اتفاق عراقي إيراني لمواجهة العواصف الترابية

اتفاق عراقي إيراني لمواجهة العواصف الترابية

14 يوليو 2022
توالت العواصف الترابية على محافظات العراق (أسعد نيازي /فرانس برس)
+ الخط -

وقع العراق وإيران، اليوم الخميس، مذكرة تفاهم لمواجهة العواصف الترابية، والتي تتكرر بسبب التصحّر، الأمر الذي يحتاج إلى خطوات عملية لمنع تمدده.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أن "وزير البيئة جاسم الفلاحي وقع مع نظيره الإيراني علي سلاجقة مذكرة تفاهم لمواجهة الغبار والعواصف الترابية"، من دون ذكر أي تفاصيل عن بنود الاتفاقية.

من جهته، أكد سلاجقة، في تصريح صحافي، عقب التوقيع، "إنتاج أنواع عديدة من أغطية التربة الصديقة للبيئة، خلال السنوات الأخيرة في إيران، بفضل جهود الخبراء المحليين والشركات الإيرانية القائمة على المعرفة".

وفي وقت سابق، كشفت وزارة الخارجية العراقية عن مساع لتأسيس حوار إقليمي جماعي بشأن العواصف الترابية والتغيرات المناخية، فيما أشارت إلى عقد مباحثات معمقة مع الجانب الإيراني بشأن البؤر الغبارية، فضلا عن بحث مسألة التغيرات المناخية التي تعكس مخاطر تتصل بالمياه والتصحر والعواصف الغبارية، وما يلقيه ذلك من تبعات على الهجرة السكانية والأمن داخل البلدان.

ويعدّ شحّ المياه في العراق من أبرز التحديات التي تعطل توسيع الغطاء النباتي والأحزمة الخضراء، وذلك بسبب قطع إيران لروافد نهر دجلة عنه، ما تسبب بانحسار المساحات الزراعية إلى النصف.

وأعلنت وزارة الموارد المائية، أمس الأربعاء، عن انخفاض الخزين المائي في العراق بنسبة 60 بالمائة؜ مقارنة بالعام الماضي، فيما أكدت أن نسبة الإيرادات المائية مع المعدل العام هي الأدنى منذ 100 عام.

وقال مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية التابع للوزارة، حاتم حميد حسين، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إنّ "الإيرادات المائية وصلت قرابة 35% من المعدل العام، وهي الأدنى مقارنة بنسبة العام السابق"، مبينا أن "الإيرادات في نهر ديالى القادم من إيران تقدر بـ20% فقط، أما نهر الزاب فتقدر بـ40%، فيما تقدر إيراداتنا في نهر دجلة القادم من تركيا بـ35%، ونهر الفرات أيضا بـ35% مقارنة بالمعدل العام للمائة سنة السابقة".

وأضاف أن "هذه النسب تدنت نتيجة الشحّ المائي للسنة الثالثة على التوالي، وأن الخزين المائي أقل من العام الماضي بمقدار 60%، وتحاول الوزارة إدارة الخزين المتاح حالياً في السدود والخزانات لإكمال الخطة الصيفية وإبقاء جزء من الخزين للخطة الشتوية القادمة".

وأكد حاتم حميد حسين أن "أولويات الوزارة تأمين مياه الشرب بصورة مستمرة وتقليل الخطط الزراعية وتصاريف الأهوار بناء على الخزين المتاح وفق خطة لإدارة الجفاف موضوعة لدراسة استراتيجية موارد المياه والأراضي في العراق التي أعدت عام 2014".

ويعدّ العراق من الدول الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، في ظل ارتفاع نسبة الجفاف ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حذّر البنك الدولي من انخفاض بنسبة 20 في المائة في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.

ويحمّل خبراء البيئة الحكومات المتعاقبة جزءاً كبيراً من المسؤولية نتيجة عمليات تجريف الغطاء الأخضر، وسوء إدارة أزمة المياه التي سبّبت موجة جفاف حادة، ويتحدثون عن ضعف الخبرات في التعامل مع تحديات التغير المناخي.

المساهمون