"إكس بي بي 1.5"... متحور جديد من فيروس كورونا

"إكس بي بي 1.5"... متحور جديد من فيروس كورونا

18 يناير 2023
تسجل الولايات المتحدة العدد الأكبر من الإصابات (غاري كورونادو/Getty)
+ الخط -

سجلت منظمة الصحة العالمية 5288 إصابة في 38 دولة حول العالم بالمتحور"إكس بي بي 1.5" الجديد من فيروس كورونا خلال الفترة بين 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 إلى 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، وكان أغلب الإصابات في الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، والدنمارك، فضلاً عن أعداد إصابات أقل في أستراليا، وكندا، واليابان، والكويت، وروسيا، وجنوب أفريقيا، وسنغافورة وغيرها.

وبلغت نسبة المتحوّر الجديد 43 في المائة من الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، ويقدّر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض أنه قد يهيمن على الإصابات في أوروبا في غضون شهرين، لكنه يصنف خطره بالمتوسط إلى المرتفع عند الأشخاص الأشد عرضة، وهم كبار السن وغير الملقَّحين ومن يعانون نقصاً في المناعة.

يقول أستاذ العلوم البيولوجية في الجامعة اللبنانية، فادي عبد الساتر، لـ"العربي الجديد"، إن "المتحور الجديد إكس بي بي 1.5 يتحدّر من سلالة المتحور الأشهر "أوميكرون"، ونشأ من حدوث طفرات جينية، لكنه أكثر سرعة في الانتشار مقارنة بمتحوّرات كورونا الأخرى، إذ أكسبته الطفرات الجينية قدرة على سهولة التوغّل إلى داخل الخلايا، والهرب من الجهاز المناعي، فيما لا تشير المعطيات العلمية حتى الآن إلى تسببه بعدد وفيات أكبر، ومقارنةً بالمتحور (بيتا)، المتحور الجديد أكثر انتشاراً، غير أنه أقل خطورة على الجهاز التنفسي".
ويوضح رئيس قسم الأمراض المعدية في مركز "نورثويل هيلز" في نيويورك، بروس فاربر، أنه "رغم زيادة عدد الإصابات الملحوظ، لا يبدو المتحور إكس بي بي 1.5 تهديداً كبيراً، ولا يتوافر دليل على أنه أخطر، مع ضرورة التركيز على أن فيروس كورونا لا يزال يشكّل مخاطر جدية بالنسبة إلى الأشخاص المسنين، أو الذين يعانون من إضرابات في الجهاز المناعي"، على حد قوله لصحيفة "وول ستريت جورنال". 
وتؤكّد الدورية العلمية "نيتشر" أنّ المتحور الجديد سيهيمن على الإصابات الجديدة في العالم، لكن من دون أن يسبّب طفرة إصابات كبيرة، أو يؤثر بحالة التعافي القائمة في العديد من البلدان بفضل المناعة المكتسبة، من خلال التعرّض لموجات سابقة من الإصابة، أو تلقي اللقاحات، وخصوصاً الجرعات المعززة بالنسبة إلى الأفراد الأكثر عرضة للإصابة، موضحة أنّ من المهم تتبّع مسار الفيروس الذي يحمل طفرة نادرة تزيد من قدرته على العدوى، مع الإشارة إلى أن العالم سيشهد العديد من الطفرات والمتحورات الجديدة خلال الفترات المقبلة.
ونقل الموقع الإلكتروني لكلية "جونز هوبكنز" الأميركية، عن عالم الفيروسات، أندرو بيكوز، قوله إن "المتحوّر الجديد يسجل نسبة مئوية عالية من إصابات كورونا في الولايات المتحدة، لكن العالم يملك الأدوات الفعالة لمحاربة متحورات كورونا، إذ ما زالت اللقاحات المتوافرة تحمي من هذا المتحور الجديد، ولا تزال الأدوية المضادة للفيروسات فعالة في معالجة المصابين به".

ويوضح فادي عبد الساتر أنّ بعض الدراسات العلمية تؤكد فعالية اللقاحات في حماية الأشخاص الأصحاء من المتحور الجديد، مضيفاً أن "أغلب من تلقوا اللقاحات المختلفة يتمتعون بحماية أكبر من غيرهم في مواجهة المتحور إكس بي بي 1.5". ويشدّد على ضرورة الاهتمام بوسائل الوقاية من الإصابة بالمتحور الجديد وغيره من متحورات كورونا، وحماية الآخرين من خلال وضع الكمامة، خصوصاً كبار السن والأشخاص الأكثر عرضة للمرض، فضلاً عن ضرورة تنبه الأشخاص الذين تظهر عليهم بعض العوارض".
ويمكن أن ينقل المصاب بالمتحور الجديد العدوى إلى الآخرين قبل يوم أو يومين من ظهور الأعراض عليه، ويظلّ المصاب معدياً بعد مرور يومين أو ثلاثة من ظهور الأعراض، وقد تمتد الفترة الزمنية بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض إلى خمسة أيام، فيما تتشابه أعراض الإصابة بالمتحور الجديد مع أعراض الإصابة بسلالة أوميكرون، ومن بينها الشعور بالتهاب في الحلق، وسيلان الأنف، والسعال، وارتفاع درجة حرارة الجسم، بحسب الموقع الإلكتروني لكلية "جونز هوبكنز".

المساهمون