استمع إلى الملخص
- تعرضت طهران ومدن أخرى لهجمات بالصواريخ والمسيرات، مما أدى إلى تضرر المراكز الصحية وسقوط إصابات بين المدنيين، مع استمرار المستشفيات في تقديم الخدمات الطبية مجاناً للجرحى.
- استهدفت الهجمات الطواقم الطبية، مما أدى إلى استشهاد عدد من المسعفين والأطباء، واعتبرت الحكومة الإيرانية هذه الهجمات انتهاكاً للقانون الدولي وجريمة حرب.
أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، اليوم الثلاثاء، حالة الاستنفار في القطاع الطبي والتمريضي وألغت جميع الإجازات الممنوحة للأطباء والممرضين، داعية جميع الكوادر إلى ضرورة الوجود الدائم في أماكن عملهم لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين. ويأتي هذا في ظل إدخال الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات والمراكز الصحية وفرق الإغاثة إلى قائمة الأهداف على غرار ممارساته في قطاع غزة.
وفي السياق، أكد رئيس شؤون العلاج بوزارة الصحة الإيرانية سجاد رضوي، اليوم الثلاثاء، أنّ التنسيق مستمر بين قطاع العلاج والجامعات الطبية، مُشدداً على لزوم الجهوزية التامة للمراكز العلاجية لمواجهة الحوادث الجماعية والإصابات الجماعية، كما أعلن عن إلغاء كافة إجازات الأطباء والممرضين ومطالبتهم بالوجود الدائم في المراكز، إضافة إلى تأدية دورهم في تعزيز الروح المعنوية واستقرار الفرق العلاجية.
وأشار رضوي إلى اتخاذ جملة قرارات، منها قرار مجانية جميع الخدمات العلاجية للجرحى في المراكز الحكومية والخاصة، وقد أُبلغت كل الجهات ذات العلاقة بذلك. كما لفت رضوي إلى أهمية ضمان استمرار البنية التحتية الحيوية في المراكز العلاجية، معلناً عن تنسيق تام مع الجهات المختصة لضمان استمرار إمدادات الطاقة والمياه وعدم تعرّض المستشفيات لأي انقطاع في الكهرباء أو الغاز.
أما بشأن الإمدادات الطبية، فقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع هيئة الغذاء والدواء والإدارة العامة للتجهيزات الطبية لتأمين مخزون كاف ومستمر من المستلزمات والعقاقير الحيوية.
استهداف المراكز العلاجية
شهدت العاصمة طهران وعدد من المدن الإيرانية الأخرى خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الهجمات بالصواريخ والمسيرات استهدفت المستشفيات والمراكز الصحية، ما أدى إلى تضرر بعض هذه المراكز وسقوط إصابات بين المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء. وكانت جامعة العلوم الطبية في طهران قد أعلنت أول أمس عن سقوط طائرة مسيرة معادية تمت إصابتها على مستشفى الأطفال "حكيم" التابع للجامعة، مؤكدة أنه رغم الأضرار يستمر تقديم الخدمات الطبية في جميع المراكز التابعة لها. كما أن مستشفى فارابي في كرمانشاه تعرض لقصف مباشر ألحق أضراراً واسعة بعدة أقسام وأدى إلى إصابات بين المرضى والطواقم الطبية وإلى تحطم نوافذ وتجهيزات طبية بداخله.
استهداف الطواقم الطبية في إيران
لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات فحسب، بل استهدفت أيضاً الطواقم الطبية. فقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الإيراني، أمس، استهداف سيارة إسعاف في محافظة طهران بشكل مباشر من قبل الكيان الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مسعفين أثناء قيامهم بمهامهم الإنسانية.
كما أعلنت جامعة طهران للعلوم الطبية استشهاد الطبيبة مرضية عسگري، الأستاذة المساعدة في طب حديثي الولادة وعضوة الهيئة التدريسية بالجامعة والعاملة في مستشفى بهرامي، مع طفلتها البالغة من العمر ثلاث سنوات، بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي محل إقامتهما.
بدوره، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، بأن "استهداف المستشفيات والمناطق السكنية يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وجريمة حرب"، مشدداً على أن الكيان الصهيوني يتبنى سياسات مُمنهجة لاستهداف المدنيين، ومحذّراً من أن "التاريخ سيصدر حكماً قاسياً بحق الداعمين لهذا الكيان المتغطرس والإجرامي".
ضحايا من المدنيين والأطفال
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أمس الاثنين، أن الهجمات الأخيرة تسببت في استشهاد 45 امرأة وطفلاً، وإصابة 75 آخرين من المدنيين، مبينة أن "هذه الأرقام تفضح ادعاءات الكيان الصهيوني بعدم استهداف المدنيين"، ووصفت الهجوم على مستشفى فارابي في كرمانشاه بـ"الوحشي".