إيران: خلافات واستقالات في وزارة الصحة على خلفية إدارة جائحة كورونا

إيران: خلافات واستقالات في وزارة الصحة على خلفية إدارة جائحة كورونا

21 نوفمبر 2020
استقالة اثنين من مسؤولي الصحة الإيرانية على خلفية إدارة الجائحة (مرتضى نيكوبزل/Getty)
+ الخط -

بموازاة تفشي كورونا الواسع في إيران وتسجيله أرقاماً قياسية بشكل شبه يومي في موجته الثالثة، التي بدأت منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، تعاني وزارة الصحة الإيرانية هذه الأيام خلافات بين كبار مسؤوليها حول طريقة إدارة المرحلة، الأمر الذي من شأنه أن يقلّص قدرات إيران في مكافحة الجائحة. 

وأدّت هذه الخلافات إلى استقالة اثنين من مسؤولي الصحة الإيرانية، ليلة الجمعة - السبت، هما نائب وزير الصحة للشؤون البحثية والتقنية، رضا ملك زادة، وأمين المجلس الاستشاري لمكافحة كورونا، علي نوبخت، لتتصاعد بعد ذلك دعوات في أوساط طبية وسياسية إلى عزل وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، من منصبه. علماً بأنّ هذه الاستقالات والخلافات المتصاعدة تأتي عشية تنفيذ مشروع شامل لاحتواء كورونا، اعتباراً من اليوم السبت، يشمل فرض قيود مشدّدة في عموم البلاد لمدة أسبوعين. 

وجاءت الاستقالات بعد تحميل وزير الصحة الإيراني الجمعة، معاونية البحوث مسؤولية ما آل إليه الوضع في البلاد لجهة تفشي كورونا بشكل واسع، قائلاً في تصريحات من مدينة أصفهان، الخميس، إنّ التخمينات المقدمة إليه حول الفيروس "ثبتت أنّها لم تكن صحيحة"، وأكّد أنّ "أي وزير لن يكون بمقدوره إدارة الصحة في البلاد بهذه الكشوفات الفاشلة".   

وأضاف نمكي أنّ إيران تعاني من غياب الـ"أبحاث علمية"، مشيراً إلى أنّه "ما دامت هذه الأبحاث تُكتب على شكل مقالات لنشرها في مجلات، فلن تُحل عقدة المشاكل الصحية في البلاد ولن يتمكن أي وزير من الاستفادة منها".  

كوفيد-19
التحديثات الحية

غير أنّ نائب وزير الصحة المستقيل، رضا ملك زادة، نفى صحة ما جاء على لسان الوزير، محمّلاً سياساته مسؤولية الفشل في مواجهة كورونا، وقال إنّ تصريحاته بشأن الأبحاث العلمية الطبية في إيران "لا أساس لها من الصحة"، وأشار إلى أنّ البلاد "تحتل المركز الأول في المنطقة والعالم الإسلامي لجهة الأبحاث الطبية".   

وخاطب ملك زادة، وزير الصحة الإيراني بالقول، إنّه لا يمتلك المؤهلات العلمية لنقد الأبحاث الطبية في إيران، وأضاف أنّ من ينتقد هذه البحوث "يجب أن يكون نفسه باحثاً على المستوى الوطني أو الدولي، ويعلم جيداً أركان البحث ونظامه".  

 وفي رسالة الاستقالة، اتهم المسؤول المستقيل، وزير الصحة، بـ"إدارة خاطئة ومليئة بالأخطاء لجائحة كورونا"، عازياً ذلك إلى عدم أخذ الوزير باستشارة الباحثين والمتخصّصين وعدم الاهتمام بتحذيراتهم وتوصياتهم، وقال إنّ هذه السياسة "حمّلت إيران خسائر إنسانية كبيرة".  

كما اتّهم الوزير بالإدلاء بـ "تصريحات غير علمية ومتسرّعة حول إنتاج إيران لقاح كورونا"، قائلاً إنّ هذا اللقاح "ما زال في مراحله الأولية".  

وأرجع ملك زادة، السبب الآخر لاستقالته إلى دمج الوزير الطب النباتي التقليدي في منظومة الصحة والعلاج في إيران، قائلاً إنّ هذا الأمر سيضعف المنظومة على المدى الطويل ويجعلها "غير مستقرة".  

إلى ذلك، خاطب نائب رئيس المجلس الاستشاري لمكافحة كورونا، علي نوبخت، وزير الصحة في رسالة استقالته بعد 4 أيام فقط من اختياره في هذا المنصب، قائلاً إنّ "تصريحاتك من أصفهان ومهاجمة العلم والعلماء والأطباء المضحّين، وعلى ضوء ردّ معاونية البحوث، لم يبقَ للأسف أمامي مجال للتعاون معك ومع الوزارة".  

في هذه الأثناء، دعا مسؤولون سابقون وناشطون، الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى إقالة وزير الصحة، واستبداله بشخصية أخرى بمستوى التحديات التي تواجهها البلاد في مكافحة كورونا.  وقال عبدالله رمضان زادة، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في عهد الرئيس محمد خاتمي، إنّ "فشل وزير الصحة ثبُت للجميع"، داعياً روحاني إلى اختيار رئيس منظمة الطب الإيرانية، محمد رضا ظفرقندي، ليحلّ مكانه، وقال إنه "مدير قدير ومحلّ ثقة لدى غالبية الأوساط الطبية". وختم رمضان زادة تغريدته بمناشدة الرئيس الإيراني قائلاً: "لا تهدر الفرصة".  

كما أكّد الناشط الإصلاحي، عباس عبدي، في تعليق قصير نشره على قناته الخاصة على منصة "تليغرام"، أنّ بقاء وزير الصحة في منصبه ومواصلته إدارة أزمة كورونا بهذه الطريقة، "ليسا لصالح البلاد والشعب"، داعياً إلى إحداث تحوّل في إدارة الوزارة.  

يُشار إلى أنّ إيران من البلدان الأكثر تضرراً من جائحة كورونا التي أخذت منحىً تصاعدياً خطيراً منذ شهرين، حيث أصبح يتجاوز عدد الوفيات اليومي 450 شخصاً وعدد الإصابات اليومي 13 ألفا. وبحسب آخر أرقام لوزارة الصحة الإيرانية، نشرتها أمس الجمعة، وصلت حصيلة الوفيات إلى 43 ألفا و896 والمصابين إلى 828 ألفا و377 شخصاً.  

المساهمون