إنكلترا تلغي قيود كورونا رغم موجة تفشٍّ جديدة تجتاح العالم

إنكلترا تلغي قيود كورونا رغم موجة تفشٍّ جديدة تجتاح العالم

19 يوليو 2021
بريطانيون لا يرتدون الكمامة بعد رفع قيود كورونا (نيكلاس هالن/فرانس برس)
+ الخط -

رفعت إنكلترا القيود الصحّية المرتبطة بـ"كوفيد-19" بشكلٍ شبه كامل، اليوم الاثنين، والذي أطلقت عليه اسم "يوم الحرّية"، وذلك رغم الارتفاع الكبير في عدد الإصابات اليومية، في حين تعززت في طوكيو، المخاوف من وجود بؤرة لفيروس كورونا في القرية الأولمبية، قبل أربعة أيام من انطلاق الأولمبياد.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين، رفع كل القيود المتبقية تقريبا في إنكلترا، مكتفيا بدعوة مواطنيه إلى توخي "الحذر"، متجاهلا الدعوات إلى التراجع عن قراره الذي يتناقض مع تعزيز القيود في العديد من البلدان.
واضطر جونسون لالتزام الحجر بسبب مخالطته وزير الصحّة، ساجد جاويد، المصاب بكوفيد-19، لكنه تجاهل دعوات مجموعة من العلماء الدوليين للحكومة البريطانية بالتراجع عن قرارها الذي "يُهدّد بتقويض جهود السيطرة على الوباء، لا في المملكة المتحدة فحسب، لكن في بلدان أخرى أيضا".
واعتبارا من منتصف ليل الاثنين، فتحت قاعات الحفلات والملاعب بكامل طاقتها، وباتت الملاهي الليلية قادرة مرة أخرى على استقبال الزبائن، ورفعت القيود على عدد الأشخاص المسموح لهم بالتجمع، وألغيت إلزاميّة وضع كمامة في وسائل النقل المشترك والمتاجر. ومع ذلك، قرر عمدة لندن، صادق خان، أن يستمر العمل بموجب هذا التدبير في وسائل النقل العام في المدينة.

على الجانب الآخر من الكوكب، في طوكيو، تتزايد المخاوف قبل أيام قليلة من افتتاح الألعاب الأولمبية، فقد ثبتت إصابة ثلاثة أشخاص، من بينهم رياضيان، بفيروس كورونا في القرية الأولمبية، ووضعوا على الفور في الحجر الصحي، بالإضافة إلى العديد من الأشخاص الآخرين الذين اعتبروا مخالطين.
من جهته، أوضح مدير عمليات الألعاب الأولمبية في اللجنة الأولمبية الدولية، بيار دوكري، أن سكان القرية الأولمبية هم "على الأرجح أكبر مجموعة مضبوطة في العالم حاليا".
ومن المقرر أن تجري الأحداث الأولمبية بشكل شبه كامل من دون جمهور، مع خضوع عشرات الآلاف من المشاركين، من الرياضيين إلى المسؤولين مرورا بالصحافيين القادمين من الخارج، لقيود صارمة بسبب الأخطار الصحية.

في أوروبا، حيث تواجه العديد من البلدان ارتفاعا جديدا في عدد الإصابات بفيروس كورونا رغم حملات التلقيح، يتزايد الغضب إزاء القيود الصحية التي فرضتها السلطات لوقف انتشار النسخة المتحوّرة "دلتا".
وتتوقع وكالة الأمراض الأوروبية ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات خلال الأسابيع المقبلة، يصل إلى نحو خمسة أضعاف بحلول الأول من أغسطس/آب. لكن الوكالة توقعت ألا يرتفع عدد الوفيات بالسرعة نفسها بفضل حملات التلقيح.

اكتشاف إصابات كوفيد-19 بالقرية الأولمبية في طوكيو (جيمس موتسيموتو/Getty)

في قبرص، حيث من المقرر أن يدخل "تصريح الأمان" حيز التنفيذ، الثلاثاء، احتج نحو خمسة آلاف شخص أمام القصر الرئاسي، وهاجم بعضهم في وقت لاحق مقر محطة تلفزيونية تتهم باتّخاذ موقف متشدد ضد مناهضي حملات التلقيح، وسبق أن استُهدفت في احتجاجات ضد تدابير احتواء الجائحة. وتحدّث الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، عن "انتكاسة للديمقراطية"، مؤكّدا في بيان أنّ الحكومة "لن تستسلم للتهديدات والابتزاز". وقال إنّ السلطات ستعاقب "بشدّة" من يخالفون القانون.

في فرنسا، تأمل الحكومة اعتماد مشروع تمديد التصريح الصحي بشكل نهائي هذا الأسبوع. ومشروع القانون يهدف إلى إعادة إطلاق حملة تلقيح على نطاق واسع، وتجنب موجة وبائية رابعة قد تؤدي إلى عودة تدابير الإغلاق وحظر التجول في وقت ينتعش الاقتصاد مجددا، وينص أيضا على التلقيح الإجباري للعاملين في المجال الصحي.

وفي مواجهة احتمال عدم القدرة على استخدام القطارات أو الدخول إلى الحانات إذا لم يكن لديهم شهادة صحية، تلقى عدد متزايد من الفرنسيين اللقاح، وسُجّل، الجمعة، عدد قياسي من الجرعات المعطاة بلغ 879597. لكن رغم أن جزءاً كبيراً من السكان يؤيّد هذه الإجراءات، إلا أنها تتعرض لانتقادات أيضاً، فقد تظاهر أكثر من 100 ألف شخص في مدن عدة، السبت، وبالنسبة إلى الناطق باسم الحكومة، غبريال أتال، فإن هذه الحركة هي نتاج "أقلية انهزامية وذات نزوات".

ومع تسجيل أكثر من 131 ألف إصابة يومية جديدة خلال الأيام السبعة الماضية، بارتفاع بنسبة 41 في المائة خلال أسبوع واحد، أصبحت أوروبا مجددا واحدة من أكثر القارات التي يفتك بها الفيروس، سواء من حيث عدد الإصابات، أو الزيادة الأسبوعية المسجلة.
وآسيا هي القارة الوحيدة التي تسجل إصابات يومية جديدة أكثر من أوروبا، بلغت 153 ألفا، لكن الفيروس يتقدم فيها بسرعة أقل.
وكانت تايلاند، التي تواجه موجة وبائية شديدة، مسرحا لتظاهرات في بانكوك، الأحد، طالب خلالها المحتجون باستقالة رئيس الوزراء، برايوت تشان-أو-تشا، لكيفية إدارته الأزمة الصحية الناتجة عن الوباء. وفرض هذا البلد الآسيوي، حيث أدى تباطؤ حملة التلقيح إلى تفاقم الأزمة واكتظاظ المستشفيات، قيودا جديدة، الاثنين، تشمل حظر تجول ليلي في العاصمة بانكوك.
وفي الولايات المتحدة، قال كبير المسؤولين الطبيين، فيفيك مورثي، الأحد، إنه "قلق جدا" بشأن كيف سيكون الوضع الصحي في البلاد خلال الخريف، وأضاف "ملايين الأشخاص في البلاد ما زالوا غير ملقّحين"، ذاكرا تسجيل إصابات قياسية في الولايات الجنوبية، مثل أركنسو وميزوري، حيث هناك إحجام على نطاق واسع عن تلقي اللقاح.

(فرانس برس)

المساهمون