الأردن: خوف من تفشي موجة ثالثة لكورونا

الأردن: خوف من تفشي موجة ثالثة لكورونا

24 ابريل 2021
حصل على اللقاح مع بدء تطعيم كبار السن في الأردن (Getty)
+ الخط -

زاد ارتفاع نسبة الوفيات والإصابات بفيروس كورونا في الأردن، خلال الفترة الماضية، من قلق المواطنين. وتوفي نحو 8500 شخص، فيما أصيب نحو 700 ألف بالوباء في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 10،6 ملايين نسمة، في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية صعبة بالتوازي مع إجراءات الحظر القاسية.  
وتحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى صفحات نعي، في وقت بلغ عدد الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للفيروس نحو 430 ألفا، والجرعة الثانية 130 ألفاً، وهي نسبة قلية بالمقارنة مع الكثير من الدول. ويتخوّف الأردنيون من موجة ثالثة من فيروس كورونا، تزيد من نسبة الوفيات، وتُطيل فترة الإغلاق، على الرغم من الوعود الحكومية بصيف آمن. 
في هذا السياق، يقول أمين عام وزارة الصحة الأردنية بالوكالة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية، عادل البلبيسي، لـ "العربي الجديد"، إنّ احتمال مواجهة البلاد موجة ثالثة من الفيروس وارد جداً في ظل المتحورات، وتعرض غالبية دول العالم لموجة ثالثة من التفشي، لكن ما من جزم بتعرّض الأردن لها خلال الفترة المقبلة. يضيف أن استعدادات الوزارة تتركّز على تلقيح أكبر عدد ممكن من الناس وإقناع الجميع بالإقبال على تلقي اللقاح، وتجهيز المستشفيات في حال تفشي الموجة الثالثة. ويوضح أن المناعة المجتمعية تحصل عندما يتمتع 70 إلى 80 في المائة من السكان بالمناعة، إما من خلال التلقيح أو الإصابة بالمرض، أي حاصل أعداد المصابين مضافا إليه أعداد متلقي اللقاح. 
وفي ما يتعلّق بأعداد الوفيات العالية، يقول البلبيسي إنّ نسبة الوفيات عادية. أما نسبة الذين دخلوا المستشفيات فهي مرتفعة نسبياً، عازياً السبب إلى وصول الكثير من الحالات إلى المستشفيات في مراحل متأخرة، داعياً كل من يشعر بأعراض المرض إلى مراجعة المستشفى قبل أن تصبح حالته أكثر خطورة. ويرى أنّ أعداد الإصابات مقبولة بعد مرور المملكة بموجتين من فيروس كورونا خلال الفترة الماضية.  

قضايا وناس
التحديثات الحية

بدوره، يقول عضو لجنة الأوبئة الوطنية بسام حجاوي، لـ "العربي الجديد": "نحن في موجة تكثر فيها الإصابات والوفيات. وبعدها تعود الأمور إلى الاستقرار"، معتبراً أنه كلّما ارتفعت أعداد الإصابات، ارتفعت أعداد الوفيات. يضيف: "في بعض الأحيان، تنخفض أعداد الإصابات بشكل سريع، فيما يستغرق انخفاض أعداد الوفيات أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع"، مشيراً إلى أن من الطبيعي أن ترتفع أعداد الإصابات في حال تفشي موجة ثالثة من الوباء، مذكرا بأن أرقام الوفيات والإصابات مقبولة من الناحية العلمية.  
ويوضح حجاوي أنه في حال احتُسبت الوفيات قياساً بالإصابات، فإنّ الأرقام تأتي قريبة من المعدّل العالمي، لافتاً إلى أن بعض الدول لا تُحصي سوى الإصابات الشديدة، معتبراً أن أعداد الوفيات كانت عالية نسبياً بالمقارنة مع أعداد المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات. وفي ما يتعلق بحديث الحكومة عن صيف آمن، يقول إن أرقام الموجة الأخيرة باتت مستقرة، مضيفاً أن هناك رهانا على التزام الناس بالكمامة والتباعد الاجتماعي، والأهم زيادة نسبة اللقاحات، محذراً في الوقت نفسه من فتح مختلف قطاعات البلاد بشكل عشوائي.  
يتابع حجاوي أنّ المُصاب تتشكّل لديه مناعة طبيعية من 4 إلى 5 أشهر، مضيفاً أن الأولوية هي لكبار السن والكوادر الطبية لتلقي اللقاح، لافتاً إلى أن هناك شح في اللقاحات على مستوى العالم.

قبل حصوله على اللقاح (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
قبل حصوله على اللقاح (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)

من جهته، يقول الأستاذ المشارك في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا، والخبير في علم الأمراض المنقولة، محمد عبد الحميد القضاة، لـ "العربي الجديد": "هناك دول انخفضت فيها حالات الإصابة بسبب حملات التلقيح الواسعة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. وفي الوقت نفسه، تشهد دول أخرى ارتفاعاً في أعداد الإصابات والوفيات بسبب تفشي موجة جديدة". ويرى أن الأردن يحتل موقعاً وسطياً لناحية أعداد الوفيات والإصابات، مشيراً إلى انخفاض أعداد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية يرتبط بالتزام الناس بإجراءات الوقاية، واللقاحات، وتشكل مناعة لدى المتعافين، معتبراً أن اللقاح هو السلاح الأهم لمواجهة أي موجة جديدة. يضيف: "إذا أحسنا التصرف خلال الفترة الحالية، لن نواجه موجة خطيرة. وعلى الحكومة أن تسارع بتوفير اللقاحات". 
وفي ما يتعلّق بأعداد الوفيات، يرى القضاة أنّ أية إصابة بكورونا تعدّ مشكلة كبيرة. في البداية، كان هناك طموح بعدم تسجيل أية إصابات على الاطلاق، لافتاً إلى أن الأردن كان شفافاً بالكشف عن الأرقام المتعلقة بالوفيات والإصابات، علماً أن العديد من الدول لم تكن تعلن عن الأرقام الحقيقية. ويقول إنّ الأرقام توحي بأن أعداد الإصابات أعلى بكثير، مضيفاً أنه لا يوجد أية منظومة صحية قادرة على تشخيص كل الحالات. وعادة، نقدّر عمليات التشخيص من 1 إلى 5 أو 1 إلى 6، وهذا يعني تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين إصابة بين الأردنيين، لافتاً إلى أن الكثير من المصابين الذين لا تظهر عليهم الأعراض كانوا ينقلون العدوى بصمت، بسبب تنقلاتهم.  

يتابع: "أخفقنا بداية الجائحة عندما تم إعلان الحظر الشامل واللجوء إلى الحل الأسهل في وقت لم تكن لدينا أية مقومات لاكتشاف الفيروس، ولم نكن نتوقع أن يصل الوضع إلى ما وصل إليه، فاستنفدنا إيجابيات الحظر، والقدرات الاقتصادية، الأمر الذي منع اللجوء إلى حظر شامل خلال موجات التفشي في البلاد". ويلفت إلى أنه "لم تكن هناك توعية كافة حول خطر الإصابات، وتم التركيزعلى كيفة علاج الإصابات، والاستثمار بشكل أكبر في كيفية منع الإصابات من خلال الالتزام. يضيف: "الأمر الآخر هو عدم الحصول على اللقاحات الكافية"، علماً أن الطموح هو أن تكون أعداد اللقاحات المتوفرة أكبر بكثير، فهي السلاح الأهم لمواجهة الفيروس في المستقبل". 

المساهمون