هدمت جرافات قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب رغم الجو الماطر والطقس البارد، وذلك للمرة الـ182.
وفي السياق قال المواطن عزيز صياح الطوري من العراقيب (46 عاما) لـ "العربي الجديد": "في الساعة السابعة والنصف صباحا اقتحمت قوات الهدم قريتنا وقامت بهدم البيوت، وهذه المرة الـ182 التي تكرر فيها فعلتها رغم الأجواء المناخية الصعبة، فالوضع يرثى له، والأولاد في القرية يلتحفون النيلون ويغطون رؤوسهم من المطر".
ومنذ 11 عاما تتعرض قرية العراقيب للهدم، كانت المرة الأولى في 2010، ومن حينها لليوم تتم مداهمة القرية وهدم بيوتها. " نحن صامدون على الأرض والحياة طبيعية رغم كل الظروف، والناس تتأقلم مع الوضع" يوضح الطوري.
ويتابع: " هدموا مسجد العراقيب سنة 2014 واقتحموا المقبرة في السنة نفسها أيضا". ويضيف: "يدور في أروقة القضاء الإسرائيلي بالمحكمة المركزية في بئر السبع ملف الملكية على الأرض لعائلة أبو فريح 3000 دونم ولعائلة أبو مديغم 1200 دونم منذ سنة 1998 ولم يحسم الأمر حتى اليوم".
ويكمل: "مساحة قرية العراقيب 150 ألف دونم، والدي الشيخ صياح الثوري ابن 70 عاما ولد فيها، وجدّي سليمان الثوري من ترابها قبل إسرائيل... ورغم الظروف فإن أهالي العراقيب لن يغادروا وسيتم البناء مجددا وفق الظروف، هذا صراع على الوجود والهوية".
وتقع قرية العراقيب على بعد 7 كيلو مترات شمالي مدينة بئر السبع و3 كيلو مترات جنوب مدينة راهط في الجنوب من فلسطين.
منازل العراقيب مبنية بالصفيح والخشب والبلاستيك، ويقطنها 80 شخصا، وقد هدم الاحتلال القرية للمرة الأولى في يوليو/ تموز 2010، ومنذ ذلك الحين تعود قواته لهدمها وفي كلّ مرة يقوم السكان بإعادة بنائها، كما تهدم بيوت قرى أخرى في النقب أيضاً.
وتشكل قرية العراقيب في النقب رمزاً للتحدي والصمود الذي يبديه الفلسطينيون العرب في النقب في مواجهة مخططات الاقتلاع والتهجير، إذ يتم باستمرار تجريف البيوت والأراضي لإرغام الأهالي على مغادرة أرضهم بهدف الاستيلاء عليها.