الأمراض تتربص بقاطني المخيمات شمالي سورية بسبب المياه

الأمراض تتربص بقاطني المخيمات شمالي سورية بسبب المياه

31 ديسمبر 2022
تنتشر الأمراض الجلدية والمعوية بسبب المياه الملوثة (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

يُعاني سكان العديد من المخيمات شمالي محافظة إدلب شمال غربي سورية، من شحّ المياه، الأمر الذي سبب انتشار أمراض جلدية منها الجرب، بالإضافة إلى أمراض الجهاز الهضمي، جراء المياه غير النظيفة التي يحصلون عليها عن طريق الصهاريج.

إبراهيم الدرويش نازح بمخيمات دير حسان، تحدث لـ"العربي الجديد" عن معاناته مع الأمراض الجلدية والمياه قائلاً: "أنا أب لثلاثة أطفال ونعاني من الأمراض الجلدية وتلك الناتجة عن المياه التي تمدنا بها المنظمات. تعبأ المياه في صهاريج وكميات الكلور واضحة جداً بها، يقولون إنها صالحة للشرب لكننا لا نعلم حقيقة ذلك، إذ تصلنا بواسطة الصهاريج ويضعون الكلور فيها مباشرة، كما أنّ الخراطيم تكون غير نظيفة، ما يهدد الصحة بشكل مباشر".

وأضاف "تنتشر الأمراض عند الأطفال والتهابات الأمعاء والمسالك البولية، وهذا بسبب المياه، وهذه معاناة إضافية لنا. نناشد الجهات المعنية أن تراقب المياه وتحرص على جودتها".

وإلى جانب الأمراض المعوية، يوضح خليل الناصر (55 عاماً) الذي يقيم في مخيم نسائم الخير بريف إدلب الشمالي، أنّ أفراد عائلته الخمسة مصابون بالجرب بسبب قلة المياه في المخيم، وليست لديهم أيضاً مواد تدفئة وخيمتهم بالية، وذكر خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنه بعد مراجعة إحدى النقاط الطبية التي تبعد عن المخيم كيلومترين وصف الطبيب أدوية لهم، وأبلغهم بضرورة الاستحمام بشكل يومي وذلك لعلاج الجرب.

ولفت إلى أنه نتيجة قلة المياه وعدم وجود مواد تدفئة لا يمكنهم الاستحمام يومياً، كونه يتطلب تسخين المياه فيما المياه غير متوفرة، فضلاً عن عدم وجود مواد تدفئة لتسخين المياه بحال وجدت.

وبخصوص مرض الجرب وانتشاره في العديد من المخيمات، أوضح الطبيب محمد عجاج، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ مرض الجرب معدٍ ويتطلب الاهتمام بشكل مكثف بالنظافة الشخصية لتجنب انتقال العدوى، مبيّناً أنّ الوقاية ضرورية جداً، ويجب تخصيص أدوات شخصية للمريض ومنعه من استخدام أدوات الآخرين أو العكس، لافتاً إلى أنّ هناك أدوية تستخدم لعلاجه عبر دهن الجسم بشكل كامل للكبار والصغار، بالإضافة إلى تناول مضادات الحكة، مشدداً على أنّ الاستحمام اليومي ضرورة ملحة.

أما بخصوص المياه ونقلها بواسطة الصهاريج وكميات الكلور التي يلاحظ السكان وجودها، فقد أكد المهندس البيئي محمد الإسماعيل لـ"العربي الجديد" أنّ الكميات يجب أن تكون مدروسة، وفي حال كانت الرائحة قوية تكون كمية الكلور المضافة للمياه كبيرة وغير خاضعة لشروط مضبوطة، موضحاً أنها قد تتسبب بقتل البكتيريا النافعة في الأمعاء، فضلاً عن تسببها بالتهابات في الجهاز الهضمي، وقد يتطور الأمر إلى سرطان في القولون.

وفي تقرير سابق له، أوضح فريق "منسقو استجابة سورية" أنّ نحو 590 مخيماً شمال غربي سورية تعاني الحرمان من المياه النظيفة والمعقمة، منها 42% تعاني انعدام المياه منذ أكثر من 5 سنوات، و37% انعدمت فيها المياه منذ سنتين، أما 21% من إجمالي المخيمات المذكورة فتعاني منذ 6 أشهر من أزمة مياه.

المساهمون