ارتفاع درجة الحرارة يزعج تلاميذ جنوبي الجزائر خلال اختبار البكالوريا

ارتفاع درجة الحرارة يزعج تلاميذ جنوبي الجزائر خلال اختبار البكالوريا

22 يونيو 2021
يجرون امتحانات البكالوريا في قاعة جنوبي الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، يواجه تلاميذ مناطق جنوبي الجزائر ظروفاً مناخية صعبة خلال إجرائهم اختبارات شهادة البكالوريا. وتسبب الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة وصولاً إلى 45 درجة مئوية، والذي تزامن مع زوابع رملية في حالات إغماء داخل غرف الامتحانات، في حين ذهبت وعود وزارة التربية بتحسين ظروف إجراء الاختبارات أدراج الرياح. 
واشتكى التلاميذ من نقص كبير في وسائل التبريد والمكيفات خاصة في ولايات جانت وتندوف وتمنراست وأدرار، ما عرضهم لإرهاق شديد، في حين وصفت اللجنة الوطنية لأولياء التلاميذ ظروف الامتحانات بأنها "غير مناسبة".
وأكد نور الدين بوغابة، عضو الاتحاد الوطني لعمال التربية (نقابة مستقلة)، لـ"العربي الجديد"، أن "النقابيين واللجان المعتمدة ناقشوا الظروف المناخية غير الطبيعية السائدة خلال تنظيم امتحانات البكالوريا الحالية في الولايات الجنوبية، والتي ستجعل التلاميذ بالتأكيد يتذيلون الترتيب في نسبة النجاح سواء في اختبارات البكالوريا أو امتحانات نهاية السنة الدراسية". 

وإضافة إلى الظروف المناخية الصعبة، زادت مشكلات النقل إرهاق التلاميذ المعنيين بامتحانات البكالوريا. وقال الأستاذ في ملحقة الشيخ بوعمامة من ولاية ورفلة (جنوب) لـ"العربي الجديد": تتكرر معضلة النقل سنوياً، في وقت حددت وزارة التربية إغلاق المراكز فور توزيع أوراق الامتحان، ما زاد الضغط على التلاميذ القادمين من مدن ومناطق بعيدة عن مركز الامتحان".

وأبلغت الأستاذة نبيلة بلعربي "العربي الجديد"، أن "حادثة وقعت العام الماضي بعد إقصاء تلميذتين شقيقتين من اليوم الأول لامتحانات شهادة الباكالوريا، لأنهما تأخرتا في بلوغ مركز الامتحان بولاية تمنراست التي تبعد ألفي كيلومتر عن الجزائر العاصمة، ما أجج موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تنفع حينها في إكمال الشقيقتين الامتحانات".

 وكان أولياء التلاميذ في عدد من الولايات الجنوبية وجهوا قبل بدء اختبارات نهاية السنة، نداءات عبر شبكات التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك"، للمطالبة بضرورة المساعدة في نقل التلاميذ إلى مراكز الامتحانات، خاصة أولئك في المناطق النائية التي تبعد مئات الكيلومترات عن هذه المراكز.
ووعدت وزارة التربية بتحسين ظروف خوض الامتحانات التي تزامنت هذه السنة مع انتشار فيروس كورونا. لكن الوضع لم يتغير وواجهت الحكومة مجدداً لوماً كبيراً لعدم إنصافها حظوظ التلاميذ في مدن الشمال والجنوب.
ودفع ذلك الأستاذة فضيلة أبرهوش التي تراقب سير امتحانات البكالوريا في ولاية بسكرة (جنوب)، إلى رفع تقرير طالبت فيه وزارة التربية "بمراعاة ظروف أبناء الجنوب التي تختلف عن تلك في مدن الشمال، والالتفات إلى هذه الفوارق المفصلية في تحديد مستقبل الآلاف من التلاميذ".
وقالت أبرهوش لـ"العربي الجديد": "فترة الظهر إحدى أصعب الفترات لإجراء امتحانات مصيرية مثل البكالوريا، رغم أن عشرات المواطنين الذين يمكثون قرب مراكز الامتحانات يستضيفون تلاميذ لتحسين الظروف المتاحة لخوضها".

المساهمون