احتجاجات شعبية ضد تدهور الخدمات في منبج السورية: مدينة منكوبة
استمع إلى الملخص
- أوضح المهندس جمال ديبان أن العمل جارٍ على إصلاح محطات الضخ، متوقعاً استئناف ضخ المياه قريباً، بينما أشار حامد العلي إلى أن الأهالي يعتمدون على الصهاريج المكلفة، وسط خطر تلوث المياه.
- اتهم الكاتب قحطان شرقي "قوات سوريا الديمقراطية" بقطع المياه والكهرباء عمداً، مطالباً الحكومة السورية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة السكان.
شهدت مدينة منبج بريف حلب الشرقي وقفة احتجاجية شارك فيها عدد من الأهالي، تنديداً بتدهور الأوضاع الخدمية، وعلى رأسها أزمة انقطاع المياه والكهرباء، وسط غياب شبه تام للجهات المسؤولة. ورفع المحتجون لافتات تصف منبج بأنها "مدينة منكوبة"، مطالبين الحكومة السورية بتدخل عاجل لإعادة تفعيل المؤسسات الخدمية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يهدد بكارثة إنسانية إذا استمر الوضع على حاله. وأكد المشاركون أن غالبية الخدمات المتوفرة حالياً تعتمد على جهود تطوعية فردية، محذرين من توقف هذه المبادرات في حال استمر الإهمال الرسمي.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أوضح المهندس جمال ديبان، مدير مؤسسة مياه حلب، أن العمل جارٍ حالياً على صب البروانات في محطات الضخ، متوقعاً الانتهاء خلال يومين، وقال: "بمجرد نجاح عملية الصب، سيتم تحديد موعد استئناف ضخ المياه، إذ إن جميع التحضيرات الفنية الأخرى باتت جاهزة". ووجه ديبان رسالة إلى أهالي منبج قائلاً: "نلتمس منكم العذر، فالمهمة كانت صعبة، لكننا نأمل إنهاء الأزمة خلال أيام قليلة".
من جانبه، أشار حامد العلي، مسؤول المكتب الإعلامي لمدينة منبج وريفها، إلى أن انقطاع المياه المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر خلق أزمة كبيرة، دفعت الأهالي للاعتماد على الصهاريج، حيث وصل سعر تعبئة خمسة براميل إلى 50 ألف ليرة سورية (نحو 5 دولارات). وأضاف أن بعض مصادر المياه تقع بالقرب من مجاري الصرف الصحي، مما يهدد بتلوث المياه وانتشار الأمراض.
وأرجع العلي سبب الأزمة إلى الأعطال التي أصابت مضخات المياه في بلدة الخفسة جنوب منبج، مشيراً إلى أن جميع المضخات الثماني تعطلت في وقت واحد، وسط غياب أي صيانة حقيقية واهتمام من الجهات المعنية، في وقت تعاني فيه المدينة أيضاً من إهمال واسع في قطاعات النظافة والكهرباء.
أما الكاتب والسياسي قحطان شرقي، فقد أكد أن هذه الوقفة جاءت بعد معاناة طويلة للأهالي، متهماً "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بقطع المياه والكهرباء عمداً عن المدينة، انتقاماً من سكانها بعد تحريرها في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كما اتهمها بتدمير محطة المياه وسرقة المضخات التي كانت تغذي أكثر من مليون نسمة.
وأشار الشرقي إلى أن الوقفة تضمنت مناشدة واضحة للحكومة السورية ومحافظ حلب، السيد عزام الغريب، من أجل إيجاد حلول فورية تنهي معاناة السكان، خاصة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع كلفة شراء المياه.
واختتم الكاتب السوري الحديث بنقل حادثة مؤلمة وثّقها بنفسه، حين اضطرت سيدة إلى التوجه إلى المشفى الوطني في منبج خلال حالة ولادة طارئة، إلا أن المشفى رفض استقبالها بسبب انقطاع المياه، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها المدينة.