إسرائيل تقتل مرضى غزة ببطء عبر حرمانهم من الدواء

06 ديسمبر 2024
مرضى يفترشون الأرض بمستشفى كمال عدوان، نوفمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعاني قطاع غزة من أزمة صحية حادة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر، مما أدى إلى نقص الأدوية والوقود وتدمير البنية التحتية الصحية، ونزوح 1.9 مليون شخص يعيشون في ظروف مأساوية.
- دعا ممثل منظمة الصحة العالمية إلى فتح ممرات إنسانية لتوفير الإمدادات الطبية والوقود، ووقف إطلاق النار، وإجلاء المرضى لتلقي العلاج في مستشفيات القدس الشرقية والضفة الغربية.
- تعرضت المرافق الصحية لأكثر من 137 هجومًا إسرائيليًا، مما أدى إلى استشهاد 521 شخصًا وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، ودعت وزارة الصحة المؤسسات الدولية لحماية المستشفيات.

قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن، إن كثيراً من مرضى غزة يموتون بسبب فقدان العلاج اللازم ونقص الأدوية، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل مع مواصلتها حرب الإبادة الجماعية. جاء ذلك في حديث لوكالة الأناضول على هامش جلسة نظمتها شبكة مستشفيات القدس الشرقية و"منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان"، في مستشفى أوغستا فيكتوريا بالقدس الشرقية المحتلة.

وأشار بيبركورن، إلى إنه يسافر إلى غزة بشكل منتظم، وأعرب عن قلقه من تزايد الأمراض مع قدوم فصل الشتاء والنقص شبه الكامل في الخدمات الصحية في بعض المناطق. ولفت إلى أن البنية التحتية والخدمات الصحية في قطاع غزة وصلت إلى حد الانهيار. وشدد على أنه "لا يزال كثير من الناس بغزة يموتون أو يصابون بالمرض دون داعٍ لأنهم لا يستطيعون الحصول على العلاج اللازم وبسبب نقص الأدوية". وذكر أن 1.9 مليون شخص في غزة، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، نزحوا ويعيشون في خيام غير مقاومة لظروف الشتاء.

ولفت إلى أن هناك 17 مستشفى من أصل 36، و50 مركزاً صحياً من أصل 150، تعمل جزئياً، فيما يعمل عدد قليل من المستشفيات الميدانية. وأكد أن الوقود يعد عنصراً حيوياً آخر لاستمرار الخدمات الصحية في غزة، مذكّراً بأنّ هناك نقصاً في الوقود في المنطقة.

الحل الرئيسي وقف الحرب

وفيما يخص الاحتياجات الطارئة والعاجلة، دعا بيبركورن جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية إلى "ضمان دخول الوقود والغذاء والمياه والإمدادات الطبية إلى غزة بانتظام لتوزيعها حيث هناك حاجة إليها داخل غزة". وأوضح أن "الحل الرئيسي هو وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام، وإذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، فمن الضروري فتح ممر إنساني حتى تتمكن منظمة الصحة العالمية ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى من الوصول على الأقل إلى سكان غزة".

وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد من الغذاء والماء والدواء. واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار المواطنين على النزوح جنوباً.

مطالبات بإجلاء مرضى غزة

بدوره رئيس مجلس إدارة مستشفى أوغوستا فيكتوريا فادي الأطرش، قال لـ"الأناضول"، إنّ مرضى غزة ليسوا فقط الجرحى، ولكن أيضاً مرضى السرطان والأطفال، يجب أن يتاح لهم جميعاً فرص تلقي العلاج. وأشار الأطرش إلى أنّ "الطريقة الأقصر والأكثر فعالية للقيام بذلك هي السماح لهم بالانتقال من غزة إلى مستشفيات القدس الشرقية والضفة الغربية، والعلاج في المستشفيات التي أتوا إليها قبل الهجمات".

من ناحيته، قال مدير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان غي شاليف إنّ "رؤية كيف أدى العدوان الإسرائيلي إلى انهيار النظام (الصحي) في غزة، واعتقال وقتل مئات الأطباء، وتدمير جميع المؤسسات والمستشفيات وعدم خدمة الناس أمر مدمر للغاية". وتفرض إسرائيل إجراءات مشددة وقيوداً على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، بينما تمنع في غالبية الأوقات وصولها، وسط اتهام المكتب الحكومي بغزة لإسرائيل بالتنسيق مع عصابات محلية لسرقة المساعدات الشحيحة التي تدخل القطاع.

أكثر من 100 ألف إصابة

وأفاد المشاركون في الجلسة بأن الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية على قطاع غزة لأكثر من 14 شهراً أدت إلى إصابة أكثر من 100 ألف فلسطيني، في حين أنّ الاستهداف العشوائي للمستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة ترك غزة تعاني من أزمة صحية عميقة تتفاقم أضعافا مضاعفة. ودعا المشاركون إلى توفير "ممرات إخلاء طبي" آمنة، لإنقاذ 25 ألف مريض وجريح من غزة بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة.

وطالبوا بضرورة إنشاء ممرات آمنة إلى الضفة الغربية أو القدس الشرقية أو دولة ثالثة من أجل "إجلائهم الطبي العاجل". وناقشت الجلسة الخطوات الواجب اتخاذها بشأن الأزمة في غزة، وضمان مرافقة الأسر لأطفالها أثناء عمليات الإخلاء، وضمان عودة مرضى غزة الذين تم إجلاؤهم منها إلى منازلهم بعد تلقي العلاج الطبي.

ووفقاً لبيان منظمة الصحة العالمية في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نفذت إسرائيل ما مجموعه 137 هجوماً على المرافق الصحية في غزة، أدت لاستشهاد ما لا يقل عن 521 شخصاً، بينهم 16 عاملاً صحياً. وبالإضافة إلى الدمار الذي خلفته هذه الهجمات، أفادت الصحة العالمية أيضاً بأن 18 من أصل 36 مستشفى و46 من أصل 72 مركزاً صحياً خرجت عن الخدمة بسبب نقص الكهرباء ونقص الوقود.

والخميس، دعت وزارة الصحة بقطاع غزة المؤسسات الدولية إلى ضرورة التحرك لحماية المستشفيات من "العدوان الإسرائيلي السافر". وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

(الأناضول)

المساهمون