إطلاق رابطة معتقلي الثورة السورية.. صوت الناجين من "المسلخ البشري"

دمشق

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
14 فبراير 2025
عراضة وإعلانات تجارية خلال فعالية في سجن صيدنايا تغضب السوريين
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُطلقت رابطة معتقلي الثورة السورية في سجن صيدنايا لدعم الناجين والمفقودين، مركزة على حقوقهم ودعمهم اقتصادياً وصحياً واجتماعياً، في ظل نقص الدعم الدولي.
- يعاني الناجون من ظروف صحية سيئة، حيث أصيب 340 منهم بمرض السل بسبب الإهمال في السجون، ويصف المعتقل السابق عبّادي سعيد غدي تجربته المؤلمة في سجن صيدنايا.
- أثارت فعاليات تأسيس الرابطة استياء السوريين، حيث اعتبروا العروض الترفيهية والإعلانات التجارية استغلالاً لمكان شهد معاناة كبيرة، ودعوا إلى مقاطعة هذه الفعاليات.

أُطلقت، اليوم الجمعة، رابطة معتقلي الثورة السورية في ساحة سجن صيدنايا المعروف باسم "المسلخ البشري"، شمالي العاصمة دمشق، بحضور مئات الناجين من المعتقلات إلى جانب شخصيات سورية ناشطة في المجال الحقوقي والإنساني. يُذكر أنّ جميع القائمين على تأسيس الرابطة وإدارتها هم من الناجين من معتقلات نظام الأسد.

يقول رئيس المكتب التنفيذي في رابطة معتقلي الثورة السورية شادي قطيش لـ"العربي الجديد" إنّها "تقوم على مبادئ التضامن والعدالة للناجين والمفقودين، عبر المطالبة بحقوق المفقودين ودعم الناجين اقتصادياً وصحياً واجتماعياً". يضيف: "نحن لسنا مجرّد مؤسسة، بل نحن صوت المفقودين وأهاليهم الذين عانوا من مآسٍ كثيرة، في ظلّ غياب المنظمات الدولية والحقوقية وتخاذلها". ويشير قطيش إلى أنّه "بعد الخروج من المعتقل، فإنّ أكثر ما يحتاج إليه الناجي هو الرعاية الصحية، لكن للأسف لم نحظَ حتى الآن بالترحيب المرجوّ، سواء من المستشفيات العامة أو الخاصة"، مؤكداً أنّ "كثيرين من أعضاء التجمّع في حاجة إلى تدخّلات طبية مستعجلة وعمليات جراحية".

وتفيد البيانات المتوفّرة حالياً، مع انطلاق رابطة معتقلي الثورة السورية اليوم، بأنّ عدد المنتسبين إليها بلغ 1.472 شخصاً من الناجين أو من عائلات المفقودين، 340 منهم مصابون بمرض السلّ، ويعود ذلك إلى الظروف الصحية السيئة في السجون والإهمال.

الصورة
في داخل سجن صيدنايا مع إطلاق رابطة معتقلي الثورة السورية - 14 فبراير 2025 (العربي الجديد)
في داخل سجن صيدنايا بالتزامن مع إطلاق رابطة معتقلي الثورة السورية، 14 فبراير 2025 (العربي الجديد)

لكلّ شخص من مئات السوريين الحاضرين قصّته، فيما يتشاركون جميعاً في المعاناة من الظلم وقسوة الظروف اللاإنسانية وغياب الحقوق والحريات. التقى "العربي الجديد" المعتقل السابق عبّادي سعيد غدي، من القلمون الشرقي بريف دمشق، الذي كان يحمل الرقم 22685 في سجن صيدنايا، وجال معه في ممرّات السجن وغرف التحقيق ومكان اعتقاله، مع غصّة في القلب ودموع في العينَين.

يخبر غدي "العربي الجديد": "كنت هنا، في قسم مرضى السلّ، حيث الموت. لا حياة هنا". يضيف أنّ "خروجنا من هنا كان معجزة"، مشيراً إلى أنّ "مرض السلّ بالنسبة إلينا كان مثل الرشح (نزلة البرد) أو السعال في خارج السجن. وكان المسؤول عنّا يقول: من يحتضر أو يموت فهو مريض، أخبروني عنه. أمّا كسر القدم أو فقدان العين أو كسر الجمجمة فتلك ليست أمراضاً، لا تخبرونا عنها". وقد اعتُقل غدي بسبب هروبه من سورية لرفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية الاحتياطية في عام 2021. هو اعتُقل عند الحدود السورية اللبنانية، بالقرب من محافظة حمص، ثمّ نُقّل بين الأفرع الأمنية السورية لمدّة عام كامل، قبل أن يُودَع في النهاية سجن صيدنايا، حيث بقي إلى حين سقوط نظام الأسد.

الصورة
إطلاق رابطة معتقلي الثورة السورية في باحة سجن صيدنايا - سورية - 14 فبراير 2025 (العربي الجديد)
باحة سجن صيدنايا في خلال إطلاق رابطة معتقلي الثورة السورية، 14 فبراير 2025 (العربي الجديد)

في سياق متصل، يقول رئيس جمعية الهلال الأحمر العربي السوري حازم بقلة لـ"العربي الجديد": "لدينا في المنظمة فريق خاص بملفّ الناجين من المعتقلات والمخفيّين قسراً من كلّ المحافظات السورية. ونوليه اهتماماً كبيراً، بالتعاون مع منظمات دولية، لتأمين الدعم الطبي الجسدي والنفسي وكذلك الدعم الاقتصادي والاجتماعي". ويؤكد أنّ "ملفّ المعتقلين ملفّ شائك، والجريمة كبيرة. حتى الآن، لم نستطع إحصاء الأرقام بدقّة، سواء للمفقودين أو الناجين. ونحن في الهلال الأحمر العربي السوري، كان لدينا معتقلون في سجون النظام السوري السابق، وقد أضفناهم إلى قائمة الشهداء بعد التحرير".

تجدر الإشارة إلى أنّ فعاليات تضمّنت فرقة عراضة شامية وإعلانَين لشركة بيع قهوة وشوكولاتة في موقع سجن صيدنايا، من ضمن إعلان تأسيس رابطة معتقلي الثورة السورية اليوم، أثارت استياءً بين السوريين الذين انتقدوا إقامة هذه الفعاليات في باحة السجن، الذي يُعرَف بأنّه مسلخ بشري، ودعوا إلى مقاطعتها. 

في هذا الإطار، كتب وسيم الإخوان في منشور على منصة إكس: "إعلانات لشركات مواد غذائية وعراضة أمام سجن ‎صيدنايا.. تريدون كسب المال وزيادة أرباحكم من أمام هذا المكان الذي قُتل فيه الآلاف وتمّ كبسهم في المسالخ البشرية.. ألم تتابعوا الحماقة المرتكبة عند طلاء أحد السجون في ‎اللاذقية التي أزعجت كلّ السوريين.. ألا تخجلون من أنفسكم".

ذات صلة

الصورة
احتفالات في دمشق في ذكرى الثورة السورية، 15 مارس 2025 (عامر السيد علي/العربي الجديد)

سياسة

شهدت المدن السورية، اليوم السبت، حشوداً غفيرة لعشرات الآلاف من السوريين الذين احتشدوا في الساحات احتفاءً بالذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة السورية.
الصورة
حي الخالدية في حمص، 10 فبراير 2025 (لؤي بشارة/فرانس برس)

سياسة

في ذكراها الـ14 تبدو الثورة السورية أمام تحديات ما بعد الانتصار في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر إسقاط نظام الأسد، خصوصاً المحافظة على السلم الأهلي.
الصورة
الشرع ومظلوم عبدي يوقعان اتفاق قسد / دمشق 10 مارس 2025 (إكس)

سياسة

أعلنت الرئاسة السورية، اليوم الاثنين، عن توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية.
الصورة
وقفة صامتة بدمشق حدادا على ضحايا الساحل 9 مارس 2025 (العربي الجديد)

سياسة

نظّم مجموعة من السوريين والسوريات، اليوم الأحد، في ساحة المرجة، وسط دمشق، وقفة صامتة حداداً على أرواح الضحايا من المدنيين وعناصر الأمن في الساحل السوري.
المساهمون