الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد يواجه وضعاً صحياً مقلقاً

الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان يواجه وضعاً صحياً مقلقاً

06 ديسمبر 2021
شُخّص لدى أبو حميد سرطان رئوي في الشهر الماضي (فيسبوك)
+ الخط -

 

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بأنّ الأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان يواجه وضعاً صحياً مقلقاً في سجون الاحتلال، والسلطات الإسرائيلية تحتجزه حالياً في قسم الجراحة بمستشفى "برزلاي" الإسرائيلي.

وأوضح محامي الهيئة كريم عجوة، في بيان صادر اليوم الإثنين، أنّ تدهوراً طرأ على الحالة الصحية للأسير أبو حميد يوم الخميس الماضي في معتقل "عسقلان"، وبدأ يشكو من أوجاع حادة في الجهة اليسرى من صدره وصعوبة في التنفّس، فنُقل على أثرها إلى مستشفى "برزلاي". أضاف عجوة: "تبيّن بعد إجراء الأسير أبو حميد الفحوصات الطبية معاناته من تجمّع غير طبيعي للهواء في المنطقة اليسرى لصدره، أو ما يسمى بالاسترواح الصدري، وقد أُجريت له عملية لتصريف الهواء وذلك بإحداث ثقب في الجهة اليسرى من صدره ووُضع أنبوب لتفريغ السوائل وإخراج الهواء".

حدث ذلك الإجراء الطبي يوم السبت الماضي، بحسب ما نُقل عن أبو حميد، لكنّه أُصيب بأوجاع مفاجئة بعد ذلك، ليتبيّن أنّ الأنبوب زُرع بطريقة خاطئة، وهذا ما سبّب له آلاماً كبيرة. أضاف أبو حميد أنّ أطباء الاحتلال في داخل المستشفى يزوّدونه حالياً بمسكّنات ومسيل للدم عبر الوريد، لكنّه ما زال في وضع صحي سيّئ. وعلى الرغم من صعوبة حالته وأوجاعه، فإنّ سلطات الاحتلال تتعمّد تقييد يدَيه بسرير المستشفى.

يُذكر أنّ الأسير أبو حميد شُخّص بإصابة بورم سرطاني رئوي في الشهر الماضي، وقد خضع إلى عملية وأزيلت 10 سنتيمترات من محيط الورم، قبل أن يُعاد إلى "عسقلان" قبل تماثله للشفاء. ومن المقرّر أن يخضع إلى 12 جلسة علاج كيميائي، لكنّ إدارة السجون تماطل حتى اللحظة في تحويله إلى الجلسات، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم وضعه الصحي.

والأسير ناصر أبو حميد يبلغ من العمر 49 عاماً وهو من مخيّم الأمعري بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وهو معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن سبعة مؤبدات و50 عاماً. وهو واحد من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات، فيما استشهد أحد إخوته. وكان منزل العائلة قد تعرّض إلى الهدم مرّات عدّة على يد قوات الاحتلال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات عدّة.

من جهة أخرى، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بأنّ إدارة معتقل "النقب" تستهدف الأسرى المرضى والجرحى بشكل مقصود ومبرمج، من خلال تجاهل أوضاعهم الصحية وعدم التعامل معها بشكل جدي وجعل الأمراض تتفشّى في أجسادهم وتعريض حياتهم إلى الخطر.

ووثّقت الهيئة من خلال محاميها أبرز الحالات المرضية في معتقل "النقب"، من بينها حالة الأسير خالد ضراغمة. وضراغمة البالغ من العمر 43 عاماً من طوباس في الضفة الغربية، محكوم بالسجن 21 عاماً، ويعاني من فقدان تدريجي في البصر. وعلى الرغم من خضوعه إلى فحوصات طبية، فإنّ أيّ علاج طبي لم يُقدَّم له للحدّ من تدهور حالته، علماً أنّه في حاجة ماسة إلى إجراءات طبية مستمرة للحدّ من تفاقم حالته.

حالة الأسير علي الحروب البالغ من العمر 48 عاماً من بين الحالات التي تناولتها الهيئة. هو من بلدة دورا في الخليل بالضفة الغربية، ويُعَدّ وضعه الصحي في الآونة الأخيرة مقلقاً، فهو يعاني من آلام في الظهر والصدر، خصوصاً بعد خضوعه إلى عملية استئصال ورم سرطاني بالإضافة الى بعض غدد ليمفاوية تحت الإبط الأيسر. والحروب محكوم بالسجن لمدّة 25 عاماً، وهو متزوّج وله سبعة أبناء، ويشكو كذلك من انسداد في الشرايين، ويشعر بخدر دائم في ذراعه اليسرى، فيما يتناول أدوية مختلفة خاصة بالدهون وارتفاع ضغط الدم وأخرى مسيلة للدم، وهو في حاجة إلى الحصول على علاج يُناسب وضعه.

أمّا الأسير عبد الكريم الريماوي البالغ من العمر 45 عاماً، وهو من بلدة بيت ريما شمال غربي رام الله، فقد أصيب سابقاً برصاص حيّ (دمدم) في قدمه اليمنى وخاصرته وبطنه. وهو قابع في معتقل "النقب" ومحكوم بالسجن لمدّة 24 عاماً، وما زال يعاني من آلام في قدمه. وقد تبيّن بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة له أنّ ثمّة شظايا متناثرة ومنتشرة في كلّ أنحاء جسده، لكنّ الطبيب أفاده بأنّه من غير الممكن إجراء عملية له بسبب المضاعفات التي قد تؤثّر عليه سلباً. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الريماوي من أوجاع في أسنانه.

على صعيد آخر، يواصل الأسير هشام أبو هواش البالغ من العمر 40 عاماً، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 112 على التوالي، رفضاً لاعتقاله الإداري، على الرغم من خطورة وضعه الصحي ودخوله مرحلة حرجة. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان، إنّه من المقرّر أن تُعقد جلسة لأبو هواش هذا اليوم في محكمة الاحتلال العليا، للنظر في الالتماس المقدّم بشأن قضية اعتقاله الإداري.

وأوضحت الهيئة أنّ أبو هواش يقبع في معتقل "عيادة الرملة" في وضع صحي صعب جداً، إذ يعاني من آلام في كلّ أنحاء جسده، الأمر الذي يمنعه من النوم، فيما يفقد توازنه ويتنقّل على كرسي متحرك. كذلك هو يعاني من تقيؤ مستمر وقد فقد كثيراً من وزنه. أضافت أنّه على الرغم من خطورة وضعه الصحي، فإنّ سلطات الاحتلال تُصرّ على احتجازه في داخل العيادة، من دون أن تنقله إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية لمتابعة وضعه. يُذكر أنّ الأسير أبو هواش البالغ من العمر 40 عاماً، هو من دورا ومعتقل منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2020. وفور اعتقاله، صدر في حقّه أمر اعتقال إداري لمدّة ستّة أشهر، وجُدّد مرّات عدّة. وهو متزوّج وأب لخمسة أطفال، وهو أسير سابق اعتقل مرّات عدّة.

وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، ودعت المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية منها إلى الضغط على حكومة الاحتلال لوقف تعسّفها في استخدام سياسة الاعتقال الإداري في حقّ الأسرى الفلسطينيين، وتلبية المطالب العادلة لهم، ووقف انتهاكاتها المنظمة لقواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف.

المساهمون