الأردن: قصة ميس تعيد قضايا التحرش الجنسي للواجهة مجدداً

الأردن: قصة ميس تعيد قضايا التحرش الجنسي للواجهة مجدداً

09 يونيو 2021
دعوات لتوفير الحماية الكافية للفتيات والنساء من التحرش والعنف (Getty)
+ الخط -

أعادت قصة الفتاة الأردنية ميس الربيع قضية التحرش الجنسي في البلاد إلى واجهة النقاش مجدداً، بعد فيديو تحدثت فيه عن معاناتها وتعرضها للتحرش والتعذيب الجسدي من قبل عائلتها.

وتداول  نشطاء، أمس الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (هاشتاغ) #ميس_في_خطر، إذ قالت ميس، وهي من محافظة جرش، شمالي البلاد، إنها تعرّضت للعنف الأسري والتحرش الجنسي من قبل شقيقها، إلا أنه تم الإفراج عنه بحكم أنه مُتزوج.

وفي التفاصيل، قالت ميس "الأمر بدأ بالتحرش منذ الصغر واستمر لدرجة أكبر من العنف الجسدي من قبل جميع أطراف عائلتي، ولأنني أجبرت على تغيير أقوالي، تمت محاكمتي بتهمة شهادة الزور من قبل المحكمة، من بعدها تم نقلي إلى خارج الأردن لمدة 8 أشهر".

وأضافت: "قدّمت عائلتي تقريراً طبياً من المستشفى يؤكد أنني بحالة صحية سيئة، وبعدها تم عرضي على مستشفى الأمراض العقلية، ولكن النتيجة كانت عكس ما أرادت عائلتي"، مشيرة إلى أنها أقامت في دار الحماية لمدة 9 أيام تقريباً قبل أن يتم إخراجها بكفالة من عمتها بحكم أنهم وجدوا لها شخصاً يتزوجها، إلا أنّ الأمر كان مجرد لعبة وتم نقلها إلى المستشفى مجدداً لأخذ تقرير جديد حول حالتها النفسية. 

ولفتت إلى أنها أطاعت عائلتها لتجنب الضرب، مطالبة "بإنقاذ حياتي ودراستي والابتعاد عن عائلتي لأنهم سببوا لي أذى كبيراً". 

بدورها، أوضحت إدارة حماية الأسرة التابعة للأمن العام أنّ الفتاة التي ظهرت في فيديو، جرى تداوله أمس الثلاثاء، بحالة جيدة وهي موجودة لدى حماية الأسرة.

وأوضح ‏الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي، في بيان، أنّ ‏الفتاة يوجد لديها ملف دراسة اجتماعية لدى إدارة حماية الأسرة وتتم متابعة حالتها باستمرار، موضحاً أنّ آخر دراسة لمنزلها لمتابعة حالتها الاجتماعية حصلت قبل أيام.

وأكد أنه جرى اصطحاب الفتاة لقسم حماية الأسرة في محافظة جرش، أمس الثلاثاء، وكانت بحالة جيدة ولا توجد عليها أي علامات تدّل على تعرضها للعنف، مبيّناً أنّ فريقاً من حماية الأسرة والتنمية الاجتماعية "يقوم بمتابعة الحالة الاجتماعية للفتاة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وبما يضمن عدم تعرضها لأي شكل من أشكال العنف أو التهديد مستقبلاً".

بدورها، طالبت جمعية "معهد تضامن النساء" الأردني، في بيان، اليوم الأربعاء، بإيجاد "حلول عملية واقعية من خلال إنشاء نظام مبكر شامل لظاهرة التحرش الجنسي والجرائم الجنسية الأخرى الأشد خطورة لمواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية". 

وقالت الجمعية، في بيانها، إنّ المعلومات والأرقام المتوفرة حول التحرش الجنسي "ضعيفة ومتواضعة لأسباب متعددة، ومن أهمها ضعف التوعية القانونية للضحايا المحتملين من الجنسين، وتردد الضحايا في الإبلاغ وتقديم الشكاوى خوفاً على السمعة، والإجراءات القضائية الطويلة والتي تتطلب حضور الضحايا وتكرار الأقوال أمام جهات قانونية وأمنية، إضافة إلى التسامح المجتمعي مع مرتكبي التحرش الجنسي بشكل خاص". 

وأظهرت دراسة "ظاهرة التحرش في الأردن 2017"، والصادرة عن اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، أنّ 14% من أفراد عينة الدراسة تعرضوا لواحد أو أكثر من سلوكيات التحرش الإيمائي في المنزل، و15.5% تعرضوا للتحرش اللفظي، و11.4% تعرضوا للتحرش الجسدي، و12.3% تعرضوا للتحرش النفسي، و20% تعرضوا للتحرش الإلكتروني. 

ووفق الدراسة، فإنّ أكثر الأفراد ارتكاباً للتحرش الجنسي في المنزل هم الأقارب الآخرون (11.8%)، وتلاهم أولاد العم/ أولاد الخال (11.1%)، وأصدقاء العائلة (8%)، وحراس العمارات (7.4%)، والآباء (6.9%)، والعم/ الخال (5.7%)، والإخوة (5.5%)، والجد (4.1%)، فيما كانت الأم الأقل تحرشاً وبنسبة 1.8%. 

وأكد أفراد العينة أنّ التحرش في المنزل كان يحصل في جميع الأوقات (36.8%)، إلا أنّ أكثر عمليات التحرش كانت تحصل في أوقات بين الساعة 6 و10 مساءً (20.3%)، ويمارس التحرش في كل أيام الأسبوع (45.9%)، إلا أن أعلاها كان في أيام العطل (18.9%)، وفي كل فصول السنة (61.8%)، غير أنّ فصل الصيف هو الأكثر (20.4%).

 كما أظهرت نتائج الدراسة أنّ 31.8% من أفراد العينة الذين تم التحرش بهم في المنزل لأول مرة التزموا الصمت، فيما انخفضت نسبة من التزموا بالصمت إلى 20.6% في حال التكرار، ولم تتجاوز نسبة الذين تقدّموا بشكاوى إلى إدارة حماية الأسرة 2.1% عند التحرش بهم لأول مرة، وارتفعت النسبة قليلاً (3.4%) في حال التكرار.

هذا، وأكدت دراسة أخرى حملت عنوان "ظاهرة التحرش وأسباب إنكارها – المواقف والإتجاهات"، الصادرة عن "مركز القدس للدراسات"، على أنّ التعبير عن حالة الإنكار لظاهرة التحرش الجنسي التي تسود في المجتمع، يتم بطرق ووسائل متعددة، ومن بينها التبرير وخلق الأعذار، حيث إنّ 66% من أفراد العينة يعتقدون أنّ التحرش يحصل نتيجة لعدم سيطرة الرجال على حاجاتهم الجنسية، ولوم الضحية، و68% من أفراد العينة يعتقدون أنه في بعض الأحيان تكون المرأة هي السبب في قيام الرجل بالتحرش رغم أنه لا يريد ذلك فعلاً.

المساهمون