Skip to main content
ازدحام في مطار جوهانسبرغ بسبب "أوميكرون".. جنوب أفريقيا تقول إنها "تُعاقب"
قطع السياح رحلاتهم وسارعوا إلى العودة (إيمانول كروزيه/ فرانس برس)

مع مرور كل ساعة، يتم فرض قيود جديدة على السفر من دول في جنوب أفريقيا، إذ يُسارع العالم، اليوم السبت، لاحتواء نوع جديد من فيروس كورونا يسمى "أوميكرون" يمكن أن يكون أكثر مقاومة للقاحات.

وانضمت مجموعة من الدول، بما في ذلك أستراليا والبرازيل وكندا وإيران واليابان وتايلاند والولايات المتحدة، إلى دول أخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، في فرض قيود على السفر من وإلى دول جنوب أفريقيا، استجابةً للتحذيرات بشأن إمكانية انتقال النوع الجديد "أوميكرون"، رغم توصية منظمة الصحة العالمية.

وأطلقت هيئة الصحة العالمية على المتحور الجديد اسم "أوميكرون"، واصفة إياه بأنه "مثير للقلق بسبب ارتفاع عدد الطفرات وبعض الأدلة المبكرة على أنه يحمل درجة أعلى من العدوى مقارنة بالمتحورات الأخرى. وهذا يعني أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كوفيد-19 وتعافوا قد يتعرّضون للإصابة به مرة أخرى. وقد يستغرق الأمر أسابيع لمعرفة ما إذا كانت اللقاحات الحالية أقلّ فعالية ضدّها".

ووسط الغموض الذي قد يستمرّ لبضعة أسابيع بشأن "أوميكرون"، اتخذت البلدان في جميع أنحاء العالم نهج السلامة أولاً، مع الأخذ في الاعتبار أنّ موجات التفشي السابقة للجائحة ترجع جزئياً إلى سياسات متساهلة نحو الحدود.

تعديلات باللقاحات لمواجهة "أوميكرون"

وقال عدد من شركات الأدوية، بما في ذلك أسترازينيكا وموديرنا وفايزر، إنّ لديها خططاً لتعديل لقاحاتها في ضوء ظهور "أوميكرون".

وأعرب البروفيسور أندرو بولارد، مدير مجموعة أكسفورد للقاحات التي طوّرت لقاح أسترازينيكا، عن تفاؤل حذر بأنّ اللقاحات الحالية يمكن أن تكون فعّالة في الوقاية من مرض خطير ناجم عن المتحوّر "أوميكرون". وقال إنّ "معظم الطفرات تبدو في مناطق مماثلة لتلك الموجودة في المتحورات الأخرى".

وصرّح بولارد لإذاعة "بي.بي.سي": "هذا يخبرك بأنه على الرغم من تلك الطفرات الموجودة في المتحوّرات الأخرى، استمرّت اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة أثناء انتقالنا عبر ألفا وبيتا وغاما ودلتا. على الأقل من وجهة نظر تخمينية، هناك بعض التفاؤل بشأن استمرار عمل اللقاح ضدّ تسبّب المتحوّر الجديد في أمراض خطيرة، ولكننا في الحقيقة بحاجة إلى الانتظار عدّة أسابيع للتأكد من ذلك". 

وأضاف أنه "من غير المحتمل للغاية أن تحدث عودة للجائحة في مجتمع تمّ تطعيمه كما رأينا العام الماضي".

وقال بعض الخبراء إن ظهور المتحوّر أوضح كيف أنّ تخزين البلدان الغنية للقاحات يهدّد بإطالة أمد الجائحة.

وتم تطعيم أقل من 6% من السكّان في أفريقيا بشكل كامل ضد كوفيد-19، ولا يزال هناك الملايين من العاملين الصحيين والسكّان الذين لم يتلقوا جرعة واحدة حتى الآن. ويمكن أن تسرع هذه الظروف من انتشار الفيروس، مما يوفر المزيد من الفرص لكي يتطور إلى متحور خطير.

صفوف طويلة وتوتر في مطار جوهانسبرغ الدولي

في هذا الوقت، هرع زوّار يبدو عليهم القلق إلى مطار جوهانسبرغ الدولي، واصطفوا في طوابير طويلة أمام مكاتب السفر أملاً في الحصول على مقعد على متن الرحلات الأخيرة المغادرة إلى دول أغلقت أبوابها أمام القادمين من جنوب أفريقيا. والعديد منهم قطعوا عطلاتهم وسارعوا للعودة من رحلات السفاري، عندما أعلنت بريطانيا، ليل الخميس، تعليق جميع الرحلات القادمة من جنوب أفريقيا والدول المجاورة، في اليوم التالي.

وحذت دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبية أخرى، حذو بريطانيا بسبب القلق من رصد متحوّر "أوميكرون" متعدّد الطفرات.

وعند إعلان الحظر، كان البريطاني توبي ريد، البالغ من العمر 24 عاماً، الذي يعمل في لندن، يقوم برحلة سياحية مع صديقته في جبل تيبل مسطّح القمة، بكيب تاون.

وقال ريد لوكالة فرانس برس: "قرابة الساعة 5,30 صباحاً نهضنا لنشاهد شروق الشمس، وعند السادسة علمنا أنه ما تزال لدينا فرصة للعودة".

وبعد ساعات قليلة كان الشاب يقف في طابور لإتمام إجراءات التسجيل للسفر في مطار جوهانسبرغ.

تمكّن الاثنان من الحصول على آخر مقعدين على متن رحلة إلى فرانكفورت مساءً. لكن آخرين لم يحالفهم الحظ كانوا يناقشون الخيارات الأخرى أمام مكاتب بيع التذاكر، وعلى وجوههم علامات الدهشة إزاء الأسعار المعروضة ومسارات الرحلات المعقدة.

وقال كريستيان غود (50 عاماً): "كان الأجدى منح مهلة أطول". وكان الرجل عائداً إلى ديفون عن طريق فرانكفورت مع صديقه، بعد تمضية عطلة على الشاطئ. بمحض الصدفة كان الرجلان قد خططا للعودة على متن تلك الرحلة، أي أنهما سيصلان إلى ديارهما قبل بدء فرض حجر إلزامي في فنادق يوم الأحد، وهو شرط لدخول مواطنين عائدين من دول مصنّفة على "اللائحة الحمراء".

وقال صديقه ديفيد، حاملاً جوازي السفر: "المسألة غير منطقية، ستكون هناك دائماً متحورات جديدة". وأضاف لـ"فرانس برس" أنّ "جنوب أفريقيا رصدت المتحوّر، لكنها ربما تنتشر في أنحاء العالم". وسجّلت إصابات بالمتحوّر من الفيروس حتى الآن في إسرائيل وبلجيكا وبوتسوانا وهونغ كونغ.

جنوب أفريقيا تُعاقب؟

في مواجهة التوتر الذي يسود العالم، اعتبرت حكومة جنوب أفريقيا أنها "تُعاقَب" بسبب اكتشافها متحوّر "أوميكرون"، وتأسّفت، السبت، على إغلاق العديد من الدول حدودها أمام مواطني الدولة الأفريقية والمسافرين منها، معتبرةً أنها "تُعاقَب" بسبب حرفية علمائها الذين اكتشفوا المتحوّر "أوميكرون" من فيروس كورونا.

وقالت الحكومة، في بيان، إنّ "هذه السلسلة الأخيرة من إجراءات حظر السفر تُعاقب جنوب أفريقيا على تحديدها التسلسل الجينومي المتقدّم وقدرتها على اكتشاف متحوّرات جديدة بسرعة أكبر. يجب تكريم التفوق العلمي وليس معاقبته".

(أسوشييتد برس/ فرانس برس)