اجتماع رفيع لمجلس الأمن حول كورونا: 10 دول حصلت على 75% من اللقاحات

اجتماع رفيع لمجلس الأمن حول كورونا: 10 دول حصلت على 75% من لقاحات العالم

17 فبراير 2021
وجّه غوتيريس انتقادات للدول المتطورة بخصوص عدم المساواة في اللقاح (ليف رادين/Getty)
+ الخط -

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من استمرار انتشار فيروس كورونا حول العالم "بلا رحمة"، وحصده للأرواح كما تدميره للاقتصادات وتقويض أهداف التنمية المستدامة. وجاءت تصريحات غوتيريس خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، الذي عقد اجتماعاً رفيع المستوى في نيويورك حول الموضوع، ترأسّه وزير الخارجية البريطاني دومينك راب، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الدولي هذا الشهر. وحضر الاجتماع، الذي عُقد عن بُعد، عشرة وزراء خارجية للدول الأعضاء في المجلس، من بينهم وزيري خارجية الولايات المتحدة والصين.

وقال غوتيريس إنّ استمرار انتشار الوباء يؤدي إلى تفاقم جميع العوامل المؤدية لعدم الاستقرار. وتحدّث عن الأمل الذي يبعثه التوصل إلى لقاحات والإنجاز العلمي الذي تمّ تحقيقه في هذا السياق. ووجّه انتقادات للدول المتطورة، دون تسمية دولة بعينها، بخصوص عدم المساواة في الحصول على اللقاح.

وقال في هذا السياق: "هناك عشر دول حول العالم حصلت على 75 بالمائة من اللقاحات (المتوفّرة في السوق)، وبدأت بتلقيح مواطنيها، في حين أنّه هناك أكثر من 130 دولة حول العالم لم تحصل على جرعة واحدة لتطعيم أيّ من مواطنيها". ولفت الانتباه إلى أنّ المتضرّرين من النزاعات وانعدام الأمن الغذائي معرّضون بشكل خاص للتخلّف عن الركب. وأضاف: "لن يكون أيّ منّا آمناً إذا لم يكن الجميع بأمان. وإذا سُمح للفيروس بالانتشار كالهشيم في دول الجنوب العالمي، فإنّ ذلك سيؤدي إلى تحوّره بشكل مستمر، ما يعني أنّ المتغيّرات الجديدة قد تصبح أكثر فتكاً وأكثر قابلية للانتشار، وقد تهدّد فعالية اللقاحات التي تم التوصل إليها". ولفت غوتيريس الانتباه في هذا السياق إلى أنّ ذلك قد يطيل من أمد انتشار الوباء ويعيق التعافي حتى في الدول التي تمكّنت من تلقيح نسبة عالية من مواطنيها. وتوقّع أن يؤدي ذلك إلى تأخير الانتعاش الاقتصادي حول العالم.

وقال غوتيريس إنّ مجموعة العشرين (G20)، في وضع يسمح لها بإنشاء فريق طوارئ من أجل إعداد خطة عالمية للتطعيم والتنسيق وتمويلها وتنفيذها. وأكّد على ضرورة أن تشمل تلك الخطة جميع الدول التي لديها قدرة على تطوير اللقاحات أو إنتاجها، في حال توفّر الترخيص، بالإضافة إلى "منظمة الصحة العالمية" والمنظمات الدولية والمالية. وعبّر عن أمله أن يؤدي اجتماع مجموعة السبع (G7)، يوم الجمعة، والذي يترأسه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى خلق زخم لحشد المواد المالية اللازمة.

إلى ذلك، أكّد وزير الخارجية البريطاني دومينك راب على الحاجة لمواجهة الثغرات في توزيع اللقاح، خاصة في مناطق النزاعات. ولفت الانتباه إلى أنّه هناك قرابة 160 مليون شخص حول العالم يعيشون في مناطق النزاعات والمناطق المتأثرة بها، وقال إنّه من الضروري أن يتم التوصّل لاتفاق وقف إطلاق نار دولي لإيصال تلك اللقاحات. وأكّد أنّ تجارب الماضي أظهرت أنّ ذلك ممكنٌ، إذ تمّ التوصّل لوقف إطلاق النار لمدة يومين عام 2001 في أفغانستان، لتلقيح أكثر من خمسة ملايين طفل ضدّ شلل الأطفال. وأعلن راب عن نية بلاده طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، لتقديم اللقاح في مناطق النزاعات.

أمّا مستشار الدولة ووزير شؤون الخارجية الصيني وانغ يي، فقد رحّب بإعلان وقف إطلاق النار الدولي الذي تمّ التوصل إليه في الماضي، وأكّد على ضرورة حصول تعاون جديد في هذا المجال. وشدّد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، المتعلّقة بوقف إطلاق النار وفيروس كورونا، بما فيها تنفيذ القرار 2532 (للعام 2020)، وطالب بوقف الجزاءات الأحادية المتعلقة بدول بعينها، ولفت الانتباه إلى تحديات تتعلق بسرعة الإنتاج والتوزيع، وشدّد على أنّ هذه الهوة يجب ردمها عن طريق تعاون دولي وتنسيق يمكن أن تلعب "منظمة الصحة العالمية" دوراً رئيسياً فيه. وفي هذا السياق، شدّد على ضرورة دعم مبادرة "كوفاكس" لضمان إمداد المناطق المتأثرة بالنزاعات باللقاحات. وقال إنّ بلاده ستساهم بعشرة ملايين لقاح صيني ضمن مبادرة "كوفاكس" وبطلب من منظمة الصحة العالمية، وأكّد أنّها قدّمت اللقاح لعدد من الدول، من بينها فلسطين.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ بلاده ستتخذ عدداً من الخطوات للمساهمة عالمياً في محاربة انتشار الفيروس والتصدي له، ولفت الانتباه إلى ضرورة إصلاح "منظمة الصحة العالمية" لبناء الجهوزية وإنشاء آلية تمويل تضمن الأمن الصحي، كما تحسين البنية التحتية لتوزيع اللقاح، وقال إنّ بلاده ستعزّز مشاركتها في مبادرة "كوفاكس" وستوفّر الدعم المالي للجهود الدولية. كما أكّد أنّ بلاده ستدفع مئتي مليون دولار "لمنظمة الصحة العالمية" قبل نهاية الشهر ،كجزء من التزاماتها تجاه المنظمة، كما لفت الانتباه إلى أنها ستقدم أكثر من 1.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية حول العالم خلال العام الجاري، وستخصّص مبالغ إضافية، وأكّد على ضرورة أن تتيح الدول بياناتها المحلية بخصوص الوباء وتتشارك المعلومات، كما حثّ على الشفافية والسماح بوصول الخبراء الدوليين عند الحاجة، واصفاً ذلك بالضروري لمحاربة انتشار الوباء.

المساهمون