استمرار عمليات إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى سورية

18 فبراير 2025
الحاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية في سورية، 10 يناير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستمر عمليات إيصال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى سورية، حيث عبرت 112 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية ومستلزمات النظافة منذ بداية عام 2025، بدعم من منظمات دولية، مستهدفة محافظتي إدلب وشمال حلب.
- يعيش آلاف المدنيين في مخيمات النزوح في ظروف قاسية، معتمدين على المساعدات الإنسانية، ويواجهون تحديات كبيرة خاصة في فصل الشتاء، مما يجعل الحاجة لحلول دائمة أمراً ملحاً.
- رغم الجهود المبذولة، تفوق الاحتياجات المتاحة، مع نقص في المياه النظيفة والمواد الغذائية، مما يؤثر على صحة النازحين، خاصة الأطفال، مما يتطلب مزيداً من الدعم والتمويل.

تستمر عمليات إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى سورية على نطاق واسع، إذ عبرت 112 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات نظافة وغيرها منذ بداية عام 2025، وذلك بدعم من منظمات دولية منها الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، ويونيسف، والمنظمة الدولية للهجرة. وتستهدف هذه المساعدات بشكل رئيسي محافظتي إدلب وشمال حلب، وهما المنطقتان الأكثر تضرراً من النزاع في سورية والتي تضم أكبر تجمعات للنازحين.

في مخيمات النزوح المنتشرة في ريف إدلب وشمال حلب، يعيش آلاف المدنيين في ظروف قاسية، إذ يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة. تقول ياسمين رياض، وهي أم لثلاثة أطفال تعيش في أحد مخيمات البردقلي شمال إدلب: "نعتمد بالكامل على المساعدات التي تصلنا، بدونها لن نتمكن من تأمين الطعام أو الدواء لأطفالنا وسط كل هذا الفقر والبؤس".

وتضيف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الظروف المعيشية تزداد صعوبة مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، مما يجعل الحصول على المساعدات أمراً حيوياً للبقاء على قيد الحياة. وعلى الرغم من أهمية المساعدات الإنسانية، تؤكد رياض حاجتهم إلى حلول دائمة تضع حداً لمعاناتهم، وتقول: "نحن نعيش في خيام منذ سنوات، ونعتمد على المساعدات للاستمرار، لكننا نريد العودة إلى ديارنا والعيش بكرامة، نحتاج إلى حل لإعادة الإعمار يسمح لنا بالعودة وبناء حياتنا من جديد، بدل انتظار المساعدات وخوفنا الدائم من انقطاعها".

ويوزّع برنامج الأغذية العالمي (WFP) المواد الغذائية على الأسر الأكثر حاجة، ومع ذلك يدعو النازحين والمدنيين المتضررين المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المقدم لهم، إذ تقول نجاة الأسمر، وهي نازحة من ريف حلب: "نحصل على حصص غذائية شهرية تشمل الأرز والعدس والزيت، تساعدنا على الصمود، لكننا نعاني نقصاً في الخضر واللحوم والفواكه الطازجة". وتتابع: "نحن بحاجة إلى مزيد من المساعدات الغذائية والدوائية، كما نحتاج إلى دعم في مجال التعليم لأطفالنا، الذين حرموا من الذهاب إلى المدرسة منذ سنوات".

ورغم تركيز منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) على توفير مستلزمات النظافة والمياه للأطفال والعائلات النازحة، ما تزال هذه المساعدات غير قادرة على تلبية كل الاحتياجات وفق ما قاله علي كسلان، وهو نازح مقيم في مخيمات قاح شمال إدلب وأب لخمسة أطفال، وأشار: "نحصل على صابون ومواد تنظيف تساعدنا على الحفاظ على النظافة الشخصية، لكننا نعاني نقصاً في المياه النظيفة الصالحة للشرب والأدوية المجانية، مما يجعلنا عرضة للأمراض الجلدية والمعوية". وأشار إلى مساعي المنظمة الدولية للهجرة (IOM) لتوفير المساعدات غير الغذائية مثل البطانيات والملابس الشتوية، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى المزيد من الدعم، والتوزيع العادل للمساعدات خاصة في مجالات مواد التدفئة والغذاء والسكن الآمن.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة وعدم القدرة على تلبية كل الاحتياجات، فإن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى إدلب وشمال حلب تُحدث فرقاً كبيراً في حياة النازحين، تقول سميرة الطبال، وهي أم لطفلين تعيش في مخيم الرحمة شمال إدلب: "عندما تصلنا المساعدات، نشعر بأن هناك من يهتم بنا، الطعام والدواء الذي نحصل عليه يساعدنا في رفع بعض الأعباء، لكننا نحتاج إلى حلول دائمة، وليس مساعدات مؤقتة فحسب".

كذلك ساهمت المساعدات الغذائية والدوائية في تقليل معدلات سوء التغذية والأمراض بين الأطفال، خاصة في فصل الشتاء الذي يشهد تفاقم الأزمات الإنسانية، وفق ما قاله الممرض أحمد الصالح الذي يعمل في إحدى المستوصفات الميدانية، مضيفا لـ"العربي الجديد" أنه لاحظ تحسناً في صحة الأطفال الذين يتلقون المساعدات الغذائية، لكنهم ما زالوا يواجهون حالات سوء تغذية بسبب نقص التنوع الغذائي في المخيمات.

وتبقى عمليات إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى سورية شريان الحياة للآلاف من المدنيين والنازحين في إدلب وشمال حلب، ومع ذلك، فإن الحاجة ماسة لمزيد من الدعم والتمويل لضمان استمرار هذه العمليات وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المتضررين، ووضع حد لتبعات النزوح وإعادة بناء سورية وضمان عودة النازحين إلى ديارهم.

المساهمون