اختناقات مرورية في بغداد تزامناً مع احتجاجات الخاسرين في الانتخابات

اختناقات مرورية في بغداد تزامناً مع احتجاجات الخاسرين في الانتخابات

23 أكتوبر 2021
انتشار أمني مكثف للقوات العراقية بالتزامن مع الاحتجاجات (Getty)
+ الخط -

بخلاف المعتاد، شهدت عطلة نهاية الأسبوع في العراق اختناقات مرورية كبيرة في العاصمة بغداد، بالتزامن مع احتجاجات القوى والفصائل المسلحة الخاسرة في الانتخابات، والتي بدأتها منذ أيام قرب بوابات المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة. 

وما تزال أحياء الجادرية والكرادة والعرصات والعلاوي والحارثية والقادسية القريبة من المنطقة الخضراء في بغداد تشهد ازدحاماً مرورياً؛ بسبب الانتشار الأمني المكثف للقوات العراقية، على خلفية اعتصامات الخاسرين في الانتخابات التي جرى الاقتراع بها في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

كما تشهد جسور الجادرية والطابقين والجمهورية اختناقات مرورية هي الأخرى لقربها من المنطقة الخضراء. 

وترتب على ذلك تراجع حركة الأسواق والمجمعات التجارية القريبة، فضلاً عن خلو الحدائق القريبة من نهر دجلة من العائلات التي كانت تقصد كل يومي جمعة وسبت من كل أسبوع تلك المناطق.

ضابط في شرطة المرور ببغداد قال، لـ"العربي الجديد"، يوم الجمعة، إنّ "الازدحامات هذه المرة فاقت كل المرات السابقة، وأصبحت تحدث حتى في يومي الجمعة والسبت اللذين كانا يمثلان سابقاً فرصة للتنقل والزيارات العائلية لخلو الشوارع من السيارات كونهما يومي عطلة".

وأوضح الضابط العراقي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أنّ "شوارع وجسور بغداد الرئيسية، تشهد منذ ساعات الصباح الأولى حتى ساعة متأخرة من الليل اختناقات مرورية يصعب على شرطة المرور تفكيكها لوجود متظاهرين تسببوا بإغلاق طرق وجسور". 

ولفت إلى أنّ السلطات العراقية تغلق منذ أيام الجسر المعلق الذي يربط ساحة الاعتصام بالمنطقة الخضراء، كما أنها قامت أكثر من مرة بإغلاق جسر الطابقين الذي يربط بين مكان الاحتجاج وحي الدورة شمال غربي العاصمة، مبيّناً أنّ عمليات التفتيش والتدقيق تسبب هي الأخرى طوابير من السيارات في الطرق. 

وزارة التخطيط العراقية أشارت من جانبها إلى أسباب أخرى للاختناقات المرورية في البلاد؛ أهمها وجود نحو 7 ملايين سيارة تتجول في الشوارع. 

وقال مسؤول في وزارة التخطيط العراقية، لصحيفة "الصباح" الرسمية، اليوم السبت، إنّ "غياب وسائل النقل العامة، وسوء تنظيم وتخطيط الشوارع، تعد من الأسباب الرئيسة للاختناقات والزخم المروري الحاصل في عموم مدن البلاد"، موضحاً أنّ "البلاد تشهد زخماً مرورياً كبيراً؛ بسبب تنامي أعداد السيارات التي قد تتجاوز سبعة ملايين سيارة في العراق، ومعدل النمو السنوي الذي يصل إلى أكثر من 2%". 

ولفت إلى أنّ "أبرز مشكلات وأسباب الازدحام المروري يعود إلى محدودية استخدام وسائل النقل العام في المدن، وأيضاً بسبب التصاميم غير المدروسة أو المحدثة حيث يعتمد العراق على شوارع صممت استناداً إلى خرائط قديمة يعود بعضها إلى نهاية القرن قبل الماضي، ولا تتناسب مع الزيادة الحاصلة في أعداد السيارات الحالية". 

وكان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي قد اتخذ، في مارس/ آذار الماضي، إجراءات للتخفيف من حالة الاختناق في الشوارع.

وبعد اجتماع له مع قيادة عمليات الجيش في بغداد، أعلن الكاظمي عن "رفع فوري لعدد من نقاط التفتيش في العاصمة، ووضع خطة مدروسة وبأسرع وقت لرفع نقاط التفتيش الأخرى التي تشكّل عبئاً على حركة المواطن وسهولة المرور"، إلا أنّ هذا القرار لم ينه الأزمة في البلاد. 

ولم تكن بغداد تشهد ازدحاماً مرورياً بهذه الوتيرة قبل الاحتلال الأميركي عام 2003، إلا أن الانفتاح الاقتصادي واستيراد السيارات من دون تخطيط حكومي واضح، كما يقول مراقبون، تسبب في خلق هذه الأزمة في شوارع العاصمة.

المساهمون