الأسير كايد الفسفوس يواجه الاعتقال الإداري

الأسير كايد الفسفوس يواجه الاعتقال الإداري

03 أكتوبر 2021
والدة الأسير كايد الفسفوس وحفيدتها (العربي الجديد)
+ الخط -

بينما يواصل الأسير الفلسطيني كايد الفسفوس (32 عاماً) المتحدر من بلدة دورا جنوب الضفة الغربية كفاحه بسلاح الإضراب عن الطعام الذي يواصل تنفيذه منذ أكثر من شهرين من أجل إنهاء اعتقاله الإداري الثالث، تكافح طفلته جوان ووالدته فوزية، وهي أم لأربعة أسرى آخرين لمواجهة هذا الاعتقال.
وتحتضن الوالدة حفيدتها جوان، وتتشاركان في حمل صورة كايد في كل مناسبة واعتصام، سواء أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، أو أمام مقر مجلس الوزراء الفلسطيني، وتطالبان بالاطمئنان على حياته وصحته أولاً، وإطلاق سراحه لاحقاً.
تريد الأم فوزية بالدرجة الأولى أن ينفك قيد أسر نجلها كي تحتضنه وتعانقه، في وقت تترقب مصير أشقائه الذين لا يزالون قيد الاعتقال الإداري الذي فرض عليهم قبل سنوات، ويُجدد كلما انتهت مدته. وما يؤلم والدة كايد أن حفيدتها جوان البالغة ثمانية أعوام تواصل طرح السؤال عن موعد إطلاق سراح والدها، وإذا كان الاحتلال الإسرائيلي سيسمح لهما بزيارته. وهي لا تجد إلا كلمات قليلة من أجل طمأنة حفيدتها بأن والدها سيغادر السجن قريباً، كونها لا تملك أي وسيلة أخرى، في حين تعبر عن قلقها وخوفها بدموع تنهمر بصمت، وباحتضان حفيدتها التي تستمر في الانتظار الذي طال أمده.

بين اعتقال وآخر أمضت فوزية منذ عام 2000 أكثر من عشرين عاماً تنتظر لحظة اجتماعها بأبنائها جميعهم، من دون أن تشكل الزنزانات حواجز بينها وبينهم. سنوات طويلة ذهبت من عمرها ومن أعمار أبنائها الأسرى الذين تنقلوا بين السجون تنفيذا لأحكام متوالية في حقهم، لدرجة أنه ما أن يطلق سراح أحدهم حتى يكون الأسر في انتظار آخر.
أربعة من أشقاء الأسير كايد هم أسرى بدورهم اليوم، فيما تحرر شقيقان من الأسر أيضاً بعدما أمضيا سنوات في السجون. ولم يجتمع الأشقاء جميعهم على طاولة واحدة منذ سنوات طويلة بسبب الاعتقالات المتوالية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حقهم، بحسب ما يبلغ شقيق كايد الأسير المحرر خالد الفسفوس "العربي الجديد". ويقول: "لم يجتمع شمل عائلتنا منذ سنوات، بسبب مواجهتنا مصير الأسر في سجون الاحتلال. شخصياً، أمضيت 9 سنوات في الأسر، وكذلك شقيقي أمين. أما محمود فينفذ حكم سجنه لمدة 13 عاماً، في حين يخضع حسن لقرار قضائي بسجنه 12 عاماً، وأكرم 6 سنوات، وحافظ 6 سنوات في الأسر. ونحن ننتمي جميعاً إلى حركة فتح".

الصورة
تريد أن تحتضن والدها (العربي الجديد)
تريد أن تحتضن والدها (العربي الجديد)

تعيش والدة الأسير كايد في قلق ووحدة يواكبهما خوف حقيقي على حياة نجلها الذي فقد عشرات الكيلوغرامات من وزنه خلال فترة إضرابه المفتوح عن الطعام للمطالبة بحريته من أسوأ اعتقال يمكن أن يعيشه أسير، في حين لا تلوح بارقة أمل في الأفق بإمكان انتهاء الكابوس الذي يجثم على صدور الأم والأبناء.
وتترجم هذه الحال في الأيام التي تمضيها الأم في البكاء وذرف الدموع بحرارة، من دون أن يمنعها ذلك من التمسك بخيط أمل اجتماع شملها مع أبنائها جميعهم على مائدة واحدة، والتي تتشارك فيها مع ابنها خالد وأشقائه الأسرى.
وتتذكر والدة كايد رحلة العناء والعذاب التي تنقلت فيها من سجن إلى آخر، وتكرر الحديث الممزوج بمشاعر الخوف على كايد وأشقائه الذين فرقتهم السجون ومنعتهم من الاجتماع إلا مرة واحدة قبل 14 عاماً، قبل أن يفرقهم الاحتلال مجدداً.
وما يزيد قلق الأم والعائلة على كايد الذي يعمل محاسباً في بلدية دورا، وهو بطل في رياضة كمال الأجسام لم تتح له فرصة مناسبة للمشاركة في مسابقات محلية أو دولية بسبب اعتقاله المتكرر، أن مدة إضرابه طالت في ظل استمرارها منذ أكثر من شهرين، ما جعل صحته تتدهور داخل عيادة "سجن الرملة".

الصورة
تطالب بفك أسر والدها (العربي الجديد)
تطالب بفك أسر والدها (العربي الجديد)

ويقول شقيقه خالد: "كانت أمي تزورنا جميعاً في الأسبوع نفسه. وهذا ما حصل حين كنا أسرى في عدة سجون عام 2008. وهي تواصل حالياً زيارة باقي إخوتي الأسرى كايد ومحمود وأكرم وحافظ". ويأمل خالد في أن تثمر حملة التضامن مع شقيقه كايد إلى الإفراج عنه، وهي أمنية تراود والدته وطفلته اللتين تصليان يومياً لتحريره مع باقي أشقائه كي يلتئم شمل العائلة مجدداً وتلتقي الأم مع أبنائها، ويعود كايد إلى طفلته جوان.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقل كايد ثلاث مرات، أولاها عام 2008 حين حكم عليه بالسجن 3 سنوات، والثانية إدارياً عام 2017 حين أضرب عن الطعام قبل أن يفرج عنه بعد اعتقاله 15 شهراً. أما الاعتقال الثالث فحصل في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2020.
وإلى جانب الأسير كايد يواصل ستة أسرى آخرون إضرابهم عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري هم: مقداد القواسمة، علاء الأعرج، هشام أبو هواش، رايق بشارات، شادي أبو عكر، حسن شوكة.

من جهته، يشير نادي "الأسير الفلسطيني" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمضي في تعنته ورفضه الاستجابة لطلب الأسرى المضربين إنهاء اعتقالهم الإداري، ويتعمد إيصالهم إلى مرحلة صحية حرجة تتسبب لهم في مشاكل صحية مزمنة يصعب معالجتها لاحقاً.

المساهمون