استمع إلى الملخص
- تتعرض منطقة مسافر يطا لعمليات هدم متكررة من الجيش الإسرائيلي بدعوى البناء دون ترخيص، مما يترك السكان في ظروف قاسية، خاصة خلال شهر رمضان.
- شهد فبراير الماضي هدم 156 منشأة فلسطينية في الضفة الغربية، بينما درست جهات التخطيط الإسرائيلية 27 مخططاً استيطانياً جديداً، مما يعكس تصعيداً إسرائيلياً مستمراً.
تصرّ عائلة دبابسة الفلسطينية على البقاء في أرضها، رغم أن الجيش الإسرائيلي دمّر منازلها في قرية خلة الضبع بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. على ركام المنازل المدمّرة، تُعدُّ العائلة المكونة من أسر عدّة وجبة الإفطار في شهر رمضان وتتناولها، متمسكة بأرضها رغم كل المحاولات الإسرائيلية لتهجيرها.
في 26 فبراير/ شباط الماضي، هدم الجيش الإسرائيلي 18 خيمة وكهفاً ودمر شبكتي المياه والكهرباء في خلة الضبع بمنطقة مسافر يطا، وقبلها بأسبوعين هدم منازل في التجمع، وبينما تعمل ربة المنزل ربيحة دبابسة على إعداد وجبة الإفطار، تقول: "لا مكان لدي، الجيش هدم المطبخ والبيت وكل شيء، أطهو الطعام في العراء وعلى نار الحطب". تُعد الخبز على نار الحطب، وقد نُصبت خيمة بسيطة على أنقاض المنزل تتناول فيها العائلة طعام الإفطار، وسبق أن هدمت إسرائيل منزلها في سنوات سابقة.
ويقول زوج ربيحة عبد الله، إن "الاحتلال تعمد ترك العائلات في العراء قبيل شهر رمضان"، مضيفاً أنه "إن لم نعش في البيوت نعيش في الخيام، هدموا الكهوف نعيد حفر أخرى"، يتابع: "نحن نبقى هنا، نسمع عن مخططات لتهجير الفلسطيني من أرضه، وأقول للرئيس الأميركي دونالد ترامب خسئت أنت وكل من يتآمر على طردنا من أرضنا".
حال عائلة دبابسة هو حال عائلات أخرى في التجمع، الذي يتعرض منذ سنوات لهدم إسرائيلي، بدعوى البناء دون ترخيص في مناطق مصنفة "ج" حسب اتفاقية "أوسلو 2" الموقعة عام 1995.
وتمنع السلطات الإسرائيلية البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة "ج" من دون تراخيص يُعد الحصول عليها "شبه مستحيل" وفق فلسطينيين.
ويقول جابر (38 عاماً)، وهو من أسرة أخرى بعائلة دبابسة: "قبل أسبوعين، هدم الجيش الإسرائيلي مساكن وكهوفاً وآباراً لجمع المياه، لم يتركوا شيئاً، نصف التجمع السكاني دُمِّر، ونعيش أجواءً باردة وماطرة ورمضان"، يضيف أن "هذه السياسة معروفة، يريدون تنفيذ مخطط التهجير بصورة بطيئة عبر التضييق على السكان وهدم منازلهم".
لكن دبابسة، وبينما يجلس أمام منزله المدمر، يقول بإصرار: "لن نرحل وسنبقى هنا، رغم الأجواء الباردة والحياة القاسية والواقع الذي نعيشه، ولو بقينا في العراء لن نرحل، نتمسك بأرضنا"، مشيراً إلى أنه يعيش في أرض يملكها والده الثمانيني، يضيف: "ولد والدي هنا في خلة الضبع قبل 86 عاماً، وعمره يكبر عمر دولة الاحتلال".
يضيف بأن إسرائيل تسعى منذ سنوات طويلة لتهجير الفلسطينيين من هذا التجمع وكل التجمعات في مسافر يطا، "لكن كل ذلك فشل أمام صمود وتمسك السكان بأرضهم"، ويوضح: "اليوم نعيش رمضان في ظل ظروف صعبة للغاية، الحالة المادية متردية، وحواجز وتضييقات وهدم لكننا باقون".
وتركزت عمليات الهدم في "محافظات الخليل بهدم 55 منشأة، ثم محافظة جنين بهدم 26 منشأة، والقدس بهدم 19 منشأة، وسلفيت بهدم 15 منشأة"، وفق التقرير. وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان، في التقرير، إن "سلطات الاحتلال وزعت في فبراير 93 إخطاراً لهدم منشآت فلسطينية في مواصلة لمسلسل التضييق على البناء الفلسطيني، والنمو الطبيعي للقرى والبلدات الفلسطينية".
في المقابل، فإن جهات التخطيط الإسرائيلية المختصة "درست في فبراير 27 مخططاً هيكلياً لصالح مستوطنات بالضفة الغربية، وداخل حدود بلدية القدس"، بحسب شعبان.
ويبيّن أن هذه المخططات استهدفت "3245 دونماً من أراضي المواطنين الفلسطينيين، لبناء 2684 وحدة استيطانية جديدة، منها 1278 وحدة لمستوطنات الضفة، و1406 لمستوطنات داخل حدود بلدية القدس.
ويتزامن التصعيد الإسرائيلي وعمليات الهدم في محافظات الضفة الغربية كافة مع عدوان عسكري إسرائيلي متواصل منذ 21 يناير الماضي في مخيمات شمال الضفة، ما خلّف دماراً كبيراً في المنازل والبنية التحتية.
(الأناضول)