد، المواطنين إلى الحذر في ظلّ الأجواء الماطرة. أضافت المديرية، في بيان، أنّه "يتوجّب الالتزام العالي بقواعد السير الآمن تجنّباً لوقوع الحوادث المرورية، ولا سيّما في الطرقات الداخلية والخارجية"، مشدّدةً على "سائقي المركبات القيادة بحذر وانتباه ووضع مسافة أمان كافية بين المركبات لتجنّب التوقّف المفاجئ، وكذلك الابتعاد عن القيادة بسرعة مع التأكّد من شروط السلامة والأمان في المركبة".

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003 تواجه اتّهامات كبيرة بإهمال ملفّ الخدمات، وعدم تطوير شبكات الصرف الصحي في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية، الأمر الذي يسبّب غرق الشوارع مع كلّ موجة أمطار مهما كانت حدّتها وكميات السيول الناجمة عنها.

المساهمون