الأردن: توجّس من ازدواجية المعايير الحكومية في مواجهة كورونا

الأردن: توجّس من ازدواجية المعايير الحكومية في مواجهة كورونا

02 نوفمبر 2021
انخفضت أعداد المقبلين على اللقاحات في الأردن (Getty)
+ الخط -

يشكو أردنيون الازدواجية في المعايير في ما يتعلق بالإجراءات الوقائية الخاصة بالحد من تفشي فيروس كورونا، كالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات وغير ذلك. ففي وقت لم تفرض مثل هذه الإجراءات في مهرجان جرش والحفلات الغنائية في البحر الميت والعقبة، حررت مخالفات بحق أصحاب محال تجارية وبعض المواطنين وآخرين.  
ويقول المواطن علي العبادي، لـ "العربي الجديد"، إن "الحكومة تكيل بمكيالين عند الحديث عن الالتزام بالإجراءات المتعلقة بمواجهة كورونا. على سبيل المثال، تسمح بإقامة حفلات لكبار الفنانين، كتامر حسني وعمرو دياب، وتقيم مهرجان جرش، فيما تمنع أي تجمع صغير لنقابيين أو أشخاص لديهم مطالب معينة، وما زالت تطبّق إجراءات مشددة في المساجد". 
ويرى أن عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والسماح بإقامة المهرجانات والحفلات والتجمعات الكبيرة ساهما في تغيير الوضع الوبائي، مشيراً إلى عدم الالتزام بارتداء الكمامات من قبل الأفراد في الشارع الأردني، عازياً السبب إلى انعدام ثقة المواطنين بالقرارات الحكومية وازدواجية المعايير في تطبيق الإجراءات. 
من جهتها، تقول أمل محمد، وهي موظفة، إن ارتفاع الإصابات مجدداً يرتبط بالتراخي في تطبيق إجراءات السلامة ومنع انتشار العدوى، مشيرة إلى أن سماح الحكومة بإقامة المهرجانات هو تشجيع للمواطنين على عدم الالتزام بوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي. 
تضيف أن الحكومة بقراراتها المتتالية حول إجبار المواطنين على استخدام التطبيقات، مثل سند وأمان، في مقابل الازدواجية في تطبيق الأوامر، تتسبّب بردود فعل عكسية لدى المواطنين. وتشير إلى أنه في الشارع اليوم، نادراً ما ترى مواطنين يضعون الكمامة ويلتزمون بالتباعد الجسدي، معتبرة أن هناك تبايناً بين التصريحات على شاشات التلفزة وفي وسائل الإعلام. والبعض يشعر أن الحكومة تحاول جباية المخالفات من قبل البعض، والهدف ليس السلامة العامة. 
وشهد اجتماع اللجنة النيابية المشتركة (لجنة التعليم والشباب ولجنة الصحة والبيئة)، في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، جلبة بعد مداخلة النائب سليمان أبو يحيى حول أداء الحكومة، داعياً وزيري الصحة فراس الهواري والتربية والتعليم وجيه عويس إلى الكشف عن الإنجازات التي شهدها القطاعان خلال المرحلة الماضية، معتبراً أن أزمة كورونا أظهرت مدى هشاشة العمل الحكومي والتخبط والتغيير المستمر في كيفية مواجهة الجائحة، مشيراً إلى السماح بإقامة الحفلات في وقت يتخوف المعنيون من الاستمرار في الدراسة وجاهياً. 

تعليم وجاهي في الأردن يضمن إجراءات الوقاية (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
تعليم وجاهي في الأردن يضمن إجراءات الوقاية (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)

ورداً على الانتقادات، قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة: "هذا الهجوم غير عادل ولا يستند إلى حقائق علمية، مضيفاً أنه يجرى تطبيق برتوكولات صحية مشددة لحضور المهرجانات والحفلات، تقوم على منع دخول الذين لا يثبتون حصولهم على اللقاحات المضادة للوباء، وأن أحداً لا يستطيع أن يطأ أرض المواقع المخصصة لذلك إلا إذا كان محصناً بالجرعتين أو أظهر فحصاً نتيجته سالبة، وهناك شروط لإقامة هذه الحفلات في أماكن مفتوحة". 
بدوره، يقول عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية بسام حجاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نسب الالتزام بالإجراءات الوقائية منخفضة بعض الشيء وليست كما يجب بشكل عام، لكنها مرتفعة في الأماكن التي بدأت تطبيق الإجراءات الصحية الإلزامية واعتماد تطبيق السند الأخضر".
ويدعو إلى تطبيق البروتوكول الطبي للوقاية من فيروس كورونا المعمول به بشكل صحيح في كل الأوقات والأماكن، معتبراً أن هناك خصوصية للأماكن المفتوحة مقارنة بالأماكن المغلقة. لكن هذا لا يعني عدم الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي.  يضيف أن لجنة الأوبئة تحذر وتخشى من أن يساهم التراخي بانتكاسة الوضع الوبائي، لأن بعض الأماكن تفتقد الالتزام بالإجراءات الوقائية، معتبراً أن ما يحدث في بعض الحفلات يحتاج إلى تنظيم بشكل أكبر، ومخالفة المنظمين ومحاسبتهم في حال التقصير.

ويوضح حجاوي أنه على الرغم من شرط وجود تطبيق "سند أخضر"، الذي يعد من ضمن شروط حضور المهرجانات والحفلات (يعني أن الفرد حصل على جرعتي اللقاح، أو على جرعة واحدة ولم يتخلف عن موعد الجرعة الثانية، أو لديه فحص سالب قبل 72 ساعة من دخوله المطار)، فإنه يجب الالتزام أيضاً بكافة الإجراءات الوقائية. يضيف أن "للجانب الصحي أهميته، لكن لا يمكن إغفال الجانب الاقتصادي وأهمية عودة دوران الحياة الاقتصادية، فهي أيضاً أمر مهم بالنسبة للمواطنين وتفاصيل حياتهم اليومية". 
يتابع حجاوي أن أرقام الوباء مستقرة على الرغم من الارتفاع  في أعداد الإصابات، لافتاً إلى أن اللجنة لا تنظر إلى مؤشر إيجابية الفحوصات فقط، بل إلى القدرة الاستيعابية للمستشفيات وعوامل أخرى. ويوضح أن إيجابية الفحوصات كانت عاملاً مهماً في تقييم خطورة الوضع مع بداية الوباء. لكن اليوم، المؤشر هو ارتفاع عدد الحاصلين على اللقاحات، واكتساب مقدمي الخدمات الصحية الخبرة في التعامل مع كورونا. ويشير إلى أن العدد الأكبر للوفيات اليوم هو بين من لم يتلقوا اللقاح والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، الأمر الذي لا يعتبر ذلك المؤشر المهم إلى خطورة الوباء على المستوى المحلي. 
يضيف أنّ عدد الأشخاص الذين يتلقون اللقاحات يومياً منخفض؛ ويصل إلى ما بين 20 ألفاً و30 ألف جرعة، بعدما كانت في وقت سابق تصل إلى 100 ألف جرعة في يوم واحد. وعن المدارس، يقول حجاوي إن عدد الطلاب الذين تلقوا اللقاح وصل إلى 130 ألفاً فقط من أصل مليونين، معتبراً أن ما يهم اللجنة تطبيق البروتوكول الصحي المعد مسبقاً. 

المساهمون