إيقاف الدعم يهدد قطاع الصحة شمال غربي سورية

إيقاف الدعم يهدد قطاع الصحة شمال غربي سورية

26 اغسطس 2022
حياة المرضى على المحكّ وسط الأزمة (العربي الجديد)
+ الخط -

يتأثر السكان في مناطق شمال غربي سورية بالأزمة التي يعانيها قطاع الصحة في المنطقة، مع انقطاع الدعم عن 30 من المستشفيات والمراكز الصحية. والنازحون في المخيّمات هم الأشدّ تأثراً بهذه المشكلة، خصوصاً أنّهم يُضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب نقطة طبية إليهم، بالإضافة إلى عدم توفّر وسائل نقل لديهم. 

ولم تُثمر المناشدات التي وجّهتها الجهات المختصة في القطاع الصحي، من بينها مديريتا صحة إدلب وحلب، في إعادة دعم مراكز صحية ومستشفيات عديدة توفّر العلاج المجاني للسكان والنازحين، علماً أنّ هاتَين الجهتَين تعملان على إيجاد حلّ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

النازح أحمد اليوسف المقيم بتجمع مخيّمات كللي يعاني كما غيره من سكان مخميّات اللجوء من غياب النقاط الطبية وقطع تمويلها. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "المعاناة هي في بُعد النقاط الطبية عنّا واضطرارنا إلى التوجّه إليها سيراً على الأقدام"، موضحاً "أنا لا أملك درّاجة نارية ولا القدرة على توفير وقود لها في حال امتلكت واحدة". ويطالب بإقامة نقاط طبية في المخيّمات، لتغطية عدد أكبر من الناس. يضيف اليوسف أنّه "في حال حدوث ظرف طارئ، يصعب علينا الذهاب إلى المستشفى"، مشدّداً على أنّه "نخاف من لدغات الأفاعي والعقارب، فإذا حدثت يكون وضعنا صعباً جداً".

وعلى مدى أعوام، تسبّب القصف في خروج عدد كبير من النقاط الطبية والمستشفيات عن الخدمة، وبرزت مشكلة تراجع الدعم في خلال العامَين الماضيَين، لتزداد سوءاً في الوقت الحالي. وكثر هم الذين يعملون تطوعاً في القطاع الصحي في النقاط التي يتوقّف دعمها لمدّة من الزمن، قبل التوقّف عن العمل نهائياً.

وفي سياق متصل، يقول مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج لـ"العربي الجديد" إنّ "تقليم الدعم الطبي بدأ في عام 2020، وتسبّب في اختلال توازن العلاج في مناطق شمال غرب سورية، إذ ثمّة 30 مركزاً صحياً تقريباً تعمل بشكل تطوعي وذلك وفقاً لبيانات مديريات صحة شمال غربي سورية. وهذا الرقم يزيد الهوّة ما بين الكثافة السكانية والمرافق الصحية التي تتناقص تباعاً في وقت يحتاج فيه سدّ العجز في القطاع الطبي إلى زيادة وتكثيف عددها، وكذلك زيادة الدعم المقدّم لها، في حين ما زالت أربع مستشفيات بلا دعم مستمر".

من جهته، يوضح مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران لـ"العربي الجديد" أنّ "عدد المراكز الصحية التي توقّف دعمها في المنطقة يبلغ 15 مركزاً، إلى جانب سبع مستشفيات". 

وتعمل الجهات الإنسانية بالتعاون مع مديريتَي صحة إدلب وحلب على حملات مناصرة دورية الهدف منها توفير الدعم للمراكز الصحية والمستشفيات التي يتوقّف تمويلها.

وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد أعلن، في مارس/ آذار الماضي، أنّ مناطق شمال غربي سورية تعاني من أزمة جديدة تتمثّل في انقطاع الدعم عن 18 منشأة طبية تقدّم خدمات لأكثر من مليون ونصف مليون شخص يقيمون في المنطقة، وحذّر من أنّ "توقّف الدعم الدولي وما نتج عنه من زيادة الضغط على باقي المنشآت، قد يتسبّب في عواقب كارثية".

المساهمون