ارتياح سكاني في سورية بعد المبادرة القطرية لدعم الكهرباء

25 مارس 2025
يعاني السوريون من انقطاع الكهرباء باستمرار، راس العين، 26 ديسمبر 2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت سوريا تحسناً في التيار الكهربائي، مما أثر إيجابياً على الحياة اليومية للسكان، خاصة خلال شهر رمضان، حيث انخفضت فترات التقنين، مما ساهم في تأمين المياه والكهرباء في أوقات الإفطار والسحور.

- في السويداء، ارتفعت ساعات وصل الكهرباء إلى 7-8 ساعات يومياً، مما أتاح استخدام الأجهزة الكهربائية بشكل أفضل، وجاء هذا التحسن بعد دعم قطري، مما خلق تفاؤلاً بين السكان.

- امتد التحسن إلى حمص واللاذقية وحماة، حيث ساهمت المبادرة القطرية في تحسين إنتاج الكهرباء، بهدف تعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 400 ميغاواط يومياً.

شهدت العديد من المناطق في سورية تحسناً ملحوظاً في واقع التيار الكهربائي، ما انعكس إيجابياً على الواقع المعيشي خلال الفترة الأخيرة، ولا سيما في شهر رمضان، مع انخفاض وطأة التقنين. وانعكس هذا التحسن إيجاباً على الحياة اليومية للسكان، خصوصاً في تأمين المياه والحصول على الكهرباء في الأوقات الحيوية خلال فترتي الإفطار والسحور، وسط تطلعات إلى استدامة هذا التحسن، مع مخاوف من التراجع خلال الفترة المقبلة من فصل الصيف.

وفي محافظة السويداء جنوبي سورية، ازدادت فترات وصل الكهرباء مقارنة بالفترات السابقة، وكان لهذا التحسن وقع إيجابي لدى السكان، وهو ما يشير إليه الخمسيني فايز العيسى، لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن ساعات وصل الكهرباء ارتفعت إلى قرابة الساعتين خلال الفترة الواحدة، مقارنة بحرمان الكهرباء الذي كان يعانيه السكان، موضحاً أن ساعات الوصل ازدادت بعد المدِّ القطري، في الفترة الرئيسية خلال الصباح من الساعة الثامنة وحتى الساعة العاشرة، وفي فترة الظهيرة أيضاً من الساعة الثانية حتى الرابعة، وأحياناً من الثانية وحتى الثالثة والنصف.

وأضاف أن عدد ساعات الحصول على الكهرباء يومياً ارتفع إلى ما بين سبع وثماني ساعات، وهذا التحسن مهمٌّ جداً، وبدأ الناس يشعرون بالراحة. وتابع: "هناك نوع من التخوف مع دخول فصل الصيف، إذ إن هذا التحسن جلب نوعاً من الارتياح على عدة مستويات أخرى"، مشيراً إلى أنه اعتاد في أي حكومة سابقة أن تعد الناس بساعتي كهرباء أو ساعة إضافية، لكن "في الوقت الحالي هناك تفاؤل وأمل في أن تفي الحكومة بوعدها بتحقيق أربع ساعات من الكهرباء، وهذا التحسن انعكس إيجاباً، وهناك أيضاً ارتياح، خصوصاً في شهر رمضان، وليس كما في السابق، إذ كانت الحكومات في رمضان تقدم وعوداً فقط، ويأمل السكان اليوم أن تفي الحكومة بوعودها".

وامتد هذا التحسن إلى مدينة حمص، حيث أكد محمد العبدالله، المقيم في حيّ الوعر، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه أصبح بإمكان زوجته استخدام غسالة الملابس، وبات بإمكانه متابعة المسلسلات خلال الوقت الحالي، فضلاً عن تمكن ابنته من الدراسة جيداً خلال فترة المساء بفضل توفر الكهرباء، موضحاً أنه يعتمد في منزله على لوحي طاقة شمسية لتغذية بطارية تُستخدم في الإنارة فقط، ومشيراً إلى أن الإنارة عبر البطارية لا تُقارن بالكهرباء الواصلة من الشبكة الرئيسية، وأضاف أنه يأمل أن يصبح هذا التحسن مستمراً، وأن تزداد ساعات التغذية أكثر فأكثر.

أما عبد الحميد رستم، المقيم في اللاذقية، فيرى أن الأمور تسير نحو الأفضل، وقال إن الكهرباء تحسَّنت جيداً، ولمس السكان هذا التحسن، وقد ساعدهم في كثير من النواحي، أهمها أنهم باتوا قادرين على تأمين مياه الشرب للمنازل، وهو أمر كان شبه مستحيل سابقًا بسبب عدم تناسب ساعات ضخ المياه مع ساعات وصل الكهرباء.

من جانبها، تحدثت الخمسينية رجاء محمد، المقيمة في مدينة حماة وسط سورية، عن واقع الكهرباء ضمن المدينة، مشيرةً لـ"العربي الجديد" إلى أن الفترة الحالية لا تُقارن بالفترات السابقة، إذ كانت سابقاً تغسل الملابس بيديها ثم تنتظر الكهرباء حتى تتمكن من استخدام الغسالة في تجفيف الملابس، ولم تكن تشتري الملابس البيضاء أبداً، لأن تنظيفها دون غسالة كان أمراً صعباً للغاية، موضحة أنه في رمضان لم تكن هناك كهرباء تراعي خصوصية هذا الشهر، لكن الوضع اليوم أفضل، فهناك ساعتان من وصل الكهرباء وقت الإفطار وأيضاً وقت السحور، وهذا شيء مريح جداً، ولم يعد السكان يستعملون أضواء البطارية الخافتة في مثل هذا الوقت الحرج. وتابعت قائلة إن الناس كانوا يعيشون في حالة من الحرمان، ففي أفضل الأحوال كانت الكهرباء تصل ساعتين فقط وبشكل متقطع خلال 24 ساعة، أما اليوم فهي بحدود سبع إلى ثماني ساعات يوميًا، وهذا التحسن غيّر واقعهم كثيراً. وأعربت عن مخاوف من أن يكون هذا التحسن مؤقتاً، لكنها تأمل أن يبقى الواقع أفضل، وأن يشهد السكان مزيداً من التحسن في الفترة المقبلة.

يُشار إلى أن قطر أعلنت في 13 مارس/آذار مبادرة إنسانية حيوية مقدمة من صندوق قطر للتنمية لدعم سورية، من خلال توفير إمدادات من الغاز الطبيعي عبر الأراضي الأردنية لمدة محددة، وقالت إن هذه المبادرة تهدف إلى معالجة النقص الحاد في إنتاج الكهرباء في سورية، وتحسين أداء البنية التحتية للقطاع الكهربائي، في إطار التزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب السوري في المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية، بما يساهم في إعادة البناء والتقدم في مختلف قطاعات الدولة، وتهدف المبادرة إلى تعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية ليصل إلى 400 ميغاواط يوميًا في المرحلة الأولى، على أن ترتفع القدرة الإنتاجية تدريجيًا في محطة دير علي في سورية.

المساهمون