اختفاء الباب الأثري لمسجد الإمام الحسين في القاهرة

اختفاء الباب الأثري لمسجد الإمام الحسين في القاهرة

12 مايو 2022
الرئيس المصري وسلطان طائفة البهرة في مسجد الإمام الحسين بالقاهرة (فيسبوك)
+ الخط -

انتقد باحثون ومهتمون بالتراث المصري اختفاء الباب الأثري لمدخل النساء في مسجد الإمام الحسين بالعاصمة القاهرة، واختفاء الكتابات التاريخية العتيقة، بعد أعمال التطوير التي جرت في المسجد بتمويل من طائفة البهرة، التي افتتحها أخيراً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحضور سلطان طائفة البهرة (من الشيعة الإسماعيلية بالهند) السلطان مفضل سيف الدين، في 27 إبريل/ نيسان الماضي.

ونشر الباحث في شؤون التراث المصري ميشيل حنا، بياناً لمجموعة تطلق على نفسها "السادة أولياء الله وأهل بيت النبي الحبيب والصحابة على أرض مصر"، تُعنى بتوثيق مقامات أهل البيت والأولياء والصحابة في مصر، وقد وصفت فيه اختفاء الباب الأثري لمدخل النساء بأنّه "جريمة أخرى ارتكبت في مسجد الحسين".

الصورة
اختفاء باب أثري في مسجد الإمام الحسين في القاهرة 1 (فيسبوك)
الباب الأثري قبل إزالته من المسجد (فيسبوك)

وأكّدت المجموعة في بيانها أنّ هذا الباب وهذه الكتابات "لم يعد لها وجود في المسجد، وهي التي أنشئت عام 1790 ميلادياً، الموافق 1204 هجرياً، وقد بناه علي أبو الأنوار السادات الذي كانت لديه هو وأسرته شرف خدمة مسجد سيدنا الإمام الحسين، وأيضاً نقابة الأشراف ومشيخة السادة الوفائية". وتساءلت المجموعة: "أين ذهب هذا الباب الذي كان من جهة مدخل النساء للروض المبارك، وأين اختفى، ولماذا اقتلعوه، ولماذا اختفت الكتابات؟".

وكان مكتوباً على الباب الأثري: "إنّ باب الله طه جدكم... ولكم قدر على عز على كل من يرجو الوفا من بابه... وأتى من غيركم لم يدخل". ثم يأتي إثبات تاريخ هذا العمل في بيتَين آخرَين مؤرّخَين: "أنشأ علي أبو الأنوار سيدنا... باباً لسبط رسول الله ذي الرشد، وحسن إشراق نور الله أرخه... باب حماه عظيم الجاه والمدد 1204 هـ".

الصورة
اختفاء باب أثري في مسجد الإمام الحسين في القاهرة 2 (فيسبوك)
هذا الباب الخشبي حلّ مكان ذلك الأثري في المسجد "المطوّر" (فيسبوك)

وبيّنت المجموعة في بيانها: "لقد اختفى هذا كله فجأة، فأين ذهبت هذه الكتابات العريقة، وأين ذهب الرخام والباب بكل زخارفهما الدقيقة البديعة التي لا نقدر على الإتيان بمثيل لها اليوم؟ ألهذا الحدّ نعمل على طمس تاريخنا وآثار خدمة أبائنا وأجدادنا في مسجد سيدنا الحسين، لصالح من، وأين ذهبت كل هذه الآثار؟".

أضافت المجموعة: "لقد قمنا بتصوير كلّ هذا تحسباً لهذه الكارثة، فنحن نتعايش مع قوم يتصرّفون في تاريخنا وكأنّه عقار لديهم أو ميراث مستحق لهم… يجب إعادة هذه الآثار جميعها للمسجد والكشف عن كيفية اختفائها".

تجدر الإشارة إلى أنّ رئاسة الجمهورية المصرية أصدرت بياناً حول أعمال التطوير، جاء فيه أنّه "في إطار العلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، فإنّ سلطان البهرة له جهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، منها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، فضلاً عن الأنشطة الخيرية الأخرى المتنوعة لطائفة البهرة فى مصر، بالإضافة إلى دعم صندوق تحيا مصر".

ومن جهته، شدّد السلطان مفضل سيف الدين على "اهتمام طائفة البهرة بالعمل والاستثمار في مصر"، وأوضح المتحدّث باسم رئاسة الجمهورية المصرية أنّ سلطان البهرة قدّم مساهمة مالية في صندوق "تحيا مصر" تُقدَّر بعشرة ملايين جنيه مصري (نحو 545 ألف دولار أميركي).