الأمراض الجلدية تنتشر في مخيمات الشمال السوري

الأمراض الجلدية تنتشر في مخيمات الشمال السوري

01 يونيو 2022
ظروف عيش هؤلاء الصغار تهدّدهم بأمراض جلدية وبغير ذلك (محمد عبد الله/ الأناضول)
+ الخط -

تشهد مخيّمات النازحين الواقعة شمال غربي سورية والتي تتوزّع في أرياف محافظتَي إدلب وحلب ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين بأمراض جلدية، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانتشار مكبّات النفايات وحفر الصرف الصحي بين المخيمات بالإضافة إلى استخدام مياه غير نظيفة.

ويوضح طبيب الأمراض الجلدية في محافظة إدلب أحمد دعدوش لـ"العربي الجديد" أنّ "ثمّة انتشاراً للأمراض الجلدية في مناطق الازدحام السكاني، خصوصاً في المخيمات وتجمعات النزوح"، مشيراً إلى أنّ "أبرز الأمراض التي تمّ رصدها هي الجرب والفطريات واللشمانيا، بالإضافة إلى القمل، وذلك بسبب قلّة النظافة وكثرة النفايات". يضيف دعدوش أنّه لا تتوفّر أرقام دقيقة لتلك الأمراض التي تتوزّع في مناطق عديدة بمحافظتَي إدلب وحلب، لافتاً إلى أنّ "غلاء أسعار الأدوية وعدم توفّرها أرهق عائلات نازحة كثيرة".

كذلك يلفت دعدوش إلى إصابات متزايدة بجدري الماء الذي يمثّل الطفح الجلدي أحد أعراضه من دون أن يكون جلدياً بحدّ ذاته، فهو مرض فيروسي إنّما يختلف عن جدري القرود الذي يقلق العالم راهناً.

من جهته، يقول مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاّج لـ"العربي الجديد": "لقد شهدنا عودة لمرض جدري الماء بين سكان المخيمات بعد فترة طويلة"، مؤكداً أنّه "غير خطر ولا تطول فترة الشفاء منه إذا اهتمّ المريض بالنظافة". ويشرح أنّ المرض يتسبّب فيه فيروس سريع الانتقال يصيب بحمّى حادة وطفح جلدي، فتظهر بثور حمراء على الوجه والصدر والظهر خصوصاً، وقد تنتشر كذلك على باقي أجزاء الجسم، ومن أعراضه كذلك الإعياء وفقدان الشهية والشعور بالإرهاق وخسارة الوزن.

ويشير حلّاج إلى أنّ "الفريق سجّل في مخيمات إدلب نحو 400 إصابة بأمراض جلدية"، توزّعت بمعظمها ما بين الجرب واللشمانيا والقمل والطفح الجلدي.

وكان الفريق قد حذّر، أمس الثلاثاء، من انتشار الأمراض الجلدية في المخيّمات بسبب البيئة غير السليمة صحياً، موضحاً في بيان أنّ معدّل الإصابات يُصنَّف منخفضاً، لكنّه أبدى تخوّفه من ارتفاعه. وطالب المنظمات الصحية العاملة في المنطقة بالعمل على رصد الأمراض الجلدية في كلّ المخيمات، وتأمين المستلزمات الضرورية ذات الصلة، بالإضافة إلى عزل المرضى وتأمين العلاج اللازم لهم. وشدّد على ضرورة توفير المياه النظيفة وتقديم مستلزمات النظافة للنازحين والعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحي المكشوفة في مخيّمات الشمال السوري.

ويبلغ عدد مخيّمات النازحين في شمال غربي سورية 1489 مخيّماً، يسكنها نحو مليون ونصف مليون نازح، من بينها 452 مخيماً عشوائياً. وقد بلغ عدد المخيّمات المحرومة من المياه النظيفة والمعقّمة 590 مخيماً، بحسب بيانات فريق "منسقو استجابة سورية".

وفي تقرير له في مايو/ أيار المنصرم، حذّر الفريق من احتمالية إصابة سكان المخيّمات بالأمراض الجلدية نتيجة استخدام المياه الملوّثة وانعدام خدمات الصرف الصحي، وقد أشار حينها إلى أنّ 78 في المئة من المخيّمات تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي، وأنّ ثمّة دورة مياه واحدة لكلّ 65 فرداً في مخيّمات عديدة.

المساهمون